المحتوى الرئيسى

الحكومة تُدشن أكبر مناطق لمشاهدة «الدلافين» فى العالم بالغردقة خلال 4 أشهر

05/26 10:08

تستعد وزارة البيئة لتدشين أكبر مناطق لمشاهدة الدلافين البحرية فى العالم، والغوص معها، خلال الأربعة أشهر المقبلة فى منطقتى شعاب العرق والفانوس المرجانيتين بمدينة الغردقة، والتى من المتوقع أن تحقق عوائد سنوية تناهز الـ2 مليون دولار، وذلك تزامناً مع بدء تجهيز حملة ترويجية عالمية تستعين خلالها «البيئة» بوزارة السياحة، وشركات سياحية لجذب أعداد من السائحين لمشاهدة «الدولفين ذى الأنف الزجاجى».

«الوطن» زارت منطقة «الفانوس» برفقة مسئولى وزارة البيئة، والتى وجدناها محاطة بشمندورات مثبتة بشكل جيد فى الرمال المحيطة بالشعاب المرجانية، بهدف توفير أماكن لوقوف السفن السياحية، ورحلات مشاهدة الدلافين عليها دون خسائر على الشعاب المرجانية الموجودة بالمنطقة، بالإضافة لتحديد حزام بالمنطقة التى تظهر بها الدلافين حتى لا تدخلها أى مراكب.

«رمضان»: نستعد لحملة تسويقية عالمية لمنطقتى «الفانوس» و«الشعاب».. و2 مليون دولار عوائد سنوية متوقعة من «رحلات الدلافين»

وقال وليد رمضان، باحث بيئى فى قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، إن 14 نوعاً من الدلافين البحرية تعيش فى البحر الأحمر فى نطاق الحدود المصرية، موضحاً أن السائحين يحبون مشاهدتها، وأنها تظهر بشكل منتظم فى منطقتى شعاب «العرق»، و«الفانوس»، ومن ثم سيجرى استغلالها. وأضاف لـ«الوطن» أن الدولفين من الكائنات التى تستغرق فترة الليل فى صيد غذائها بالأعماق البحرية، وفى فترات النهار تكون فترة راحتها على سطح الماء فى منطقتى «الشعاب».

وأوضح أن عدد السائحين زاد بكثرة فى منطقتى «الشعاب» منذ عام 2014، وأصبح السائحون يتعاملون مع الدلافين بشكل غير سليم، مع قرب المراكب منها، ولمس السائحين لها، ما أثر على معدلات ظهورها بتلك المنطقة. وأشار «رمضان» إلى أن الجمعية الأوروبية للحوتيات، وهى من كبرى المؤسسات المعنية بحماية الدلافين والحيتان، رصدت المضايقات، والمطاردات التى واجهتها الدلافين، وأبلغتنا بها، ومن ثم بدأنا فى تصميم «نموذج بيئى محترم» للتعامل معها منذ عام 2015.

وأوضح أنه جرى الرصد بشكل مستمر لمدة عام كامل لتحديد مناطق ظهور الدلافين بدقة فى «الفانوس» و«العرق»، وتحديد معدلات ظهور الدلافين البالغة، والصغيرة، ثم جرى رصد أعداد المراكب، وبدأت محميات البحر الأحمر فى إجراء توعية بيئية للتعامل مع الدلافين، موضحاً أن النشاط المصرح بالمنطقة هو مشاهدة الدلافين فقط، مع منع لمسه أو إزعاجه، مشيراً إلى أن السائح سيرتدى «لايف جاكت» وينزل للمياه، ولكن غير مسموح بركوب الدلافين أو لمسها أو اعتراض مسارها.

وشدد الباحث فى «حماية الطبيعة» على أن الدلافين عادت فى الظهور مرة أخرى فى منطقتى «الشعاب»، وأن مراكز الغطس تلتزم بتعليمات وزارة البيئة بشأن مشاهدة الدلافين والتعامل معها. وأكد أن محميات البحر الأحمر قدمت للدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، خطة استغلال اقتصادى لمناطق ظهور الدلافين لتصبح أكبر منطقة لمشاهدة الدلافين فى العالم، موضحاً أنه من المنتظر تصديق مجلس إدارة جهاز شئون البيئة على تلك الخطة قريباً.

وقال إنه جرى تقدير أعداد الدلافين التى تظهر فى اليوم الواحد، والتى تتراوح بين 25 إلى 30 دولفين، موضحاً أن أعداد السائحين الذين يشاهدونها يومياً هو 1400 سائح، وأن خطة الإدارة تجعل عدد السائحين المسموح هو 350 فرداً كحد أقصى فى كل منطقة من منطقتى الشعاب.

وأشار إلى أنه جرى استطلاع رأى لمراكز الغطس وسائحين حول الرسوم المناسبة للغطس فى مناطق الدلافين، والتى انتهت لأن تكون الرسوم 10 دولارات للأجانب، و50 جنيهاً للسائح المصرى.

وأوضح «رمضان» أن وزارة البيئة ستترك فترة تمهيدية لشركات السياحة حتى يتم تطبيق الرسوم، مشيراً إلى أن بدء تطبيقها سيكون بدءاً من أول أكتوبر المقبل. ولفت إلى أن المبالغ المالية المحصّلة من مشاهدة الدلافين، والمتوقع أن تزيد على 2 مليون دولار سنوياً، سيتم استغلالها فى حماية البيئة البحرية فى البحر الأحمر، لأن تكلفة حمايته عالية جداً، والتى تتحملها الموازنة العامة للدولة.

وقال إن الدولة دعمت منظومة الشمندورات البحرية لمنع التعدى على الشعاب المرجانية بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه، وكذلك تتكلف الدوريات البحرية لمنع المخالفات نحو 3 ملايين جنيه فى العام الواحد. واختتم «رمضان» تصريحاته بأن وزارة البيئة تستعد للتسويق لمنطقتى مشاهدة الدلافين عالمياً بالتعاون مع وزارة السياحة، وشركات سياحية، متوقعاً أن تصبح من أكبر مناطق العالم فى مشاهدة الدلافين البحرية. وحصلت «الوطن» على التعليمات التى سيتم بمقتضاها مشاهدة «الدلافين»، والتى أعدها «رمضان» ومحمد مجاهد، مسئول التوعية بمحميات البحر الأحمر، حيث سيسمح للعائمات التى تحمل تصريحاً ملاحياً سارياً بالوجود بـ«المنطقتين» من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً فقط، أى 5 ساعات كاملة لمشاهدة الدلافين يومياً فقط.

وتشدد وزارة البيئة على مراكز الغطس ورحلات السفارى على عدم السماح لأى لنش أو ذوديك بالاقتراب من الدلافين فى أوقات راحتها، فيما سيتم السماح بوجود مراكب الغوص، والتى ستنزل الغواصين فى مناطق مخصصة لذلك، على أن تكون من القوارب المطاطية المزودة بمحرك لا تقل قدرته عن 25 حصاناً لينزل الزائرون فى مناطق الغطس فقط. وتوضح «البيئة» أن حركة الذوديك تكون بسرعة لا تزيد على 3 عقدة، على أن تكون المسافة بين أى ذوديك أو قارب مطاطى والدلافين نحو 50 متراً، كما يجب أن يوجد مرشد واحد لكل 8 سائحين.

ووفقاً للتعليمات الموجهة للمراكب السياحية؛ فإن فترة مشاهدة الدلافين لا تزيد على 20 دقيقة حتى يتسنى لقوارب أخرى الاقتراب من الدلافين، كما لا يجب أن يزيد عدد القوارب على اثنين فى المرة الواحدة، مع ترك ممر آمن لخروج الدلافين من المنطقة. وتابعت: «نظراً لأن الدلافين شديدة الحساسية للصوت فالرجاء تجنب الضوضاء من نداءات أو أبواق أو صفير أو تصفيق لها»، كما تمنع التعليمات إطعام الدلافين أو إلقاء أى فضلات أو مخلفات فى البحر.

وعن التعليمات الموجهة للسبّاحين، قالت «الإرشادات»: «اترك مسافة كافية بينك وبينها.. واترك لها حرية القرار»، موضحةً أن النزول للمياه خلال وجوده يكون بالانزلاق بهدوء من وضعية الجلوس إلى المياه، مع ارتداء سترة نجاة، وزعانف، ونظارة مزودة بأنبوب للتنفس، مع الاحتفاظ بالذراعين قريبتين من الجسم، والحركة باستخدام الزعانف فقط دون إثارة للرذاذ الزائد، كما لا يتم الاقتراب بشكل مباشر من الدلافين، وأن تتم السباحة بشكل موازٍ لها، وألا يتم الغطس أسفلها أو الغطس فى فترة نومها. وأوضحت أن الدلافين تنام فى الغردقة من الصباح وحتى العصر، ويسبح أفراد قطيع الدلافين قريبين من بعضهم البعض، وتصعد لسطح الماء بشكل منتظم للحصول على الهواء، مردفة: «وفى هذه الأوقات تظل قريبة من الشعاب المرجانية حماية لنفسها، حيث إنها فى المياه المفتوحة تحتاج لكامل انتباهها لتأخذ حذرها من أعدائها كأسماك القرش مثلاً».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل