المحتوى الرئيسى

تقتل ابنتها بسبب إصابتها بالسرطان

05/25 23:28

«الأم» كلمة.. تهتز لها السموات والأرض، فرسولنا وصفها بأن الجنة تحت أقدامها.. دائما ما نغفر خطأ الأبناء تجاه أمهاتهم مهما كان الخطأ.. ولكن خطأ الأم أو جريمتها تجاه أبنائها لا تُقبل ولا تغتفر، فهى دائما نبع العطاء والحنان والتى تتحمل المستحيل من أجل فلذات كبدها.. فعندما تتحول الأم مهما عانت من الفقر والجوع والقسوة إلى قاتلة ولمن لطفلتها الصغيرة بسبب إصابتها بالمرض اللعين «السرطان» وحجتها أنها لا تملك أموالاً لتعالجها، هذا ليس بمبرر يدفع الأم أن تنهى حياة ابنتها بكتم الأنفاس.. عاقبتها المحكمة بالسجن، ولكن أين تذهب من عقاب ضميرها.. نظرات طفلتها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديها وماذا كانت تقول ألم يكفها عذاب وآلام المرض الذى تتجرعه.. فتنقض عليها أمها بدم بارد.

تبدأ الحكاية عندما تعرفت بطلة القصة التى تعيش فى الأرياف، وسط أسرة معدومة، على شاب فقير مثلها لا يملك قوت يومه، ونشأت بينهما علاقة حب. قرر الشاب الزواج من الفتاة فى حين أنه لا يستطيع تحمل مسئولية الزواج، وتوجه إلي أسرتها لطلب يدها. وافق الأب دون تفكير كى يرتاح من الإنفاق عليها. خرجت الفتاة من فقر أسرتها، لتدخل مرحلة أصعب منها، وهى الجوع والفقر فى بيت زوجها.

عاشت الزوجة الصغيرة حياة بائسة مع زوجها وأسرته المكونة من ٩ أفراد، وتقوم بخدمتهم جميعاً دون أى تقدير، فالزوج لا يعمل، ورب الأسرة «عامل» بسيط دخله لا يكفيهم. حاول زوجها البحث عن عمل دون جدوى، وبالتالى لم يستطع توفير أبسط متطلبات الحياة لها. فكم من ليالٍ مرت عليها، لا تجد ما تسد به جوعها، بالإضافة إلي المعاملة السيئة التى كانت تجدها من أسرته وإذلالهم لها، وخاصة بعد أن رزقها الله بطفلة، ليصبح العبء أثقل. طلبت الزوجة من زوجها توفير مسكّن لها وابنتها حتى ولو غرفة، لكنه لم يستطع على تلبية طلبها، وأصبح الحال يضيق بها كل يوم عن السابق، وتتحمل من أجل طفلتها، تغلبت على جوعها، بينما لم تستطع رؤية ابنتها وهى تبكى، فقررت أن تنفصل عن زوجها، وبالفعل تم الطلاق، وتوجهت بطفلتها إلي القاهرة حيث سمعت أن بها الرزق وفيراً وخدمة البيوت متوافرة، وأخذت تبحث فى شوارعها عن مسكن يحميها وطفلتها من وحوش الشوارع، وبعد رحلة بحث طويلة جلست على رصيف فى منطقة بولاق الدكرور، والتقت بحارس عقار عرض عليها السكن بغرفة فوق السطح، فوافقت على الفور. وبدأت تخدم بالمنازل لمدة 4 أشهر، وبعدها فوجئت بحارس العقار يخبرها بأن أمامه عريساً لها ممكن أن يتزوجها، فرحت كثيراً عندما وافق الزوج على مساعدتها فى تربية صغيرتها، وبالفعل تم الزواج وانتقلت إلي مسكن الزوج وعاشت معه أجمل ثلاثة شهور فى حياتها، ولكن دائماً ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، لاحظت الأم أن صغيرتها تذبل كل يوم عن سابقه، وبعرضها على الطبيب أخبرها أن ابنتها مصابة بالسرطان. وتخلى عنها زوجها عندما طلبت منه مصاريف لعلاج ابنتها.

فذهبت الأم للجيران والمعارف لتطلب المساعدة، فمنهم من ساومها على شرفها، قائلاً: «تعالى عالجينى وأنا أعالج بنتك».

بلغ اليأس مداه وضاقت الدنيا بالأم، وفى الليلة الموعودة، كانت الطفلة تبكى وتصرخ من شدة ألمها فإنه المرض اللعين، والأم تقف أمامها مقيدة اليدين لا تملك ثمن علاجها، ولا تستطيع تخفيف الألم عنها، وفِى تلك اللحظة راودها الشيطان بفكرة، مصوراً لها أنها ستخلصها من جميع مشاكلها. ومع حالة اليأس والاكتئاب التى وصلت إليها الأم، استجابت للفكرة وبدأت فى تنفيذها على الفور وتحجر قلبها ونسيت أنها «أم». قامت بتغيير ثياب الطفلة بأجمل ما عندها، ووضعت بجانبها لعبتها المفضلة، «دبدوب صنعته لها من القماش»، وروت لها قصة قبل النوم، حتى خلدت للنوم، وبدأت فى تنفيذ خطتها قتل الطفلة المريضة، وضعت الوسادة على وجهها وكتمت أنفاسها، أرادت التراجع أمام نظرات ألم طفلتها ولكن لم يتركها الشيطان للتراجع وقف بجوارها يؤكد عليها أنها هى الفرصة الوحيدة التى ستخلصها وابنتها من آلام الدنيا وقسوتها ولم تتركها إلا بعد أن لفظت ابنتها أنفاسها الأخيرة. وأسرعت الأم بالتوجه إلي المطبخ، وأحضرت سكيناً وأخذت طفلتها فى حضنها، وقطعت شرايين يدها حاولت الانتحار. لعب القدر لعبته، ولم تلحق الأم بابنتها، حتى تظل تتعذب طوال عمرها، وتندم على فعلتها، فتمكن رجال الإسعاف من إنقاذ حياتها بعد تلقيهم بلاغاً من زوجها، وحينما سألتها الشرطة وقتها اعترفت بأنها قتلت طفلتها وأرادت الانتحار لفشلها فى الإنفاق على علاج طفلتها.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل