المحتوى الرئيسى

سلامي إلى حبيبي اللي زمانه نسيني

05/25 22:05

كنتُ أستمع إلى أُغنية (ياعيون يا مغرباني) للفنانة الرائعة "إيمان الطوخي" ومن عادتي عند سماع مثل هذه الأغاني التي تعود لفترة الثمانينيات والتسعينيات أن أقرأ التعليقات التي دُونت أسفلها، حيثُ غالباً تكون لمن عايشوا هذه الفترة فتحتوي تعليقاتهم على بعض من الشجن لزمانٍ قد مضى أو حنين لحبٍ قد انقضى.

فوجدتُ أسفل هذه الأغنية هذا التعليق الذي جعلته عنواناً لمقالي هذا:

" سلامي إلى حبيبي اللي زمانه نسيني"

ثم أعقب صاحب هذا التعليق وقال كنا نستمعُ معاً لهذه الأغنية فور صدورها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كنا نحلم حينها أن نبقى معاً وألا يفرقنا الزمن، ولكن تفرقنا وانفصلت أرواحنا وتباعدت أجسادُنا وانقطعت عن بعضٍ أخبارنا وتاهت بين ضروب الحياة قصة حبنا ولم يبق منها سوى تلك الذكرى التي تظلُ عالقة في نفوسنا لتذكرنا بأننا كنا عاشقين نحلم بأن يجمع الحب بيننا وأن نبقى دوماً مع بعضنا وأن تُخلد بين قصص العاشقين أسماؤنا، فكلما سمعت هذه الأغنية تذكرتُ تلك الأحلام وذلك الحبيب الغائب فلا أشعر سوى بوجع في قلبي ودمع يسقط من عيني وذكرى جُرح غائر لم يندمل حتى الآن في قلبي فأسأل نفسي هل ما زالت تشعر هي الأخرى بنفس الوجع إذا وجدت ما يُذكرها بي، أم أنها نسيت اسمي وأضاعت من بين الوجوه رسمي ولم تعد تتذكرني!!

إلى هنا انتهى تعليقه وإن كنت قد قمت ببعض التصرف فيه والزيادة عليه، ولكنه في الحقيقة لم يكن تعليقاً مقتضباً، ولكنها كانت صرخة عاشق يبكي على حبٍ ضاع وشوقٍ تاه وحبيب قد يكون نسيه!!

فصاحب هذا التعليق بالرغم من مرور حوالي عشرين عاماً أو يزيد على هذه الأغنية التي كان يستمعُ إليها برفقة محبوبته، إلا أنها مازالت تُذكرهُ بذلك الحب الذي قد مضى زمنُه وبقي وجعُه.

عشرون عاماً قد مضت ومازال صاحب هذا التعليق بأن من كان لا ينبض قلبهُ إلا لحبه، ومن كان لا يحيا ينبُض قلبَهُ حباً وتنزفُ عينهُ دمعاً، عشرون عاماً قد مضت ومازال يشعر بغصة في نفسه وألم في قلبه ومرارة في صدره، فصاحب هذا التعليق لا يشعر بالحزن لمجرد الفراق وانقطاع اللقاء، ولكن ما ينكأ قلبَهُ وينغص في نفسه هو شعوره إلا بذكر اسمه، ومن كان لا يشعر بوجوده في الحياة إلا بقربه، ومن كان لا يرى الدُنيا سوى في عينهِ قد نسيه واستغنى عنه بسواه، فالحزن ليس لتفرق الشمل ولا لانقطاع الوصل، وإنما لشعوره بأن من كان يعتبره مصدراً للسعادة والحياة قد صار مجرد ذكر اسمه أو مرور طيفهِ منبعاً للحزنِ والشقاء..

وفي الختام؛ تحياتي إلى صاحب هذا التعليق الذي أوجزَ فأنجز، فبالرغم من أنه قد ألقى بكلماتهِ في عنان الهواء ولم يلقِ لها بالاً فإنها لامست قلباً له مثل حاله فأوجعته، فبالرغم من أني لا أعرف اسمهُ ولا شكله ولا أين وطنه أو محله، فإننا جمع بيننا ألمٌ وتشابهت قلوبنا في وجع.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل