المحتوى الرئيسى

بعد 50 عاما.. الاحتلال يكشف استبسال الأردنيين في الدفاع عن القدس

05/25 17:22

أفرج أرشيف جيش الإحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس 25 مايو عن تفاصيل جديدة لمعركة "تلةالذخيرة" التي انتهت باحتلال القدس في 7 يونيو 67، كاشفا عن استبسال الجنود الأردنيين في معركة الدفاع عن القدس، للدرجة التي دفعت أحد القادة الإسرائيليين للقول في شهادته إن الحديث يدور عن "أكثر لحظات الرعب التي عاشها في حياته".

تقول صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم:” ورد في التفاصيل التي كشفها أرشيف الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع بمناسبة الذكرى الـ 50 لـ"توحيد العاصمة" (مصطلح إسرائيلي لاحتلال القدس) أنه "كان واضحا آنذاك أن تلة الذخيرة لم يتم احتلالها بسهولة مثلما اعتقدنا".

وتضيف :”من التحقيق الذي جرى لقادة ومقاتلين شاركوا في المعارك بالبلدة القديمة بالقدس وفي تلة الذخيرة، يتضح صورة قاسية لمعارك دامية ومزاعم بنفاذ الذخيرة، وغياب التخطيط الفاعل والمعلومات الاستخبارية".

جاء في التحقيق :”هناك نقص في الذخيرة، أعدوا جنود من سكان القدس يعرفون المدينة، بهدف دمجهم بالقوات، لكن قبل لحظات من الخروج، أعادوهم لسريتهم. وخرجت القوات مع جنديين فقط يعرفون المنطقة، وفُقدت إحدى القوات في الطريق وعثر عليها بعد تأخير كبير".

وبحسب التحقيق :”قال جيورا (أحد القادة) إن هذه كانت اللحظات التي واجه فيها رعبا لم يواجهه في حياته".

كان "جيورا" قاعد السرية المساعدة في الكتيبة 66 التابعة للواء 55. وقد تحدث في التحقيق عن ضراوة المعارك في تل الذخيرة ومدرسة الشرطة. وتحدث عن توفير الذخيرة، ثم نفاذها.

قادة عسكريون من جيش الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس بعد احتلالها

ووصف الضباط المقاتلون مشاعرهم الصعبة حيال العدد الكبير من القتلى الذين سقطوا خلال المعارك، وقالوا :”في هذه المرحلة (بعد تفجير الجدار الثاني في تلة الذخيرة) خسرنا تقريبا فصيلا كاملا. فبالقرب من موقع القيادة يظهر موقعا يضم أردنيين لم يتوقفوا عن رمي القنابل تجاه القوات. كل من كان في الخندق سقط بين قتيل وجريح".

وقال "جابي" (قائد آخر بالقوة الإسرائيلية) إنه من كثرة القتلى والمصابين لم يعد لديه من يقاتل، إذ توقفت المعركة عندما سقطت قنبلة وتصاعدت النيران من الموقع".

خلال المعارك، صدر أمر بالصعود إلى فندق "امباسدور" بالقدس الشرقية، لكن المقاتلين الذين عانوا من غياب معلومات استخبارية استغرقوا وقتا طويلا لتحديد طريق الفندق الذي سيطروا عليه في النهاية. ويقول قادة في جيش الاحتلال "كان من الواضح أن تلة الذخيرة لن يتم احتلالها بسهولة مثلما اعتقدنا".

ويتضح من الشهادات أن وحدة إخلاء المصابين تركزت بعيدا جدا عن موقع المعارك الضارية بتلة الذخيرة، ما صعب للغاية إخلاء القتلى والجرحى.. كان من بين من أدلوا بشهادتهم في التحقيقات "يعقوب حيتس" الذي تمكن في نهاية الأمر من تصفية القناص الأردني الذي جعل مهمة التقدم مستحيلة.

مسعف الكتيبة "يجال أراد"، الذي تلقى بعد الحرب وسام الشجاعة وقتل بعد ذلك في حرب أكتوبر 73 ، روى أنه كان يفتقر للمعدات اللازمة لنقل الجرحى. وبدأ فقط مع هدوء المعارك مهمة إخلائهم بمساعدة الجنود الإسرائيليين الذين جاءوا لاحقوا وحسموا المعركة.

يشار إلى أن تلة الذخيرة التي شهدت أشرس المعاركـ، كان موقعا عسكريا في الجزء الشمالي من القدس الشرقية ، ويقع غرب أكاديمية الشرطة مع خندق محصن يربط بينهما، وبُني الموقع على يد البريطانيين خلال الانتداب البريطاني على فلسطين في الثلاثينيات من القرن الماضي.

وفي معركة باب العامود (يطلق عليه أيضا باب نابلس وباب دمشق)، وهو أحد أجمل الأبواب في سور مدينة القدس المحتلة، قال قائد الفصيلة الإسرائيلية، إن الدبابات ليست قادرة على الاقتراب من السور، وتطلق نيران ليست دقيقة..

كانت المهمة السيطرة على الدير والتقاطع المواجه لباب العامود. كان هناك جنود أردنيون يتحصنون في نهاية الدير، أرسل الإسرائيليون أحد الرهبان طلب منهم الاستسلام، وافق الأردنيون شريطة أن ينزل حنود الاحتلال إلى الطوابق السفلى، وبعد 10 دقائق اكتشف الإسرائيليون أن الأردنيين قد اختفوا من المكان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل