قمة «مصرية-غينية».. السيسي: نسعى لإيجاد صوت مسموع لأفريقيا بالساحة الدولية.. ونعمل على تطوير الآليات لتحقيق الخير لشعوب القارة.. وكوندي: نرفض أي تدخلات خارجية في القارة السمراء

السيسي: ناقشت مع الرئيس الغيني تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين الرئيس: تطوير آليات العمل لتحقيق الخير للشعوب الأفريقية نسعى ليكون للقارة الأفريقية صوت واحد مسموع بالساحات الدولية الرئيس الغيني: نرفض أي تدخلات خارجية في القارة السمراء أفريقيا يمكن أن تصبح مصنع العالم في التكنولوجيا القارة الأفريقية عانت من التدخلات الخارجية على مر العصور

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات ظهر اليوم، الخميس، بقصر الاتحادية مع الرئيس ألفا كوندى، رئيس جمهورية غينيا، عقب مراسم الاستقبال الرسمية له، ثم أعقب المباحثات مؤتمر صحفي، لإعلان نتائجها، حيث أكدت استمرارية العلاقات الثنائية الإيجابية، والتأكيد على أن يصبح للقارة الأفريقية صوت واحد في المحافل الدولية.

ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الغيني ألفا كوندي، في بلده الثاني مصر في هذا اليوم الخاص والمميز، وهو اليوم الذي يتم فيه الاحتفال بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو 1963، ونجدد فيه كأفارقة التزامنا بروح التعاون والتضامن الأفريقي.

وقال "السيسي"، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الغيني، إنه ناقش خلال مباحثاته مع الرئيس الغيني سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وغينيا، بناءً على الروابط التاريخية القوية الذي تجمعهما.

وأضاف: "اتفقنا على أهمية المضي قدما في العلاقات التجارية والاقتصادية والإسراع بعقد الدورة المقبلة للجنة المشتركة بين البلدين، لمتابعة نتائج هذه الزيارة المثمرة وتفعيل الأفكار المطروحة لتعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات".

وتابع: "اتفقنا أيضا على تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال القدرات ونقل الخبرات الفنية من خلال البرامج التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وتبادلنا وجهات النظر من أجل تطوير أداء الاتحاد الأفريقي ليتواكب مع المتغيرات المعاصرة وما تفرضه من تحديات".

وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن شكره وتقديره العميق لدعم دولة غينيا للسفيرة مشيرة خطاب المرشحة لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، لكونها أول مرشحة أفريقية لرئاسة اليونسكو.

وقال "السيسي"، خلال المؤتمر الصحفي، إنه استعرض تطورات القضايا الأمنية والسياسية بالقارة الأفريقية على رأسها تطورات الأوضاع فى ليبيا للتوصل إلى الاستقرار المنشود إلى جانب التنسيق الأمني والعسكري بين مصر وغينيا فى إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب بمركز الساحل والصحراء الجاري تأسيسه بمصر الذي نأمل أن يكون له دور فى تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة الجريمة المنظمة والأنشطة الإرهابية.

وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي: "من حقنا كأفارقة أننا نُهنئ أنفسنا على جميع النجاحات التي حققناها على مدار الأعوام الماضية، وأن نتذكر آباءنا المؤسسين، مُجددين لهم الشكر على حكمتهم وبُعد نظرهم عندما أسسوا منظمة الوحدة الأفريقية قبل نصف قرن".

وتابع خلال المؤتمر الصحفي: "نجدّد عهدنا بالاستمرار في تطوير آليات العمل المشترك لما فيه الخير للشعوب الأفريقية كل عام وأنتم وشعوب أفريقيا بخير".

واستطرد: "لقد سعدت بلقائنا اليوم وما كشفه من تعدد أوجه التعاون بين مصر وغينيا ليس فقط على العلاقات الثنائية، وإنما في إطار الاتحاد الأفريقي وأتمنى أن يستمر إيجابيًا ومثمرًا على الدوام".

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن احتفال مصر اليوم بيوم أفريقيا جاء انطلاقا من مرور الذكرى الـ54 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، مشيرا إلى أنه من دواعي الفخر أن مصر كانت من أوائل الدول المؤسسة لتلك المنظمة التي جاء إنشاؤها لتأسيس حلم الوحدة الأفريقية وحصول جميع الدول الأفريقية على استقرارها.

وشدد "السيسي" خلال المؤتمر الصحفي، على أن مصر بذلت كل الجهد لتأسيس الاتحاد الأفريقي عام 2002 لدفع عملية التنمية الأفريقية الشاملة وتعزيز جهود السلم والأمن ليصبح لأفريقيا صوتا واحدا مسموعا بالساحات الدولية.

من جانبه، قال الرئيس الغيني ألفا كوندي، إن قوات حفظ السلام لا تلعب دورا إيجابيا في أفريقيا، فهناك 20 ألف جندي في الكونغو ولا نشهد تأمينا كافيا، ونأمل في استبدال هذه القوات بقوات من الاتحاد الأفريقي.

وأضاف "كوندي"، خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس السيسي، أن مفوضية الاتحاد الأفريقي لا تعمل بشكل جيد، وأعضاءها يسافرون كثيرا ويحصلون على المال، لذلك قررنا القيام بإصلاحات في هذا الشأن.

وأكد أن مصر والجزائر وجنوب أفريقيا لديها معدات لوجيسيتة يمكن أن تقدمها وتحافظ على أمنها الخاص، مشيرا إلى أن الجنوب الليبي مهددة وبه قاعدة تغادر منها جميع العناصر الإرهابية، ونرفض أي تدخلات خارجية في القارة السمراء.

وقال الرئيس الغيني ألفا كوندي، إن ليبيا دولة كبيرة ولديها إمكانات كبيرة وأموالها لدى البنوك الأمريكية ولا نستطيع الاستفادة منها، مُشددًا على ضرورة أن يتم حل المشكلة في القمة الأفريقية المقبلة، ويتم جمع جميع الأطراف الليبية عدا الإرهابيين ويتم تنظيم انتخابات.

وأضاف "كوندي": "يجب علينا كأفارقة أن نأخذ مصيرنا في أيدينا وأن نتحد وأن نتحدث لغة واحدة، لذلك جددت مسألة دور الملك محمد الخامس والسادس وتحدثه عن الهجرة غير الشرعية، وباقي الرؤساء الآخرين في منطقة التجارة الحرة"، وتابع: "أريد أن تكون أفريقيا الآن سوقًا واحدة".

وأشار الرئيس الغيني، إلى أنه "نحو 10% من السكان في أفريقيا الأقل من 30 عامًا يعانون من البطالة، ونحن كرؤساء دول أفارقة لن نسأل عن ذلك الكثير، فكل يوم هناك العديد من الأفارقة يهاجرون وهذا أمر مهم جدا لأفريقيا"، موضحا أنه من 7 من 10 أفارقة ليس لديه رواج للطاقة، ويجب مواجهة التغيرات المناخية في بحيرة تشاد والنيجر، مؤكدا أنه إذا لم يتم سماع صوتنا لن يكون مجديًا.

وتوجّه بالشكر للرئيس السيسي لأنه تحدث باسم أفريقيا في مؤتمر الطاقة المتجددة وتغيرات المناخ، مؤكدًا أن هذا يسمح بإقامة كيان أفريقي رائع في مجال الطاقة المتجددة.

كما أكد الرئيس الغيني ضرورة التغلب على مشكلات البطالة التى تدفع الأفارقة إلى الهجرة، موضحا أن العمالة الغينية رخيصة الثمن والشباب الأفريقي قادر على السيطرة على التكنولوجيا الأفريقية ويمكن أن نصبح مصنع العالم.

وقال "كوندي"، خلال المؤتمر الصحفي، إن حديث الرئيس السيسي بشأن أفريقيا جعل القارة تربح الكثير الآن، خاصة جهوده نحو مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وشدد على ضرورة حل جميع المشكلات السياسية بين الدول بالحوار السلمي لتبادل وجهات النظر المختلفة.

وقال ألفا كوندى، رئيس غينيا، إن زيارته اليوم، الخميس، لمصر تأتي فى فترة مهمة جدًا تمر بها بعد أن لعبت دورًا مهما فى استقلال الدول الأفريقية، موضحا أن تزامن زيارته مع الاحتفال بيوم أفريقيا يعد أمرا رمزيا لنتذكر فيه دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى استقلال أفريقيا.

وأضاف الرئيس الغيني: "مصر كانت دائمًا إلى جانبنا وحاضرة خلال إعلان استقلال غينيا، بالإضافة إلى أن هناك تبادلات مهمة بين البلدين منذ القدم"، مشيرًا إلى أن القارة الأفريقية عانت من التدخلات الخارجية على مر العصور.

وأكد "كوندى" أن الدول الأفريقية إذا لم تكن مستقلة ماليًا فإنها لن تستطيع الاستقلال تماما، مشيرا إلى أن معظم الدول الأفريقية مستقلة اقتصاديًا بنسبة 60%، وهناك بعض الدول التي تعاني حاليا من مشكلات اقتصادية.

وقال رئيس غينيا إنه يجب على الاتحاد الأفريقي التوصل إلى حل لمشكلة الإرهاب بالقارة، خاصة فى ليبيا، ومناقشة القضايا بالمنطقة على طاولة واحدة بحضور شخصيات من ليبيا باستثناء الإرهابيين، لافتًا إلى أنه يجب ألا تكون هناك اتهامات متبادلة بين الطرفين ويجب أن يتم التناول فى مجلس الأمن بشأن تلك القضايا.

وأضاف كوندى، أنه يجب أن تتعاون الدول الأفريقية على أساس الوحدة والترابط لأنه لا توجد دولة بمفردها، لافتًا إلى أنه يجب ألا يكن هناك إفلات من العقاب، وأن تدرس أفريقيا مسألة العقوبات حيث إن هناك مشكلات كثير يجب توضيح الأمور بها بخصوص تطبيق العقوبات على الخارجين على القانون.