المحتوى الرئيسى

بالرقص و«العواشر المبروكة».. هكذا يستقبل المغاربة «سيدنا رمضان»

05/25 14:49

قبيل الشهر الفضيل تتنوع في المملكة المغربية فعاليات استقبال شهر الصوم ابتداء من نشر الزينات عند أبواب البيوت والمساجد وانشغال ربات البيوت بإعداد حلوى رمضان، وصولا للأمسيات الدينية الجماعية احتفالا برؤية الهلال. 

أجواء الاحتفال بشهر الصوم في المغرب، أو كما يسميه المغاربة بلهجتهم الخاصة "سيدنا رمضان"، تأتي مفعمة بالفرحة والروحانية، والطقوس الدينية، والتجمعات الأسرية.

وتتميز الاحتفالات المغاربية بهذا الشهر بأسلوب خاص، حيث يهتم المواطن المغربي بالتجمعات الأسرية والطقوس الدينية، وأيضًا بتزيين المحلات التجارية، في الوقت الذي تغلق فيه جميع المقاهي والمطاعم أثناء النهار؛ حيث يعاقب القانون المغربي من يجهر بإفطاره علانية.

 أيضا، الحلوى من أهم استعدادات ربات المنازل المغاربة، ففي هذه الأيام تتصاعد رائحة الحلوى (السلُّو، والشباكية، وكعب الغزال، والمقروط، والكعك")، فتشم روائح العطريات المتسربة من البيوت في كل الأزقَّة الرئيسية والفرعية التي تمر بها.

المغاربة يبدأون الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في وقت مبكر، ويستعدون له بالصيام في شهر شعبان الذي يبشرهم بهلال رمضان، وبمجرد أن يتأكد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين: "عواشر مبروكة" والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني (أيام مباركة) مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

ويبدأ التحضير لاستقبال شهر رمضان قبيل مجيئه بأيام، إذ تزدهر تجارة التوابل (العطرية) والفواكه الجافة والحلويات وتشتري النساء "الكاكاو والسمسم واللوز والجوز" ليحضرن ما يلزم لاستقبال الشهر الكريم، وتتنوع التقاليد والعادات التي يقدم عليها المغاربة خلال هذا الشهر.

ومن عادات ربات البيوت المغربيات تنظيف أوْعية الطبخ من الألمنيوم والنحاس، وبعد ذلك تعرض للشمس عند باب المسكن، لتراها نساء الجيران اللاتي يعملن ذات الشيء، لإعادة إحياء تقليد قديم لنيل بركات شهر رمضان، كما تعتقد هؤلاء السيدات".

وأيضا، تشهد محلات بيع المواد الغذائية، إقبالاً متزايدًا في اليوم الأول من رمضان، خاصة على الفواكه الجافة، ومنها التمور ومواد صنع الحلويات الخاصة برمضان، وأيضا، تشهد الصحف والكتب الثقافية رواجا كبيرا في الشهر الكريم حيث يزداد أهل المغرب إقبالا على القراءة والاطلاع.

ومن العادات التي اشتهر بها المغاربة أيضا في شهر رمضان عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في يوم من أيام رمضان، ولا سيما في السابع والعشرين منه، ويعد الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية.

محمد بو مليك أحد أهالي مكناس، قال لـ"مصر العربية": "إننا في المملكة نحتفل بقدوم شهر رمضان كغيرنا من الشعوب الإسلامية، لكن بطابعنا الخاص، "نعلق الزينات عند أبواب البيوت والمساجد، وأيضا نستعد للصلوات قبيل قدوم رمضان بشهر كامل.

وأضاف، "قبيل رمضان بأيام، نسارع بتقديم رقصات جماعية كرقصة "عيساوة، والغناوي"، وهي عبارة عن رقصة جماعية في حلقة دائرية، مصحوبة بالعزف على آلة الطبلة والتعريجة، وسط تصفيق من الأطفال، مرددين مدائح وصلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم.

وتابع: "نحن المغاربة من أكثر الشعوب العربية التي تقدس شهر رمضان وتحرص على نيل البركات فيه، قائلا: "عاداتنا متأصلة منذ العهود السابقة.

وتختلف بعض المدن المغربية عن غيرها من حيث استقبال شهر الصيام، حيث تعرف مدينة وجدة الألفية خلال شهر رمضان المبارك، أجواء مميزة عن باقي المدن المغربية الأخرى وذلك ابتداءً من طاولته الرمضانية المتنوعة والمختلفة بكل مأكولاتها إلى الأجواء الروحانية التي يعيش فيها أهل المدينة لمدة ثلاثين يوما على التوالي.

أما الزي المغربي فله، رونق آخر، فالزي التقليدي لا يميز فقط الهوية المغربية في شهر رمضان، بل هو رمز للحشمة والسترة خلال هذا الشهر كما باقي المناسبات الدينية"، وهو ما أكَّده المغربي، نور الدين الزاهي المختص في علم الاجتماع في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" والذي أضاف، رغم دخول بعض من الحداثة على اللباس المغربي إلا أنّه يبقى رمزًا للترات الذي لا تزال معظم الأسر المغربية متشبثة به، بل وحتى في بعض المؤسسات العمومية والخاصة أصبحت تسمح لموظفيها الحضور بالجلباب للرجال والنساء في أيام الجمعة وخلال شهر رمضان.

أما مساجد المملكة فلها طابعها الخاص، حيث تكتظ وجنباتها بالمصلين خلال صلاة العشاء والتراويح طيلة الشهر الكريم، وتشتهر أسماء بعض المساجد دون غيرها إما لدور المسجد التاريخي أو لسيرة الإمام الذي يؤم المصلين، وصوته الرخيم في ترتيل القرآن الكريم الذي يساعد على الخشوع في الصلاة.

الإعلامية والكاتبة المغربية فاطمة البشيري فقالت، "يبدأ الاستعداد بشكل جدي لرمضان، في شهر شعبان فيكثر الصيام في النصف الأول منه استعدادا لصيام شهر رمضان، فتعد الحلويات المفضلة في هذا الشهر عند المغاربة ( المخرقة والبريوات باللوز وكعب الغزال وسلو "سفوف" وهو عبارة عن فواكه جافة مطحونة ومحلاة لذيذة المذاق)..

كما تشترى كل المواد الغذائية المستهلكة في رمضان إضافة إلى تزيين البيوت وشراء الملابس التقليدية للكبار والأطفال احتفالا بقدوم شهر رمضان المبارك، وفي آخر ليلة من شهر شعبان وبعد صلاة العشاء تصعد النسوة والأطفال إلى سطوح المنازل لتبارك برؤية هلال رمضان وفور ظهوره تطلق الزغاريد وتسمع أصوات الطبول من الطبال الملقب بالمغرب بالنفار (وهو الشخص الذي يقضنا من النوم  في الليل للسحور).

وأضافت في مقالها بموقع "الفنر"، "في هذا الشهر الفضيل يقبل المغاربة كبارا وصغارا على تلاوة القرآن الكريم والحرص على ختمه وكذا الذهاب إلى المساجد للصلاة  وقراءة القرآن جماعة بعد كل صلاة وهي عادة دأب عليها المغاربة الذين يأخذون بالمذهب المالكي، كما أصبح في المغرب في الثمانيات من القرن الماضي تقليد سنوي في رمضان وهو " الدروس الحسنية" حيث يحرص كبار العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي والعربي فضلا عن المغاربة على إلقاء دروسهم وأبحاثهم ومحاضراتهم في حضرة عاهل المغرب الملك محمد السادس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل