المحتوى الرئيسى

وجهة نظر: النموذج المتكرر من شارلي إيبدو إلى مانشستر

05/25 14:17

سلمان عبيدي، إن ثبتت تهمة تورطه في تفجير صالة مانشستر آرينا، هو اسم جديد يضاف إلى قائمة تنمو وتتمدد لتضم أشخاصاً، أغلبهم في مقتبل العمر، تخلوا عن الحياة بكل ما فيها من مواطن جمال وفسحات أمل، وآثروا خوض مغامرة الموت ولكن غير منفردين، وإنما برفقة أبرياء شاءت المصادفة أن يتواجدوا في مكان تنفيذ العملية الانتحارية.

إذا ما راجعنا تسلسل الأحداث الإرهابية في الدول الأوروبية وحدها، منذ 2015 إلى اليوم سنفاجأ بأكثر من 16 اعتداء دموي في أقل من 30 شهراً بحصيلة تصل إلى مئات الضحايا وآلاف الجرحى، وهذا جزء يسير من حصيلة ضحايا الإرهاب حول العالم، وللعالم العربي حصة الأسد منها.

فمن فاتحة الشؤم، الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في يناير 2015، إلى التفجير الانتحاري الذي استهدف مظاهرة مؤيدة للأكراد في أنقرة في أكتوبر قبل أسابيع من الانتخابات التركية، أودى بحياة أكثر من مئة شخص، إلى سلسلة عمليات إرهابية منسقة استهدفت في 13 نوفمبر عدة أماكن في باريس وقتلت 130 شخصاً. ثم أتت سنة 2016 أكثر دموية وحصدت فيها العمليات الإرهابية أرواح مئات الأبرياء ما بين شارع الاستقلال في اسطنبول، إلى الاعتداء الدموي على مطار أتاتورك، ومن ثم على العاصمة البلجيكية بروكسل، وبعدها الاعتداء بالشاحنة على المحتفلين بعيد الجمهورية الفرنسية في مدينة نيس، وبعدها بأيام قليلة الهجوم بالساطور على ركاب في رحلة القطار في ولاية بافاريا الألمانية. سنة 2016 لم تنته عند ذلك، بل شهدت اعتداءً آخر على سوق عيد الميلاد في برلين في ديسمبر 2016، وأخيراً الاعتداء الدموي الذي ضرب ملهى رينا الليلي في اسطنبول صباح الأول من يناير من عامنا الجاري.

والتالي في سلسلة طويلة عمل إرهابي جديد هذه المرة في بريطانيا، سبقته عده اعتداءات خلال هذا العام، أحدها كان في ويسمينستر قبل أسابيع. والسيناريو مكرر بتنا نحفظه غيباً: هجوم على إحدى مظاهر الحياة الطبيعية، سواء أكان حفلاً موسيقياً، أو مهرجان تسوق، أو رحلة في المطار إلى مكان ما، أو ببساطة في الطريق أثناء الذهاب إلى العمل، والتوقيع لتنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية أو تنظيم القاعدة ومشتقاتهما المختلفة.

وبعد كل عملية إرهابية من هذا النوع يطرح السؤال نفسه: لماذا يقدم شاب على تفجير نفسه وقتل أشخاص لا يعرفهم ولا يعرفونه؟

يقول البعض: إنه فقه النكد. ويقول آخرون: إنه خطاب الكراهية، الخطاب التكفيري الذي انتشر كالسرطان بين المسلمين. ويذهب البعض إلى أن من ينفذ عملية انتحارية كعملية مانشستر آرينا أو غيرها غالباً ما يكون من فشلة المجتمع ويبحث لنفسه عن مساحة من الشهرة ولو على جثته قبل جثث الآخرين. الاحتمال الأخير يتحقق للأسف كل مرة، وهذه المرة مع سلمان العبيدي، المشتبه به في اعتداء مانشستر، وقد انتشر اسمه كالنار في الهشيم على كل وسائل الإعلام خلال ساعات قليلة، وربما كانت الصورة الأكثر تعبيرا هي تلك التي نشرتها صحيفة "صن" البريطانية  حين وضعت صورة الجاني إلى جانب صورة طفلة بعمر الثامنة هي أصغر ضحايا هجوم مانشستر. ما الذي يدور في بال أم هذه الطفلة كلما رأت الصورة؟ وهل تستذكر أم الانتحاري صورة ابنها عندما كان في الثامنة من العمر، أي بعمر أصغر ضحاياه، وعندما كان يذهب إلى مدرسة بريطانية، مثله مثل باقي الأطفال البريطانيين، حيث نشأ؟

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

كل الاعتداءات الإرهابية التي سبق ذكرها التحف منفذوها الإسلام غطاء لتنفيذ جريمتهم وجر ملايين المسلمين الآمنين معهم إلى مستنقع الخوف. هؤلاء نفذو جرائمهم بالتكبير بصوت عالٍ، امتد صداه لأسابيع وأشهر على وسائل الإعلام الغربية، وفي ذاكرة المواطنين في الدول الأوروبية والغربية بشكل عام.

 وإذا استعدنا ما حدث في الاعتداء على الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو في السابع من يناير من عام 2015 نتذكر التالي: ثلاثة مسلحين يقتحمون مقر جريدة ساخرة معروفة بجرأتها ورأيها المستفز وانتقادها للإسلام المتطرف، في بلد يقدس الحرية أكثر من كل الأديان. يقتل المسلحون صحفيين على رأس عملهم، يكبرون ويعلنون أنهم انتقموا للرسول، وفي طريق خروجهم يقتلون أول شرطي يعترضهم، وتدلي التحقيقات بأنه مواطن فرنسي من أصل عربي ومسلم. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل