المحتوى الرئيسى

هآرتس: العائدون من داعش كابوس يهدد الغرب

05/25 12:13

“أيضا بعد أن يُهزم في العراق وسوريا، لن يختفي تنظيم داعش. يعود أعضاؤه بشكل جماعي لمسقط رأسهم في أوروبا، وأمريكا وأستراليا ويقيمون خلايا مستقلة، بشكل مماثل للخلية التي تقف على ما يبدو خلف هجوم مانشيستر".

جاء ذلك على لسان "أنشيل بيبر" المحلل السياسي ومراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في لندن، تحت عنوان "معاقل الدولة الإسلامية تنتقل إلى الغرب".

وقال "بيبر" في مقاله المنشور اليوم الخميس 25 مايو إن ثلاث سنوات مرت أمس منذ التفجير الإرهابي الأول الذي شهده الغرب ونسب لـ"الدولة الإسلامية" (داعش) ، في 24 مايو 2014 عندما قتل أربعة أشخاص رميا بالرصاص في المتحف اليهودي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، على يدي مهدي نموش، فرنسي من أصل جزائري، قاتل لأكثر من عام قي صفوف "الدولة الإسلامية" في سوريا، معتبرا أن نموش كان أول "العائدين" الأوروبيين من سوريا والعراق لاستكمال الحرب باسم الخلافة ضد "الصليبيين".

وتابع :”خلال الثلاث سنوات الماضية حدث تطور سريع في طريقة عمل داعش في الغرب. حصل نموش على دعم من أعضاء آخرين في التنظيم حولوا حي مولنبيك إلى مركز لوجيستي، تزود فيه المقاتلون العائدون بالسلاح والمتفجرات . لكن نموش نفذ الهجوم وحده. بعد عام ونصف على ذلك نجحت شبكة بروكسل في تنفيذ هجوم أكثر ذكاء، عندما دمجت هجوم بإطلاق النار مع انتحاريين على مسرح الباتكلان ، المقهى والاستاد الوطني في باريس".

حتى قبل أن يقتل أو يلقى القبض على آخر أعضائها، نجحت الشبكة بعد 4 شهور في تنفيذ هجوم كبير آخر عندما تسلل انتحاريون لمطار ومحطة مترو الأنفاق في بروكسل مارس 2016. تلقى قادة الشبكة توجيهات وتمويل مباشر من القيادة العملياتية لداعش في الرقة بسوريا.

وبشكل متواز فتح داعش صفوفه لمسلمين في أنحاء العالم، أيضا هؤلاء الذين لم يقاتلوا أبدا إلى جانب الدولة الإسلامية، أو مارسوا نشاطات إرهابية، الذين بايعوا الزعيم أبو بكر البغدادي من خلال الهاتف أو في تسجيل، قبل خروجهم لتنفيذ هجمات. شهدت القارة الأوروبية وأستراليا، عشرات الهجمات بإطلاق النار والدهس والطعن والتفجير.

وقع الهجوم الأخير مساء الاثنين في مانشيتسر، وقتل فيه 22 شخصا. على يد الإرهابي سلمان عبدي، شاب من أصول ليبية ولد وترعرع في بريطانيا، وزار على ما يبدو خلال الشهور الماضية ليبيا وسوريا وهناك يحتمل أن يكون قد تلقى تدريبا مكثفا على تركيب العبوات الناسفة.

ويشتبه في أن العبدي كان جزءا من شبكة نشطت في شمال إنجلترا. وجاء الهجوم لينهي ثلاثة أعوام من هجمات داعش في بريطانيا ويمكن أن يشكل تحولا جديدا في أسلوب عمل التنظيم.

تنهي قوات الجيش والمليشيات العراقية هذه الأيام احتلال مدينة الموصل التي سيطر عليها التنظيم على مدى ما يزيد عن عامين. وتستعد قوات سورية – كردية بدعم أمريكا لهجوم مماثل على مدينة الرقة المحاصرة معقل داعش في سوريا.

يوشك داعش إذن- بحسب المحلل الإسرائيلي- على خسارة معقليه الرئيسيين ومعهما حرية العمل التي تمتع بها في مناطق واسعة من العراق وسوريا. صحيح أن لدى التنظيمات قواعد أخرى بسيناء وليبيا، وكذلك أذرع أخرى أكثر بعدا مثل تلك الموجودة في جبال القوقاز الروسية، لكن الوصول إليها صعب للغاية.

حتى بعد خسارة قواعده الكبرى، لا يتوقع أن يختفي داعش. إذ يتوقع أن تنتقل بؤرة نشاط مقاتليه الذين ولدوا وترعرعوا في الغرب إلى مسقط رؤسهم، الذي يشهد حاليا تنظيم خلايا صغيرة ومستقلة نسبيا. مما هو معروف حتى الآن فإن هجوم مانشيستر جرى تنفيذه على يد واحدة من هذه الخلايا.

ورأى "بيبر" أن مئات المقاتلين الأوروبيين عادوا لمواطنهم ومئات آخرون إذا ما نجحوا في الصمود في معارك الموصل والرقة يتوقع أن يعودوا خلال الشهور القريبة. التحدي الرئيس لأجهزة المخابرات الغربية سيكون في صعوبة تحديد العائدين، والقبض عليهم وعزلهم قبل أن يصبحوا بؤر خبرة وتجارب ويحشدوا حولهم ناشطين جدد لم يقاتلوا من قبل في سوريا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل