المحتوى الرئيسى

كيف تصنع بطلاً؟ | المصري اليوم

05/24 23:45

كيف تصنع بطلا؟.. وصفة لا يمكن أن تخيب أبدا.. فجأة وبسبب بلاغ من محامٍ معروف منذ أيام مبارك بتقديمه البلاغات المطلوبة لكى يتم استهداف شخص بعينه، يقوم هذا المحامى كالعادة بتقديم البلاغ، ثم يتم استدعاء المبلغ فى حقه وإيداعه الحبس.. هنا يصبح هذا الشخص محط الأنظار وبطلا تريد السلطة الثأر منه بسبب مواقفه.. قصة تكررت كثيرا فى السنوات الماضية طوال حقبة حكم مبارك تُعاد الآن، وقد تم كشفها تماما ولم تعد تصلح لتشويه من يراد تشويهه والثأر ممن يراد الثأر منه، هى فقط فى لحظة حرجة لا تصب فى مصلحة السلطة التى تفعل ذلك، بل هى بالتأكيد تصب فى مصلحة من يتم استهدافه فهو لا يصبح فقط محط الأنظار، بل يصبح بطلا فى نظر كل من يبحث عن سبب استهدافه، فهل هذا ما تسعى السلطة إليه بالقبض على المحامى المعروف خالد على؟

البلاغ مفهوم أنه لا يستند إلى أى شىء حقيقى.. صورة مضى عليها أشهر، حقيقية أو مفبركة ليس هذا هو المهم.. المهم حقا أن التهمة فعل فاضح كما قيل، أى جنحة، ومع ذلك، وكما عبر العديد من المحامين، فإنها بكل المقاييس واقعة غريبة لم يشاهدها أى محام من قبل، فللمرة الأولى يتم عرض متهم على أدلة جنائية فى جنحة.. بل تم نقل خالد على إلى قسم الدقى فى عربة ترحيلات، بل الأغرب هو حجم الحراسة المشددة حول قسم الدقى بعد وصوله إليه، مما يعنى الخوف من رد الفعل.. الأهم حقا هو ما كُتب على مواقع التواصل، والذى جاء فى الأحاديث الخاصة فى البحث عن السبب فى القبض على خالد على، وهذا فى رأيى هو المهم، فهناك من كتب: هل تمت ملاحقة خالد على بسبب كسب قضية تيران وصنافير وتأكيد أن الجزيرتين مصريتان، أم بسبب كسب قضية وضع حد أدنى للأجور قضائيا وإجبار الحكومة على التنفيذ، أم نجاحه فى تحويل بعض مواد قوانين الإرهاب والطوارئ والتظاهر إلى المحكمة الدستورية بسبب عدم الدستورية، أم لأنه كسب عدة قضايا بخصوص بطلان عقود الحكومة مع عدد من رجال الأعمال مثل مدينتى وعودة مئات الملايين إلى خزينة الدولة، أم بسبب منعه من الترشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟! أهم ما فى هذا الكلام الذى تكرر كثيرا أنه يعدد للرجل كل ما فعل ويضع أمام الناس تاريخه، وبالتالى يصبح هو فى بؤرة الضوء، وهو الذى يتسيد المشهد، فهل هذا هو ما سعت إليه السلطة بالدفع نحو تقديم البلاغ والتصعيد إلى حد حبسه؟

لمن لم يقرأ التاريخ، محاولات الحكم البريطانى التنكيل بالزعيم غاندى هى التى رفعت أسهمه لدى شعبه.. ونيلسون مانديلا سُجن سبعة وعشرين عاما بعد أن تم اعتقاله من سلطات الفصل العنصرى، وحُوكم وصدر حكم ببراءته لكن تمت إعادة اعتقاله وصدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة.. ببساطة هذا الاستهداف جعل من قضيته رمزا للنضال.. الناس ترى وتعقل وتدرك أن من يدفع الثمن فى الدفاع عن حقوق الوطن هو بطل، فهل هذا هو ما سعت إليه السلطة من وراء هذا البلاغ وهذا الحبس؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل