المحتوى الرئيسى

«بنت ترامب» أيقونة الدولة الصهيونية

05/24 22:08

460 مليار دولار هو حجم الاتفاقيات والصفقات، التى وقعها الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» والعاهل السعودى الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، على هامش قمة الرياض، معظمها صفقات أسلحة ضخمة وتعاون عسكرى، وذلك وفق ما أعلنه البيت الأبيض، علاوة على الصفقات التجارية للشركات الأمريكية مع السعودية.

460 مليار دولار كفيلة بضخ الدماء فى الاقتصاد الأمريكى، واستبدال العدو الصهيونى بالعدو الإيرانى، لدعم الرياض فى مواجهة طهران، وتولى «ترامب» لإدارة المعركة ضد طهران دبلوماسياً وسياسياً، أو «عسكرياً» باستهداف ما يسمّيه البعض «الأذرع الإيرانية» فى المنطقة، وهذه الأذرع، فى رأى واشنطن والرياض وحلفائهما، هى «حزب الله» اللبنانى و«الحشد الشعبى» العراقى، وحركة «أنصار الله» الحوثية فى اليمن.

أما نصيب «إيفانكا ترامب» ابنة الرئيس الأمريكى من المائدة العربية العامرة فكان منحة وعدت بها السعودية والإمارات، وتبلغ قيمتها الإجمالية 100 مليون دولار لصندوق أسسته «إيفانكا»، خاص بالنساء اللواتى يمتلكن مشروعات أو يرغبن فى إقامتها.

وأيضاً «تريند» رقم واحد لأعلى هاشتاج دشنه الشعب السعودى باسم #ابنة-ترامب، الهاشتاج لم يكن «حفاوة عربية» بامراة أجنبية فى مجتمع يحجب النساء خلف أسوار الحرام والعيب والعار، بل كان أشبه بحالة هيستريا جماعية، أو بالأحرى «تحرش لفظى» باللحم الأبيض الأمريكى!.

حالة الهستريا لم تعكس فقط الجهل المتمكن من عقول العرب، ولا انعدام النخوة وأخلاق الفرسان، بل كان دليل إدانة لشعوب لم تهتم بما يدور فى كواليس قمة الرياض، وكيف يعاد ترسيم الخريطة العربية، ويتغير المشهد السياسى فى المنطقة تحت شعار «مكافحة الإرهاب»، الذى يعنى التدخل المباشر فى سوريا واليمن وليبيا.. ووضع قائمة أعمال جديدة تجمع العرب بأمريكا.

مواطن سعودى يناشد جلالة الملك «سلمان» أن يزوجه من «إيفانكا»، وآخر يبنى لها مسجداً ليضمن دخولها الجنة، وكوميكس للرئيس الأمريكى يعلن أنها متزوجة ولديها أولاد، واستياء واسع من النساء السعوديات اللاتى رأين فى زيارة عائلة «ترامب» فرصة ذهبية لتمكين المرأة السعودية ونزع أغلال القهر عنها.

نساء يتلمسن العزاء فى تغريدة لإيفانكا على «تويتر»، تشيد فيها بالقيادات النسائية السعودية، وتقول: (تعلمت بشكل مباشر من إنجازات المرأة السعودية والتحديات التى تواجهها والرؤى المستقبلية).. لأن النساء هن قلب هذا المشهد السخيف -ولو من خلف حجاب- المشهد الذى يعرى العرب، ويكشف الخواء الفكرى والنفسى الذى يعيشونه.

شباب ورجال ناضجون يتملكهم الهوس الجنسى بامرأة تركت خلفها لقب «ملكة جمال مراهقات أمريكا»، وضمت إلى جانب عملها فى دنيا المال والأعمال، منصب «مستشار الرئيس الأمريكى»، لتعمل فى البيت الأبيض بلا أجر كموظفة استشارية غير رسمية للرئيس.. رغم الانتقادات الكبيرة التى وجهت لترامب بسبب تضارب المصالح الذى يخيم على عمل «إيفانكا» وزوجها «جاريد كوشنر».. فكلاهما يهتم بمصالحه التجارية، رغم عملهما فى الإدارة الأمريكية، وذلك وفق ما أظهرته وثائق صادرة عن البيت الأبيض.

وكانت «إيفانكا» قد تزوجت بـ«جاريد» مالك صحيفة نيويورك واتش عام 2009، وأعلنت اعتناقها اليهودية، وقد حصلا على فتوى من حاخام ليسمح لهما بالسفر إلى السعودية.

ملهمة الخيال السعودى ومؤججة المشاعر الذكورية خطفت الأبصار مرة أخرى فى «القدس»، لكن ليس بفستانها الذى نفد من الأسواق السعودية، لكن لأنها كانت ترتدى «القلنسوة» غطاء الرأس اليهودى، وتستند إلى «حائط البراق» فى أكبر تسويق ودعاية سياسية للدولة الصهيونية!.

وكتبت «إيفانكا» تغريدة على «تويتر» تقول: (كان من المفيد للغاية لزيارة أقدس موقع إيمانى وترك مذكرة من الصلاة).

العالم العربى يتخبط فى صراعات سياسية ودينية وعرقية، يتفكك ويتقسم ويتشرذم، يتحول إلى سنة وشيعية وأيزيديين وأكراد، يتنابز بالأصل «بدو أو فراعنة»، يشهد سقوط حضارات وسرقتها وهدمها للإنفاق على التنظيمات الإرهابية (اليمن، سوريا، العراق).. بينما الرجال الذين يحلمون بزوجة أمريكية هم أنفسهم الذين يحرمونها حق قيادة السيارات ويفرضون عليها الولاية!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل