المحتوى الرئيسى

حدود العارف والإنسان | المصري اليوم

05/24 22:06

يوم السبت الماضى كان موعدى مع نادى «الكتاب». الذى أحاول المواظبة عليه. يجتمع كل أسبوعين لمناقشة كتاب مختلف. كان هذا الكتاب عن «ابن عربى» الذى يعتبر عميد المتصوفة العرب.

عالم المتصوفة عالم رحب تملؤه الكرامات والأعاجيب. خرجت من هذه الجلسة بفكر غارق فى التأمل.

هل الإنسان عبارة عن فقاعة. مصيرها أنها تتضخم ثم تنفجر. ثم تقود إلى لا شىء. هذه هى الحقيقة المجردة. الصادمة. ما نعيشه ما هو إلا خيال. ننسى معه أننا فقاعة. خيالنا فقط مسؤول عن حجب هذه الحقيقة. إذاً فالحقيقة بالنسبة لنا ما هى إلا خيال. ما نعيشه ظاهرياً هو محض تخيل يتلبسنا. الإنسان يتخيل والديه، وما هما فى الحقيقة سوى فقاقيع انبثق هو منها. يتخيل أن له أبناء، وهم فى الحقيقة فقاقيع أخرى موازية انبثقت عن هذا الشخص الفقاعة. وهكذا بالنسبة لسائر الموجودات.

فى عالم المتصوفة. يلعب الخيال دور البطل. دور الحقيقة المطلقة. بل الممتعة والمثيرة للذهن. فالعارف وهو درجة من الوصول الروحانى. بخلاف الأنبياء. مثلما قرأنا فى قصة الخضر وموسى. موسى نبى. الخضر عارف. يعرف ما وراء حدود الإنسان. ما وراء قوانين الطبيعة. موسى نبى.. الخضر صوفى وعارف. العارف يصول ويجول فى الزمان والمكان ذهابا وإيابا. لا تحكمه القوانين المادية التى تحكم الانسان. العارف ابن عربى تحدث عن سقوط القسطنطينية قبل وقوع الحدث بنحو مائتى سنة. تحدث أيضا عن حركة الجزيئات التى اكتشفت فى القرن العشرين. اكتشف زويل بعد ذلك وسيلة قياس سرعتها بالفيمتو ثانية. وتحدث ابن عربى عن فص الخيال فى المخ. دون دراسة علم التشريح. قال إنه فى مقدمة الدماغ. ثبت ذلك مؤخراً. كل ذلك تم فى القرن الثانى عشر الميلادى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل