الاحترار المائي يسبب ابيضاضًا مميتًا في الحاجز المرجاني العظيم

مرجان ستاغهورن staghorn coral المُبيَض في الحاجز المرجاني العظيم بين تاونسفيل Townsville وكارينز Cairns، آذار/مارس 2017.

المصدر: BETTE WILLIS, ARC CENTRE OF EXCELLENCE FOR CORAL REEF STUDIES

مرّة أخرى، التغيّر الحراري يُفني مجموعات مرجانية في نظام الشعاب المرجانية الأسترالي الواسع.

يقاسي الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا من واقعة الابيضاض الشامل الثالثة، إذ بدأت في 2016. هذه الحوادث المحرَّضة بالاحترار المائي (warming waters) تطرح تهديدًا رهيبًا للحياة المرجانية، هذا ما ذكره باحثون يوم الأربعاء 15 آذار/مارس في Nature.

عندما تدفأ مياه المحيط، يبدأ المرجان بطرد طحالب تقوم بالتركيب الضوئي، وهي مصدر طاقة أساسي لمستعمرات الحيوان. الخسارة الطحلبية كهذه تُعرف بالابيضاض، حيث تترك الشعاب بلون أبيض غريب. إذا بردت المياه، يمكن أن تسترد السلائل طحالبها، وإلا فإنها سوف تموت من الجوع. 

صرَّح مارك إيكين Mark Eakin لـ The Verge، وهو أخصّائي شعاب مرجانية ومنسق مراقبة الشعاب المرجانية التابع لـ NOAA قائلًا: "إذا فكّرت بهذا، في يومٍ حار بالفعل، نعم انَّ الجو حارٌ حقًا في خارجًا، في الحقيقة ليست مشكلة كبيرة. ولكن عندما يستمر الأمر هكذا ومع مرور الزمن ومن دون مكيفات هواء سيبدأ الناس بالموت، الأمر نفسه يحدث هنا".

من أجل الدراسة الجديدة، عاين إيكين وزملاؤه واقعة الابيضاض الحالية في الحاجز المرجاني العظيم، التي أحدثتها درجات الحرارة القياسية في 2015 ومرة أخرى في 2016 (السنة الأحرّ منذ بدأ العلماء بحفظ التسجيلات في 1880). أجرى الفريق استقصاءات جوية للشعاب المرجانية في 2016 وقارنوا النتائج مع بياناتٍ من حادثتي الابيضاض السابقتين (1998 و2002).

أوضح هذا أن الحدث الجاري أكثر امتدادًا بكثير من سابقيه؛ فقط نحو 9 بالمئة من 1156 من الشعاب المرجانية المُعاينة لم تظهر إشارات عن ابيضاض في 2016، بالمقارنة مع 42 بالمئة من أصل 631 شعاب مرجاني في 2002 و45 بالمئة من 638 شعاب في 1998. 

صرّح تيري هيوز Terry Hughes للنيوورك تايمز The New York Times، وهو مؤلف الدراسة ومدير مركز ممول من الحكومة لدراسات الشعاب المرجانية في جامعة جيمس كوك James Cook University في أستراليا: "لم نتوقع أن نرى هذا المستوى من الدمار في الحاجز المرجاني العظيم قبل ثلاثين عامًا أخرى. في الشمال رأيت مئات الشعاب - بالضبط مئتين- أثلاث الشعاب كانت تحتضر والآن هي ميتة".