المحتوى الرئيسى

لماذا يتهموننا بعدم الانتماء؟

05/24 17:34

الانتماء كلمة كبيرة، ومعناها أقوى، وتأثيرها في نفوسنا أعلى وأعظم، لكن لماذا لم يصبح الانتماء في نفوسنا ويسري في عروق بعض شباب الأمة العربية؟ وبالأخص تلك البلاد التي قامت فيها "ثورات الربيع العربي"، وفقدت شبابها وأطفالها قبل نسائها وشيوخها من أجل الحفاظ عليها وعلى هويتهم.

لماذا يتهموننا بعدم الانتماء؟ نحن جيل وشباب ثورة يناير/كانون الثاني، ظُلمنا كثيراً واتهمنا بالتعصب وعدم الانتماء تارة، والخيانة والعمالة تارة أخرى، فقط بسبب الإفصاح عن وجهة نظرنا في مجريات الأمور وما يحدث أمامنا من ظلم وقهر واعتقالات، وأحكام قضائية قامت بتبرئة رموز النظام الأسبق الذي قامت الثورة من أجله، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

مما لا شك فيه أننا ننتمي للبلد الذي تربينا ونشأنا به، لكن ربما هذا الانتماء على ورق فقط، ولا أقصد في كلامي هذا "الخيانة" على الإطلاق، فبلدي هو عرضي وشرفي، هو أرضي التي تنفست هواءها وشربت من نيلها، وأكلت من زرعها، وأثور من أجلها وأضحي بروحي أمام أي مغتصب لأرضها، وما حدث إبان اتفاقية نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية خير دليل على كلامي، فنحن أصحاب حضارة 7 آلاف سنة، في بلادي يوجد ثلث آثار العالم، بلدي أنجب أحمد زويل عالم الذرة، ومجدي يعقوب أستاذ القلب، والدكتور مصطفى محمود الكاتب والفيلسوف الذي أثرى العالم بكتبه.

بلدي هو موطن العلماء والمخترعين هو هوليوود الشرق، وصانع النجوم من جميع أنحاء العالم، لكن حينما أتحدث عن الانتماء هنا لا أقصد فكرة التمسك بالأرض والوطن، لكن أقصد الانتماء لمصر الدولة التي تقمع الحرية، وتظلم الشباب وتعتقل الأطفال، مصر الخوف من إبداء الرأي والتعبير عنه بكل شفافية، مصر الحكومة والوزراء والبرلمان الذي أسقط العضوية عن النائب محمد أنور السادات، ذلك النائب الذي أفشى سر إنفاق 18 مليون جنيه لشراء 3 سيارات ملاكي للمجلس، وتم تمويلها من موازنة العام المالي 2015 - 2016.

مصر التي قرر فيها المسؤولون تعويم الجنيه، فانخفضت قيمته، وارتفعت بذلك أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية، وسهل على التجار التلاعب في أسعار قوت الشعب المصري الذي يقع 40% منه تحت خط الفقر المدقع.

مصر التي تحتل المركز قبل الأخير في جودة التعليم، مصر الـ والـ والـ...

فمصر الأرض الوطن العرض حبها ثابت ويجري في دمي، وفي دماء جميع شبابها، لكن في كل فترة ومرحلة تاريخية يمر بها بلدي هي نتاج لحكامه، حيث يقاس حب البلد حينها بمدى حرص الحكام والمسؤولين على توفير الاحتياجات الأساسية والحياة الكريمة لمن يحكمونهم، هذا بالإضافة إلى توفير الأمن والأمان بجانب قدر كافٍ من الحرية والديمقراطية وممارسة العمل السياسي، دون إملاء من أي جهة، وإبداء الرأي دون خوف أو رهبة.

فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكل خائن عميل يكفر بفكرة الانتماء لبلده الذي لم يوفر له سبل الحياة الكريمة التي تؤهله للعيش بآدمية وكرامة وإنسانية، تلك الإنسانية التي خلقنا الله بها وميزنا عن سائر المخلوقات، فحينما نفقدها نفقد ذلك الانتماء.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل