بالفيديو| خبراء: المهنية والمغامرة سلاح الإعلام العربي لمواجهة داعش

"ما بعد داعش، الإعلام ودوره، عودة النازحين".. نقاط هامة أثارتها ممثلية الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة في حلقة  نقاشية تحت عنوان "دور الإعلام بعد داعش".

وشارك بالحلقة شيركو حبيب ممثل الحزب الديمقراطي، والكاتب الصحفي عادل صبري، رئيس تحرير بوابة مصر العربية الإخبارية، سيد عبد الفتاح الباحث في الشأن العراقي، والدكتور محمد تركي أبو كلل ممثل كتلة المواطن بالبرلمان العراقي".

وقال شيركو حبيب ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة إن الإعلام العربي تجاهل تضحيات قوات البيشمركة والجيش العراقي في دحر داعش.

وأشار القيادي الكردي إلى أنه منذ تأسيس الدولة العراقية لم تشارك قوات البيشمركة القوات العراقية في القتال جنبا إلى جنب في مواجهة عدو واحد.

ولفت حبيب إلى أن الإعلام العربي لم يشر إلى أن قوات البيشمركة ساعدت في تحرير أكثر من 80% من الأراضي التي كانت تسيطر عليها قوات داعش.

شيركو حبيب ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة

وأكد أنه عندما تقوم قوات البيشمركة بإلقاء القبض على أحد الدواعش، وتطلب من عائلته ترك المدينة تقوم القيامة، الأكراد يقومون بتهجير العرب في كركوك أو في تلك المنطقة، دون الإشارة إلى الانتصارات والتضحيات التي قدمتها قوات البيشمركة، فقد استشهد أكثر من 1800 شهيد و10 آلاف جريح، رغم ذلك لم نر في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أي تفاصيل لهذه التضحيات.

ومن جانبه قال عادل صبري الكاتب الصحفي، إن الإعلام العربي بصفة عامة لم يخض معركة ضد داعش بسبب القيود المفروضة عليه، وأيضا لأن الإعلام العربي يمر بمرحلة من التدهور المهني والتقني ونقص الكوادر اللازمة لخوض معارك المراسلين الحربيين.

وأضاف: لم يعد المراسل الحربي موجودا إلا في بعض القنوات الغنية القادرة على دفع وصناعة مراسل حربي متخصص قادر على خوض المعارك يكتنفها الكثير من المخاطر، والتي أدت إلى مقتل عشرات الصحفيين العرب في السنوات القليلة الماضية.

وأشار الكاتب الصحفي إلى أن الإعلام الدولي كان له دور واسع في فضح ممارسات داعش الإرهابية، لأنه استطاع من خلال تواجد بعض الشخصيات في أرض المعركة أن يغطي هذه الأفعال لا سيما ضد الإيزيديين والأكراد وباقي الطوائف.

ويرى صبري أن الإعلام قطعت يده في كثير من المعارك عندما بدأت داعش تنفيذ خطة ناجحة في نشر فزاعة في الإعلام الدولي والعربي، عن طريق ذبح الصحفي الياباني وغيره، ما أدى إلى خوف ومنع المؤسسات الإعلامية الكبيرة من إرسال مراسليها.

وأشار إلى أن التواصل بين الإعلاميين العرب وبين المؤسسات الرسمية العربية يتسم بالضعف الشديد، كم ساعد أيضًا في تراجع الإعلام العربي فشل الأنظمة في تجهيز حقائق ومعلومات دقيقة.

ونوه الكاتب الصحفي إلى أن إعلام داعش نجح في الاعتماد على وسائل إعلامية حديثة في التواصل المباشر مع الجمهور، لاسيما إنشائهم لمواقع مختلفة واعتمادهم على الصورة من أجل توصيل رسالتهم للعالم بشكل آخر بما يعني أنه استغل أدواته الإعلامية وتوظيفها بشكل أفضل من الحكومات.

السيد عبد الفتاح رئيس مركز القاهرة للدراسات الكردية

ولفت صبري إلى ضرورة تحرير الإعلام ثم مساءلته بعد ذلك عن قدرته على تحرير العقول، مضيفًا: "أعتقد أن المواجهة الحقيقية تشريعية، نحتاج إلى إعلام حر في المقام الأول".

وتابع أن التوقعات تقول إن داعش انتهى في منطقة جغرافية صغيرة وقد ينتهي بعد عام أو عامين على الأكثر في سوريا لكن ستظل الدواعش موجودة في كل مكان، وبالتالي تحرير الأفكار والمهنية هي السبيل الوحيد لأن يكون هناك إعلام قادر على المواجهة وخدمة المواطن وليس خادما للسلطة فقط".

بدوره قال السيد عبد الفتاح الباحث في الشأن العراقي، ورئيس مركز القاهرة للدراسات الكردية،  إن الإعلامي المصري انغلق على نفسه ولم يهتم بالشأن العراقي منذ عام 2003، وهو ما لا يليق بمصر وتاريخها.

وأشار عبد الفتاح إلى أن وسائل الإعلام المصرية تتجاهل ما يحدث في العراق رغم أن المسؤولين العراقيين يقدرون الصحفيين المصريين ويساعدونهم في تذليل أي عقبات.

وتابع: "كل ما نسمعه أو نراه على الفضائيات شيء وما تشاهده وأنت في أرض المعركة شيء آخر، فهناك اختلطت الدماء من كافة الأطياف والأعراق من أجل تحرير الأرض من تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد عبد الفتاح أن دور الإعلام فيما بعد داعش مهم وجوهري من حيث تحرير ومواجهة الأفكار المتطرفة، وهو ما يحتم على وسائل الإعلام تحري الدقة والمهنية والموضوعية.

وفي سياق متصل قال الدكتور محمد تركي أبو كلل ممثل كتلة المواطن بالبرلمان العراقي إن مرحلة ما بعد داعش هي مرحلة حساسة في صناعة المشهد العراقي، مشيرا إلى أن أهم أولويات الإعلام في المرحلة القادمة هي كيفية دعم السلم الأهلي.

وتابع: "نعيش تحديا آخر وهو مسألة عودة النازحين وإعادة الإعمار في المناطق المحررة".