المحتوى الرئيسى

تفكيك لتحالف الإخوان بالخارج.. «الجماعة» تحاول إنقاذ رقبة قياداتها الهاربة

05/23 21:33

- من النسخة الورقية للجريدة الأسبوعية

الزمر يغسل يده من جرائم الإخوان بالإقرار بشرعية سلطة الحكم ومساعدة الدولة فى مواجهة الإرهاب

السياسة كالثمرة، قشرتها تحجب قلبها، ومن ثم يستحيل على أحد معرفة حلاوتها أو مرارتها من دون النفاذ إلى أسفل طبقتها الخارجية..

بالمنطق ذاته، فإن قراءة انتخاب قيادى الجماعة الإسلامية الهارب فى قطر، طارق الزمر، رئيسًا لحزبها «البناء والتنمية»، أعمق بكثير من دلالة شيخوخة الكيان المتطرف القديم، وأعقد من فرضية تغول نفوذ قادة العمل المسلح فى نافذته السياسة الاجتماعية، وأكثر من مجرد الإشارة إلى الخلط ما بين الدينى والعمل العام المدنى.

نظرة واحدة لبيان الزمر بعد انتخابه تجلى الحقيقة كاملة، إذ بدا الأمر أقرب لبيان توبة من جانبه، فلا حديث عن انقلاب يحكم القاهرة، لا كلام عن شرعية مسلوبة لجماعة المرشد ورئيسها المعزول، ولا تأكيد إلا على مفاهيم المواطنة وسيادة الدولة وحماية أراضيها ووحدتها المجتمعية والسياسية وأمنها القومى، ناهيك بنفى أى نية لتنفيذ أجندة خارجية عبر الحزب فى مصر، وتعهد كبير بالإسهام فى مواجهة خطر الإرهاب.

ذلك هو الملخص لنهج الزمر الجديد.. وتلك هى البينة التى عتم عليها كونه أحد أشد وأكثر المناهضين لما جرى فى 30 يونيو و3 يوليو 2013، وما بعدهما.. أكبر محرض على سحق وتدمير الدولة المدنية المصرية، هو اليوم من يطمئنها ويقر صراحة بشرعية نظام الحكم فيها.

والزمر ولو كان ابن تيار دينى مسلح أشعل البلد فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، وساهم فى جريان دماء الأبرياء على ضفاف النيل عقودًا، ثم ما لبث أن تحرك فى معية إرهاب الإخوان السياسى والعنيف بعد عزل محمد مرسى، فإنه يبقى ممن اختبروا المهادنة مع الأمن سابقًا، حتى أنه يشاع أن الأخير أغمض عينه عنه، حتى يتسنى له الهرب بعد فض اعتصام رابعة العدوية، حيث كان يتحصن ويحرض ويعلن الجهاد على المجتمع من فوق منصتها، على أمل أن يعود إلى رشده فى الخارج ويقر بإراة 30 يونيو وسيادة الدولة، ومن ثم الانسحاب من جيش الإخوان الأعمى.

لكنه خالف التوقعات، كزميله عاصم عبد الماجد، وتبارا الاثنان وكأنهما متنافسان غريمان لإبراز أى منهما أشد قسوة على الدولة تحريضًا وإهانة.

لكن اللعبة انتهت.. وطارق الزمر الصغير، أيقن حكمة ابن عمه عبود الزمر الكبير، وأيقن أنه لا مفر من العمل فى معية الدولة لا ضدها.. خصوصا أنه صار إهابيا فى عين المجتمع وعرف القضاء وبكلمته.

إنقاذ الرقبة وغسل اليد ن الدماء أهم فى تلك اللحظة من النضال فى قضية خاسرة وليست بهذا الشرف الذى يدعيه الإخوان وحلفاؤهم، غير أن كل شىء بثمنه.

طارق الزمر يسدد الفاتورة كاملة حاليًا، مقدمًا خدماته المجانية للدولة لعلها ترضى عنه. ويبو أنه لا ضمانه لديه بأن تصفح عنه، ومع ذلك فليس أمامه غير المحاولة.

فبقبوله الصعود إلى رأس حزب يفترض فيه العمل تحت مظلة الدولة المصرية والسلطة التى تحكم منذ 30 يونيو 2013، فذلك لا يعنى إلا ضربة لتحالف الإخوان الخارجى بانسحاب أحد أبرز أعضائه، وإعلانه صراحة العودة إلى رشده.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل