المحتوى الرئيسى

«بفلوسنا».. التجنيس «ع الكيف» فى قطر

05/22 15:35

بالأسماء.. 10 لاعبين مصريين ارتموا فى أحضان قطر بحثًا عن «الريالات»

كلٌ يغنى النشيد الوطنى بلغته ويصطنعون الفرحة فداءً لـ«المال»

«العنابى» يخطف لاعبى كرة القدم بإفريقيا وآسيا.. و«منتخب المجنسين» شعار قطر فى الأوليمبياد

مع تحول الرياضة فى العالم إلى صناعة ترفيهية كبرى وكيان تجارى واقتصادى عملاق، أصبح بإمكان أى لاعب التنازل عن وطنيته مقابل إغراءات دولة أخرى، الجنسية بالإضافة لحفنة كبيرة من الدولارات كافية لأن تستقطب دولة مثل قطر، لم يتجاوز عدد سكانها الاثنين ونصف المليون نسمة، فقيرة المواهب، يتطرق أغلب شبابها للعمل الحر، الكثير من اللاعبين من كل دول العالم، خصوصا من قارتى إفريقيا وآسيا، الفقيرتين ماديا لكنهما مليئتان بالمواهب الرياضية، لتُصبح قطر فى النهاية كيانًا رياضيا قوامه من المجنسين والمحترفين، الذين لا يمتون للدولة بصلة.

الأموال هى سلاح قطر الأبرز فى كل المجالات، حتى فى الرياضة، فالدولة لم تفكر فى تطوير المنظومة الرياضية، لم تفكر فى طريقة تجذب بها شبابها لتمثيل الدولة، بقدر ما فكّرت بـ«استسهال» فى جلب المواهب «على الجاهز» من الدول العربية ودول أوروبا، لتجد فى النهاية أن لاعبى المنتخب القطرى بلا انتماء ولا روح ولا رغبة فى الفوز، كل منهم يغنى النشيد الوطنى بلغته، إذا أعاره اهتمامًا من الأساس، ويصطنعون الفرحة حين يفوزون على بلدانهم الأصلية، ولكن كله فداءً للريالات.

الكثير من أبناء مصر يلعبون للمنتخب القطرى فى مختلف الرياضات، وعلى سبيل المثال يضم المنتخب القطرى لكرة اليد، الذى خرج على يد سولفينيا فى ربع نهائى بطولة العالم يناير الماضى، 6 لاعبين قطريى الأصل فقط من إجمالى 21 لاعبًا فى قائمة الفريق، وهم: أحمد عبد الرحيم وعبد الله الكربى وعبد الرزاق مراد ويوسف عبد الله وأحمد مددى وعمر الصفدى.

كذلك تتصدر الجنسية التونسية اللاعبين العرب بواقع 5 لاعبين، وتأتى خلفها مصر بـ4 لاعبين، حسن مبروك عواض ومحمود زكى حسب الله وعبدالرحمن عبده وأحمد مجدى، وخلفهما كل من سوريا بعدد 3 لاعبين والجزائر بلاعب واحد، فيما يضم العنابى لاعبا فرنسى الجنسية، وآخر كوبيا وثالثا إسبانيا من مواليد البوسنة.

أما فى كرة السلة، فيضم منتخب العنابى 4 مصريين أيضًا، شوقى عبدالحميد من الأوليمبى، ومصطفى عصام، ومحمد أسامة وأحمد عباس من الاتحاد السكندرى.

وفى كرة القدم نجد أن 5 لاعبين فقط من أصل قطرى يلعبون للمنتخب، وهم ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻔﺘﺎﺡ وﻋﻠى أسد وﺳﻌﺪ ﺍﻟﺸﻴﺐ وﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﺎﺟﺪ وﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺪﻭﺱ، بينما توزع البقية على الجنسيات الأخرى، أبرزهم المهاجم الأورجوايانى، سيباستيان سوريا، هداف المنتخب القطرى فى السنوات الأخيرة، ومحمود صوفى صاحب الأصول الصومالية، ومحمد كاسولا وعبدالله كونى وناصر كميل من أصول نيجيرية، والبرازيلى فابيو سيزار، والفلسطينى الأصل بسام رزق، ومحمد صقر الحارس إثيوبى الأصل، ومن مصر، يلعب الأخوان المحمدى، حسين ياسر، لاعب الزمالك والأهلى السابق، والذى يلعب لمنتخب قطر منذ عام 2002، كما سار أحمد ياسر على درب شقيقه، ليشارك مؤخرًا أساسيا بمنتخب قطر فى مركز قلب الدفاع.

هذا بينما نجد لاعبين يرفضون التجنيس، على رأسهم لاعب الأهلى، أحمد فتحى، الذى احترف لموسمين فى أم صلال القطرى، وعُرض عليه التجنيس، لكنه رفض متمسكًا بانتمائه للأهلى والمنتخب المصرى، وعاد للقلعة الحمراء بعد أن أنهى موسميه، لكنه أخذ وقتًا حتى عاد إلى أجواء المنافسة بالدورى المصرى، والتى افتقدها فى الدورى القطرى الضعيف مقارنةً ببقية الدوريات العربية.

وأُطلق على بعثة قطر فى أوليمبياد ريو دى جانيرو الماضية «منتخب العالم» لما تضمنه من كوكبة من اللاعبين المجنسين، حيث ضمت البعثة 38 رياضيا يشاركون فى 10 ألعاب، أولها ألعاب القوى والتى يشارك فيها 9 رياضيين.

من أبرز اللاعبين المجنسين الذين شاركوا فى البعثة القطرية عبد الرحمن بله (سودانى الأصل) الذى يشارك سباق 800 متر عدو، والذى حل سادسا فى بطولة العالم 2015 ثم خامسا فى بطولة العالم داخل الصالات 2016، واللاعب الكورى الأصل لى بينغ الذى شارك فى مسابقة كرة الطاولة.

فريق ألعاب القوى القطرى يضم لاعبا من أصول سودانية وهو معتز برشم الذى حقق فضية الوثب العالى، وكذلك يضم الفريق لاعبين من أصول نيجيرية ومغربية وكينية، وأيضا لاعب رمى المطرقة أشرف أمجد الصيفى، صاحب ذهبية بطولة العالم للشباب 2014 المصرى الأصل.

كما ارتمى لاعب رمى القرص المصرى، معاذ محمد، فى أحضان قطر وشارك باسمها فى أوليمبياد ريو دى جانيرو، بالإضافة لفارس حسونة، لاعب رفع الأثقال نجل إبراهيم حسونة نجم منتخب مصر الأسبق، وأمجد أشرف الصيفى، بطل رمى المطرقة.

حتى على صعيد المدربين فكلهم من جنسيات غير قطرية، فيقود الأوروجويانى خورخى فوستاى المنتخب القطرى لكرة القدم، فيما يُدرب منتخب اليد الإسبانى فيليرو ريفيرا، حتى مدرب منتخب السلة من أصل عراقى، وهو قصى حاتم.

ونستطيع القول إن عدم وجود ضوابط لدى الاتحادات الرياضية المختلفة على تجنيس اللاعبين، تسبب فى انتشار الظاهرة بشكل واسع بين مختلف البلدان خاصة العربية على مستوى ألعاب القوى ورفع الأثقال وغيرها.

إلا أن الأمر يختلف تماما فى كرة القدم، بسبب اللوائح التى وضعها الاتحاد الدولى لفرض ضوابط صارمة على مشاركة أى لاعب مع منتخب آخر غير بلاده والتى تنص على ضرورة إقامة اللاعب المجنس فى دولته الجديدة بعد بلوغه 18 عاما لمدة 5 أعوام قبل تمثيل منتخبها الوطنى، عدم وجود أى روابط للاعب ببلده الجديدة قبل التجنيس يجعلها حالة غير شرعية، أن يكون اللاعب مولودا فى بلد الاتحاد المعنى بالجنسية، أو أن يكون والده أو والدته ولدا فى بلد الاتحاد المعنى، أو أن يكون جده أو جدته ولدا فى بلد الاتحاد المعنى، إضافةً إلى أنه يجب أن يكون هناك على الأقل أحد هذه الشروط الأربعة كى يتمكن اللاعب من الدفاع عن ألوان البلد الذى يعرض عليه الجنسية.

والأهم هو مكان الولادة للأهل وليس الجنسية ومدة معيشته بالدولة التى يريد الحصول على جنسيتها، اللاعب الذى يتم تسجيله ومشاركته ولو دقيقة واحدة مع منتخب لا يحق له تمثيل أى منتخب آخر طوال حياته.

وقد تنحصر إشكالية التجنيس فى النقاط التالية، فبعض الدول مثل قطر وغيرها من البلاد المزدهرة اقتصاديا، تمتلك إمكانيات كبيرة، ولكنها ليس لديها الكثافة السكانية المناسبة أو الاهتمام الكافى لدى سكانها بالألعاب الرياضية المختلفة، ما يتسبب فى حالة فقر بالمواهب الرياضية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل