المحتوى الرئيسى

ترامب في قمة الرياض: خطاب معتدل ولهجة تصالحية مع الإسلام

05/21 23:02

خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته واستخدم لهجة تصالحية تجاه الإسلام. كما غير تناوله لما كان يصفه في السابق بـ "الإرهاب الإسلامي". هذا التحول جاء في خطابه الذي ألقاه أمام قادة العالم الإسلامي المجتمعين في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض اليوم الأحد (21 أيار/ مايو 2017).

ففي كلمته، التي تم إعدادها بعناية لكسب تأييد قادة العالم الإسلامي لجهود مكافحة الإرهاب، أسقط  ترامب عن قصد مصطلح "الإرهاب الإسلامي الراديكالي"، رغم أنه استخدمه في خطاب تنصيبه في كانون الثاني/يناير الماضي وكذلك في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس بعد شهر من تنصيبه.

وعلى الفور رحب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بذلك التحول في نغمة ترامب، لكنه قال إن تصرفاته رسمت صورة مختلفة. وقال المدير التنفيذي للمجلس، نهاد عوض: "نرحب باعتراف الرئيس ترامب بالإسلام كأحد الأديان الكبرى في العالم، لكن هذا الاعتراف لا يمحو سنوات من العداء الموثق بشكل جيد للإسلام".

في خطاب وصف بالمعتدل أكد الرئيس ترامب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية أن الحرب على الإرهاب ليست حربا بين الأديان وإنما "معركة بين الخير والشر". واتهم ترامب النظام الإيراني بأنه مسئول عن عدم الاستقرار في المنطقة. (21.05.2017)

في ختام قمة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة دول الخليج العربية وقع الجانبان مذكرة تفاهم لإنشاء مركز لمكافحة "تمويل الإرهاب"، من دون تقديم توضيحات إضافية حول كيفية عمل المركز أو البلد الذي سيستضيفه. (21.05.2017)

وأضاف: "ينبغي على الرئيس أيضا أن يعترف بالإسهامات التي يقدمها المسلمون الأمريكيون والتي قدموها على مدار أجيال من أجل صالح أمتنا".

وكان ترامب قد انتقد مرارا الرئيس السابق باراك اوباما ومنافسته في حملة الرئاسة 2016 هيلاري كلينتون لعدم قولهما تلك العبارة، وخاصة بعد المذبحة التي وقعت في ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو في ولية فلوريدا. وقد ذهب ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك حيث دعا أوباما إلى "التنحي" لعدم استخدامه تلك الكلمات بعد الهجوم الذي خلف 50 قتيلا بينهم المهاجم.

وكثيرا ما اقتحم ترامب تلك النقطة ووقع تحت طائلة النقد بسبب تصريحات تدعو إلى حظر دخول المسلمين إلى البلاد. إلا أن اختياره للمملكة العربية السعودية لأول زيارة خارجية له قد جعل الرئيس يتخذ نهجا أكثر تصالحية عندما يتواصل مع القادة المسلمين. وقال مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر إن ترامب يشارك في هذه القمة لكي يستمع ويعرف.

وقال ماكماستر في مقابلة مع "اي بي سي نيوز" إن "الرئيس يطرح أسئلة ويستمع ويعرف وبالطبع سيصف الرئيس الأمر كما يريد تسميته". ويضيف ماكماستر عن الإرهابيين: "إنهم أعداء لكل الحضارات، إن ما يرغبون فيه هو أن اتخاذ هذا الفكرة الزائفة لحرب دينية كستار لتصرفهم الإجرامي".

حطت طائرة الرئيس الأميركي "اير فورس وان" في مطار الملك خالد اليوم السبت (20 أيار/مايو 2017) ونزل ترامب سلم الطائرة برفقة زوجته ميلانيا. وكان في استقباله عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سار معه والى جانبهما ميلانيا وعدد من المسؤولين السعوديين على السجادة الحمراء.

خصص السعوديون استقبالا حارا للرئيس الأميركي. ووصفت وسائل الإعلام السعودية الزيارة بـ"التاريخية". وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الأعلام السعودية والأميركية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي الملك سلمان وترامب والى جانبهما شعار الزيارة "العزم يجمعنا".

وعقد الرئيس ترامب محادثات مع العاهل السعودي والمسؤولين السعوديين، وكان برفقة ترامب زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا وزوج ابنته جاريد كوشنر إلى جانب أعضاء آخرين في الوفد بينهم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر ومساعدة مستشار الأمن القومي الأميركية المصرية الأصل دينا حبيب باول.

وكانت ملابس سيدة البيت الأبيض في رحلتها الخارجية الأولى محط الأنظار. وكانت ميلانيا قد صعدت طائرة "اير فورس وان" وهي ترتدي قميصا أبيضا ضيقا وتنورة برتقالية وحذاء بكعب عال، وفي الطائرة غيرت ملابسها وارتدت ملابس توحي بأنها "عباءة خليجية" متكونة من سروال اسود فضفاض مع قميص أسود يغطي ذراعيها وحزام ذهبي.

أما إيفانكا ترامب فدخلت الطائرة الرئاسية في بداية الرحلة وهي ترتدي ثوبا يعلو ركبتيها، وغادرتها بثوب طويل يغطي كامل ذراعيها أيضا، باللونين الأسود والأبيض.

قلد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الرئيس ترامب قلادة الملك عبد العزيز، التي تعد أرفع وسام في المملكة العربية السعودية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن تقليد ترامب القلادة يعد تعبيرا عما يربط البلدين الصديقين من علاقات تاريخية وثيقة.

وحظيت الزيارة بتوقيع مجموعة اتفاقيات بين الرياض وواشنطن. ووقع الملك سلمان والرئيس ترامب في بداية اللقاء اتفاقية أطلق عليها اسم "الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين البلدين". وشهد الزعيمان التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين قدر أجماليها بحوالي 280 مليار دولار ستوفر مئات آلاف الوظائف في البلدين.

يبتعد ترامب لبعض الوقت عن ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته مدير "أف بي آي" والهزات التي ما زالت تتوالى فصولا. وبالكاد أقلعت الطائرة، حتى كشف عن تطورات جديدة في التحقيق حول صلات فريق ترامب بروسيا، إذ أعلنت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن المدير السابق لـ"أف بي آي" جيمس كومي وافق على الإدلاء بشهادته خلال جلسة علنية أمام المجلس في حزيران/يونيو.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل