المحتوى الرئيسى

أماني فؤاد تكتب: معنى أن نسعى للفشل..! | المصري اليوم

05/21 22:59

تتردد تكهنات حول طبيعة تشكيل المجلس القومى الأعلى لمكافحة الإرهاب، وأنه سيتكون من ست وزارات يسند إليها التعامل مع هذا الملف رجوعا إلى مجلس النواب، وفى حالة تنفيذ تلك الاقتراحات، كأن المسؤولين يريدون فقط إبراء الذمة بصنع تمثيلية مقدر لها الفشل المؤكد نتيجة سوء التقدير وانعدام الرؤية، كأننا نعشق اجترار الأوهام وإعادة مضغها، لذا أتنبأ بألا نتقدم فى مواجهة هذا الملف المصيرى خطوة واحدة، وأننا سنظل نخدع ذواتنا ونعاود الفشل.

لا يخفى على أحد أن جهاز الدولة المصرية بكل مؤسساتها يعانى من مجموعة من ظواهر الخلل التاريخية والمتراكمة فى المنظومة الإدارية، وأن البيروقراطية، بمعنى «التزيّد والمبالغة فى القواعد لحد فقد المغزى وعدها هى الأصل فى العمل»، لم تزل المسيطرة على معظم عمل الوزارات والمؤسسات، وحينما يتوزع الأمر على ست وزارات فكأننا وزعنا دم قضية «مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه» على ست قبائل ليست مكبلة بالقيود فقط، بل متناحرة، وتفتقد قدرة التنسيق فيما بينها، كما أن الوزراء ليسوا المختصين للإلمام بأبعاد هذا الملف المعقد والشائك. هذا بالإضافة إلى ما ذُكر بمراجعة البرلمان- بتشكيله الحالى- قرارات هذا المجلس، وهو ما يدعو لليأس من معالجات عميقة، وتنفيذ إجراءات سريعة لمعالجة القضية على مستويات متعددة تتناول جذور المشكلة، لا سطحها الملتهب فقط.

لقد طرأ على سجل الإرهاب فى العقدين الأخيرين تطور نوعى يتمثل فى عدة اختلافات رئيسية عما سبق، مثل: تمكنهم من التجنيد بصورة أوسع للشباب ومن جنسيات متعددة، كما أن بعضهم يؤمن بعقيدة الانتحار، سهولة التواصل والتنسيق بين الجماعات وعناصرها، وبينها وبين بعضها لتطور وسائط التواصل التكنولوجى، تدفق الأموال التى تمول هذه الجماعات نتيجة لأجندات متعددة الأهواء والأطماع واستخدام المال السياسى، التسليح فائق المستوى تنوعا وحجما الذى يمتلكونه بعد سيطرتهم على أجزاء كاملة من بعض الدول، والاستيلاء على مواردها الطبيعية وإعلانها دولاً مستقلة تابعة لدولة الخلافة كما يدعون، تراكم الخبرات لدى الجماعات الإرهابية المسلحة، ومن ثم التطور النوعى فى التخطيط ووعيهم بالثغرات ونقاط ضعف بعض الأجهزة الأمنية، وقدرتهم على اختراق بعضها لضعف العنصر البشرى، والقدرة على شرائه أحيانا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل