المحتوى الرئيسى

محمد عمر يكتب: الحزام والطريق وفكرة توحيد العالم | ساسة بوست

05/21 19:43

منذ 2 ساعتين، 21 مايو,2017

مبادرة الحزام والطريق! من هو صاحب مبادرة الحزام والطريق؟

هو الرئيس الصينى شى جين بينغ، الرئيس السابع لجمهورية الصين الشعبية، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية، والأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعى الصينى. انضم إلى الحزب الشيوعى في عام 1974. ولد شي جي بينغ في 15 يونيو (حزيران) 1953، وينتمي إلى قومية الهان، من فوبينغ، بمقاطعة شان شي، في شمال غرب الصين. تخرج بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تسينغ هوا بمدينة شانغهاي، وتخصص في النظرية الماركسية والتعليم السياسي الأيديولوجي، كما أنه قد حصل على درجة الدكتوراه في القانون بين عامي 1998 و2002.

متى وأين تم طرح مبادرة الحزام والطريق؟

صرح الرئيس الصيني شي جينغ بينغ – في خطاب له في جامعة أستانا بكازاخستان، تحديدًا يوم 7 سبتمبر (أيلول) عام ٢٠١٣ – بانطلاق مبادرة الحزام والطري. كما دعا إلى استخدام نموذج مبتكر للتعاون، والبناء المشترك لخلق علاقات اقتصادية أقرب بين الدول الأوروبية والآسيوية؛ ليكون التعاون مع بعضها البعض أكثر عمقًا، وليوفر مساحة أوسع للتنمية، تعود بمكاسب كبيرة على شعوب جميع البلدان الواقعة على طول طريق الحرير. كما قال الرئيس الصيني شي جينغ بينغ: إن مقاطعة شان شى شمال غربي الصين هي مسقط رأسي، وهى نقطة انطلاق طريق الحرير القديم، واليوم أقف هنا حيث يعود بي التاريخ، كأنني أسمع أصداء ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، وأصوات الإبل، وأرى الأتربة المنبعثة من رمال الصين، التى تشعرني بإحساس ودي. وأن مبادرة الحزام والطريق للقرن الـ 21، هي فكرة لتعزيز الحوار والتواصل والمبادلات التجارية والاقتصادية والتواصل الشعبي، كما يعطي هذا المشروع نبضًا عصريًا جديدًا لطريق الحرير، ويقدم حيوية جديدة للتعاون الآسيوي والعالم، ولهذا يجب أولًا أن نعرف ما هو طريق الحرير!

طريق الحرير القديم هو شبكة من الطرقات التجارية التى تمر بجنوب آسيا، والتي تربط مدينة شي آن – التي هي إحدى عواصم الصين القديمة – وأوروبا والشمال والجنوب والشرق والغرب، وهو طريق للتواصل السلمي والتبادل التجاري والاندماج الحضاري بين مختلف الدول والأديان المتعددة. كما أن هذا الطريق التاريخي الشهير هو السبب الرئيس لانتقال الحرير الصيني، الفخاريات والخزفيات الصينية والتوابل المختلفة من الشرق إلى الغرب، كما كان لطريق الحرير مساهمات ثقافية غير مسبوقة بين الشرق والغرب، ويعتبر شريانًا تجاريًا عالميًا.

وفي وقت مبكر من القرن 21، وبعد سنوات عديدة من التغيير، أُعيد إحياء التجارة والاستثمار على طريق الحرير التاريخي مرة أخرى. وتأمل بلدان آسيا الوسطى في توسيع التعاون الاستثماري مع الصين في مجالات النقل والاتصالات والغزل والنسيج والصناعات الغذائية والكيميائية والمنتجات الزراعية، وإنتاج السلع الاستهلاكية وتصنيع الآلات وغيرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مراقبة الصحراء، وحقول الطاقة الشمسية، وحماية البيئة، وإدخال تكنولوجيا الأسمدة الحيوية في هذه التربة الخصبة وغيرها من الجوانب الأخرى.

ما هي نتائج تنفيذ مبادرة الحزام والطريق؟

مبادرة الحزام والطريق هي خطة كبيرة تشمل الإجماع الدولي على اتفاقيات التعاون المشترك ومشروعات التجارة المتبادلة في منظومة كاملة تعمل على دعم المبادرة. وخلال أكثر من 3 سنوات مضت، وبفضل دعم الحكومة الصينية الكبير والجهود المشتركة المبذولة من المجتمع الدولي حققت المبادرة نتائج أولية مبهرة، وذلك من خلال عدة محاور من أهمها:

١– الزيارات رفيعة المستوى واللقاءات السياسية المنسقة: حيثُ زار الرئيس الصيني كلًا من آسيا الوسطى وغرب آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا خلال السنوات الثلاث الماضية، مبقيًا مبادرة الحزام والطريق على رأس جدول أعمال زياراته. وشاركت الأوساط الأكاديمية ومؤسسات الأبحاث والشركات الصينية في تشجيع مبادرة الحزام والطريق أيضًا تحت قيادة الحكومة الصينية والقيادة المركزية. وبفضل هذه الجهود أعربت أكثر من ١٠٠ دولة ومنظمة دولية عن دعمها لمبادرة الحزام والطريق، كما وقعت الصين أكثر من ٥٦ اتفاقية تعاون مع مختلف الحكومات، إضافة إلى نحو ٦٠ اتفاقية تعاون مع منظمات دولية، وأدرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمة الأوبك مبادرة الحزام والطريق ضمن قراراتها ومشروعاتها المستقبلية. ولا يدل هذا إلا على نجاح تنسيق السياسات لإنجاح مبادرة الحزام والطريق.

٢– النقل البحري والبري والجوي والنقل البريدى وتطوير البنية التحتية العالمية: حيث قال الرئيس شي جينغ بينغ: إن مبادرة الحزام والطريق هي بمثابة جناحين يساعدان آسيا على تطوير ترابط البنية التحتية التي هي شريان هذين الجناحين. وخلال السنوات الثلاث الماضية وقعت الصين أكثر من ١٣٠ اتفاقية في مجالات النقل البري والبحري والجوي والنقل البريدي مع الدول التى تقع على طول الحزام والطريق، كما بذلت الحكومة الصينية جهودا كبيرة لدفع بناء ستة ممرات اقتصادية، وحققت نتائج أولية في هذا الشأن، حيث أظهرت هذه الممرات الاقتصادية إمكاناتها الكامنة تدريجيًا.

٣– تعزيز الإستثمار وإزالة الحواجز التجارية: مثلما كان في طريق الحرير القديم لا يزال التعاون الاقتصادي والتجاري على رأس أجندة بناء الحزام والطريق الحديث. وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة التجارة الصينية عام 2016 أن استثمارات الصين المباشرة في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، قد بلغت أكثر من ١٥ مليار دولار أمريكي، وأسست الشركات الصينية أكثر من٥٥ منطقة تعاون اقتصادي في أكثر من ٢٠ دولة ومنطقة، ليبلغ حجم الاستثمار مايزيد عن ١٨ مليار دولار. ومع هذا التقدم نالت المنتجات الصينية والخدمات الصينية شعبية كبيرة غير مسبوقة، كما تدفقت التقنيات والخدمات ورأس المال من الدول الواقعة على طول الخط إلى الصين أيضًا لتعزيز النمو الاقتصادي الصيني.

٤– تعزيز الترابط المالي: من أجل دعم مبادرة الحزام والطريق تعمل الحكومة الصينية مع مختلف الدول والمنظمات على بناء ترابط مالي وتعزيز الابتكارات في الخدمات المالية لتقديم الضمان المالي لبناء الحزام والطريق. ولا تُنسى جهود البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تم إطلاقه عام ٢٠١٦ بمشاركة ٥٧ دولة، والذي أصدر قروضًا بقيمة ١.٧٣ مليار دولار لدعم بناء البنية التحتية في باكستان وبنغلاديش وغيرها من 5 دول. وكذلك صندوق طريق الحرير الذي قدم استثمارًا بقيمة ٤ مليارات دولار لدعم مشروعات البنية التحتية والطاقة في بنغلاديش والصين والهند ومينمار وروسيا ومناطق آسيا الوسطى. إضافة إلى ذلك، دعم بنك التنمية الوطنية الصيني أكثر من ٦٠٠ مشروع في الدول التي تقع على طول الحزام، ورصف الطرق بقيمة ١١٠مليارات دولار في مجال الطاقات الإنتاجية والبنية التحتية والتعاون المالي وغيره من المجالات.

٥– الدعم الثقافي وترابط الشعوب: يعتبر ترابط الشعوب من أهم محاور مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إذ إنه يمثل هدفًا للمبادرة؛ لأنه يقف على أُسس شعبية واجتماعية لإنجاحها. وخلال الثلاث سنوات الماضية كثفت الصين جهودها لتعزيز التبادل الثقافي مع الدول الواقعة على طول طريق الحرير. وعلى سبيل المثال، أصدرت المجموعة الصينية للنشر الدولي والتي تُعد مؤسسة صينية رائدة في مجال الاتصال الدُولي، كتاب شي جين بينغ حول الحكم والإدارة بعدة لغات، كما نظمت أنشطة مختلفة في الدول الواقعة على طول الخط فيما بينها معارض صورة تحت عنوان: الصين الجميلة وكوريا الجنوبية الجميلة والصين وروسيا الجميلتان. الأمر الذي يعكس صورة الصين وينشر الثقافة الصينية ويعزز الفهم المتبادل بين الشعوب.

ويقول مثل صيني قديم الذين يمتلكون الاهتمام المشترك، لن تفصلهم المسافة الجغرافية البعيدة، فبفضل مبادرة الحزام والطريق تظهر جسور لترابط الشعوب بين مختلف الدول الواقعة على امتداد الحزام والطريق.

هل هناك إجماع دولي على الحزام والطريق؟

الجواب هو نعم، إذ تتوسع دائرة أصدقاء الحزام والطريق، بشكل مستمر منذ طرحها، وقد حظيت المبادرة بدعم أكثر من ١٠٠ دولة ومنظمة دولية إضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون بين الصين وأكثر من ٤٠ دولة ومنظمة دولية، وهذا خير دليل على الإجماع الدولي على بناء ودعم الحزام والطريق، الذي يأتي من ناحيتين هما: الإلهام التاريخي، والاحتياجات الواقعية.

الإلهام التاريخي: يرجع تاريخ طريق الحرير إلى ما قبل ألفي سنة منذ أن قاد المكتشف المشهور تشانغ تشيان وفده إلى المناطق الغربية، ويربط طريق الحرير البري والبحري حضارات آسيا الغربية والوسطى وشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

الاحتياجات الواقعية: شهد الاقتصاد العالمي تنمية مبهرة بعد تحقيق الاختراقات العلمية وتحسين الإنتاجية منذ خمسينات القرن الماضي، ولكن لأسباب جيوسياسية وإيديولوجية وتنافسية على الموارد، تواجه عملية العولمة عقبات مستمرة من الحواجز التجارية إلى المواجهة بين القطبين، وذلك يؤثر على التنمية الاقتصادية العالمية بشكل كبير. وفي ظل هذه الأوضاع، طرح الرئيس الصيني شي جينغ بينغ، مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ٢١، والتي حظيت بقبول عالمي بفضل مبادئها المتمثلة في المساواة والمنفعة المتبادلة. وذلك بسبب استجابتها للمشاكل الواقعية الكبرى التي تواجه المجتمع البشري فى شتى أنحاء المعمورة، والتي من ضمنها الفجوة بين الأغنياء والفقراء وضعف النمو الاقتصادي. ويمكن القول إن هذه المبادرة استفادت من دروس متعددة عبر التاريخ لرفع وتحسين التنمية المستقبلية.

ما هي التحديات التي تواجه مبادرة الحزام والطريق؟

حتى وإن كان ما يبدو هو أن مبادرة الحزام والطريق، قد حظيت باستجابة واسعة من المجتمع الدولي منذ طرحها قبل ثلاث سنوات وحققت نتائج أولية مثمرة، ولكن مثل أي مشروع عظيم في تاريخ البشر، فإنها تواجه صعوبات وتحديات تفوق ما كان يواجهه المكتشف تشانغ تشيان من قبل، والتي من أهم هذه الصعوبات هي العوامل الجيوسياسية.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل