المحتوى الرئيسى

رامي يحيى يكتب: من المواطن الرِع إلى جنرال الميديا

05/21 19:44

في 30 يونيو نجحنا في إفساد خطة التمكين الإخوانية، واللي عُرفت إعلاميًا بـ “أخونة الدولة”، بس من الواضح أن موجة 30 يونيو الثورية حصّلت أختها بتاعة 25 يناير، واللي نجحت بدورها في الإطاحة بمبارك وعدد من رجاله المباشرين. لكن اتركبت من الإخوان، وده حصل في الحالتين لنفس السبب. وهو عدم طرح الثوار لبديل مدني متوافق عليه، والإصرار على التمسك بالمقولة المدمرة “الثورة دي ملهاش قائد”.

المهم أن العسكر اللي ركبوا موجة 30 يونيو ملهوفين على السلطة بشكل أكتر قوة ووضوح حتى من أيام مبارك أو أيام السادات، وبقينا قدام حركة واضحة لعسكرة الدولة. بل والمجال الحيوي بالكامل، حاجة كده أشبه بما قام به أباهم الذي علمهم السحر، الجنرال الأول “عبناصر”، لا رحمه إله ولا عدم.

وأحد أكبر وأوضح نماذج عسكرة الدولة هو العميد محمد سمير، فسيادته كان المتحدث الرسمي باسم المؤسسة العسكرية، ثم تقدم باستقالته ليتحول بعدها بساعة إلا تِلت لقيادة إعلامية “مدنية”، في تكرار لمشهد استقالة “السيسي” من رئاسة المؤسسة نفسها قبل أن يتحول إلى رئيس “مدني” ذي خلفية عسكرية، ودي نفس اللعبة اللي عملها د. عبد المنعم أبو الفتوح، نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، لما قدم استقالته من الجماعة ورشح نفسه بعدها بنص ساعة لرئاسة الجمهورية، وطبعًا رشح نفسه بوصفه مرشح “مدني” غير محسوب على التيار الإسلامي، ومهمة إقناع الثوار بالفيلم الهندي ده أوكلت للاشتراكيين الثوريين وبعض من والاهم على شوية إسلاميين كيوت، الملفت أن كل التغيرات السريعة دي نجحت في مسعاها، إن كان بقيادة الإعلام أو قيادة الدولة أو حتى تفتيت الأصوات.

ما يهمنا من موضوع التحولات ده دلوقتي هو سيادة العميد السابق وأركان حرب الميديا الحالي، محمد سمير، فسيادته مش بس أصبح واجهة إعلامية متميزة أو حتى إدارة إعلامية واعية، لا ده كمان بقى كاتب وعنده مساحة لمقال رأي في واحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية في مصر والأوسع انتشارًا في “هونج كونج” الشقيقة، والمعروفة بالانحياز لصالح النظام الحاكم، أي نظام في الحقيقة. مش ده بالذات يعني.

سيادة الكاتب الجنرال ومن كم يوم اتجوز للمرة المش عارف كام من إحدى العاملات في مجال الميديا، وده موضوع مايهمنيش في شئ، ربنا يوفق الجميع ويا بخت من وفق أي راسين في أي موقع. أنا مالي، لكن الخبر حقق “تريند” على السوشيال ميديا في مصر، وكلها تريقة على سيادته بشكل أو آخر، و”التريند” كان حقيقي ومن داخل مصر. يعني لا لجان إلكترونية ولا حسابات وهمية ولا وزيارات “هونج كونجية”، فثارت ثائرة الإعلامي المرموق ذو الخلفية العسكرية المحافظة، وقرر أن يرد على من هاجموه في مساحته المخصصة له بالجريدة سالفة الذكر، ولا يسعني هنا إلا تذكر د. محمد البرادعي اللي عاش هو وأسرته وسيرتهم لبانة “بالباطل” على لسان الإعلام الوطني والموالي والإسلامي والفلولي، اللي وقتها كلهم كانوا حبايب و”أيد واحدة”، من غير ما يشتم حد، في وعي نادر بمفهوم “الشخصية العامة”.

رد سيادة العميد الكاتب جاء مختصرًا وموجزًا، وغلب عليه النرفزة والحمأة حيث قرر سيادته أن يشتم الشعب، وعنوّن مقاله بهذه الشتيمة “الرعاع”، وهي اللفظة نفسها اللي كان بيستخدمها المحتل في الإشارة لعامة الشعب، لدرجة أن “البرنس علاء” خلال حديثه مع أخته “البرنسيسة أنجي” استخدم اللفظة دي نفسها عند الإشارة لـ”علي” وشقيقه، في فيلم “رُد قلبي”، جوز العساكر اللي أغلب المصريين دلوقتي بيتمنوا لو البرنس علاء ظرفهم عيارين وخلصنا كلنا.

المهم في نظري مش الشتيمة، وإنما في تحليل سيادته لانتشار “الرعاع” في مجتمعنا بشكل كبير، فقد أرجع سيادته الأمر لتدني مستوى التربية والتعليم في البلد، والسبب ده بالذات مثير للرد عليه من أكتر من إتجاه:

1- هل تعلم حضرة الجنرال أن حكومتنا تضم وزارة تحمل اسم “وزارة التربية والتعليم”، وأن الوزارة دي في حالة انهيار مستمر منذ تولي مؤسستكم الغراء مسؤولية إدارة شؤون البلاد من أكتر من نُص قرن؟ وده معناه أن قيادتكم للبلاد سبب مباشر لتدني مستوى التربية والتعليم في البلاد، ما أدى لزيادة نسبة “الرعاع” في المجتمع، طبقًا لتحليلك.

2- لهجتك المستنكرة لتدني مستوى التعليم لا تتفق مع رؤية السيد الرئيس بعدم أهمية التعليم، ما أشار إليه بوضوح في تصريحه: “يعمل إيه التعليم في وطن ضايع”، فهل ده معناه وجود خلافات سياسية بينك وبين سيادة الرئيس؟ أو إشارة لتحولك من صفوف المؤيدين إلى صفوف “لا قدر الله” المعارضين؟

3- أفتكر كويس يا فندم أن المؤسسة العسكرية بتضم خريجي التعليم العسكري (الكلية العسكرية – الثانوية العسكرية) مع هامش من المتطوعين، ومن المعروف أن التعليم العسكري يقبل بأقل مستوى بين طلبة الشهادات السابقة على التقدم له، بمعنى أن الثانوية العسكرية بتقبل بالناجحين في الإعدادية بمجموع 50% تقريبًا، والكلية العسكرية بتقبل الناجحين في التعليم الثانوي بنفس النسبة المتدنية للدرجات، ويبقى الفيصل المهم هو اجتياز اختبارات جسدية بحتة لا علاقة لها بمستوى التعليم، أما التطوع فالغالبية فيه أقصى ما وصلوا له في رحلة التعليم هو المستوى الثانوي، يعني القاعدة الأساسية المكونة لمؤسستكم الغراء قائمة على الدرك الأسفل من خريجي مدارس وصفت أنت مستوى التعليم فيها إنه سبب زيادة نسبة “الرعاع” في البلاد.

وفي الختام لي سؤال يا زميل، في الكتابة، ما هو مفرد “رعاع”؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل