المحتوى الرئيسى

في طريق الاندماج- سوريات يتزوجن من رجال ألمان

05/21 19:35

"لم أفكر قط بالزواج من أجنبي، وها أنا اليوم أشارك حياتي الزوجية مع رجل ألماني" بهذه العبارات استهلت الشابة السورية  لينا (إسم مستعار) كلامها معنا. تعيش الشابة الدمشقية في برلين منذ قدومها قبل حوالي سنتين إلى المهجر الألماني هاربةً مثل أبناء وطنها من ويلات الحرب في سوريا. وكبقية اللاجئين تعين عليها زيارة صفوف الاندماج لتعلم اللغة الألمانية، وكان المدرس شاب وسيم يدعى ألكسندر، وصفته بالقول " سعدت كثيرا بحضور حصصه اللغوية نظرا لبشاشته ولطفه،  لقد كان يعاملني معاملة تختلف عن الأخريات في الفصل."

هكذا بدأت قصة لينا مع زوج المستقبل. الشابة الثلاثينية كشفت في حوارها مع DW عربية أنها كانت تكنّ احتراما كبيرا له إلا أنها لم تفكر قط بأن العلاقة بينها وبينه ستتطور لتصبح يوما ما زوجته  وعشيرته، وتستمر لينا بوصف طريقة مصارحة معلمها بحبه  لها  وقد بدت عليها ملامح الخجل وهي تلقي بنظرتها نحو ألكسندر:" لقد كن نلتقي بين فينة وأخرى في إحدى المقاهي البرلينية لندردش باللغة الألمانية. وفي يوم ما قدم لي باقة زهور معبرا عن حبه لي." الشابة الدمشقية قبلت عربون المحبة وأعربت هي الأخرى عن شعورها نحوه. وفي غضون أشهر قليلة تحولت العلاقة الغرامية بين الطرفين إلى زواج. قاطع  والدا لينا هذا الزواج لأنّ ألكسندر غير مسلم، ولم يحضرا حفل زفاف ابنتهم على معلمها الذي يكبرها بسنتين.

ألكسندر معجب كثيرا بزوجته السورية، و أحبها ليس لحسنها فحسب كما يقول بل:" لذكائها وإنسانيتها وانفتاحها على الآخر..." الشاب البرليني يرى في زوجته السورية قدوة للسورين في ألمانيا وهي، وبرغم محدودية لغتها تبذل الكثير لمساعدة أبناء جلدتها.

نبأ زواج ألكسندر البرليني البالغ من العمر 32 ربيعا لقي ترحيب والديه اللذين باركا بالعلاقة. وحظيت طيبة وطموح وانفتاح  لينا بإعجابهما و يقول في تعريف ذلك :"انفتاح والدي على الثقافات له دور كبير في دعمي وقبول لينا، لقد قضى والدي سنوات عديدة  في دول المشرق العربي. لقد كان والدي يعمل دبلوماسيا في السفارات الألمانية في بعض الدول العربية. العالم العربي ليس غريبا بالمرة عنا في العائلة."

مراحل الاندماج تبدأ بالمدارس- صورة من الأرشيف

" لم اتزوج من أجل تحسين وضعي الإداري في ألمانيا"

الشابة سمر الحمصية  البالغة من العمر 25 عاما تروي قصة أخرى في مسار الاندماج الحقيقي، فقد تعرفت على رفيق حياتها عن طريق إحدى صديقاتها السوريات اللواتي يعشن في برلين. شريك حياتها يحمل اسما عربيا (عمر) وقد إعتنق الإسلام ويبلغ من العمر 27 ربيعا. لم تواجه سمر صعوبات في زواجها من عمر من قبل أوليائها." إنّ ألمانية زوجي وانتمائه لثقافة غربية غير إسلامية لم تكن سلبية  لدى والديّ فقد رحبالاثنان به لأنّه مسلم مثلنا ويعيش حياة إسلامية." و تعرف الشاب الألماني على سمر حينما رآها في إحدى المساجد العربية بالمدينة، فأعجب بها وخطبها من والدها الذي كان يرتاد نفس المسجد.

وتقول سمر في حوارها مع DW عربية إنها تقضي حياة سعيدة مع زوجها الألماني:" لا ينظر عمر إلي بتلك النظرة التي أراها في الشارع بوصفي لاجئة سورية بل كوني رفيقة حياته ودربه. لا شك أنّ هناك بعض الاختلافات بيننا وهذا أمر عادي جدا." الاختلافات في العقلية والثقافة أكد عليها زوجها عمر أيضا مبيناً:" أحاول دواما إقناعها بأهمية احترام المواعيد سيما منها الإدارية والاحتفاظ بكل المراسلات الإدارية ناهيك عن وضع برنامج يومي واضح المعالم."

بينما كان عمر يروي بعض قصص الاختلاف مع زوجته العربية التي تضايقه، كانت سمر تحدق به  بنظرات ثاقبة ثم قاطعته قائلة:" صحيح  كانت لدي بعض اللامبالاة بالأمور الإدارية، على إهمال الرسائل وعدم منحها أهمية كبيرة والذهاب إلى الإدارة دون موعد..." ويقول عمر بأنّ مثل هذه الأمور ستتعلمها بمرور الزمن. أما النقد الذي توجهه سمر في تصرف زوجها والذي تراه ألمانيا بامتياز كما تقول:" قلة الأصدقاء والتدقيق في الأشياء واحترام المواعيد حتى في لقائه مع أصدقائه فهو لا يتأخر دقيقة واحدة." كانت سمر تصف لنا تصرفات زوجها عمر مقارنة إياها بتصرفاتها التي تختلف بعض الشيء عنه ضاحكة ومؤكدة حاجتها إلى أصدقاء واللقاء بهم في البيت او في منازلهم، وهو ما يراه عمر بعين أخرى بالنسبة لسمر فقد اعتدات على الترتيباتوالتنسيق الاداري وضبط المواعيد، وباتت اليوم أفضل بوضعها كلاجئة سورية إلا أن زواجها من عمر لم يكن من أجل إقامة أفضل وتقول في هذا الشأن:" لم  أتزوجه من أجل  تحسين وضعي الإداري من لاجئة إلى مواطنة عادية، بل عمر أراد ذلك  لأكون فردا عاديا في المجتمع بعيدا عن العوائق والرقابة الإدارية المتواصلة. "

الحب يذيب الفوارق (صورة من الارشيف)

" أهلي لم يرحبوا بزواجي من سمر لأنها لاجئة سورية عربية ومسلمة. إنهم محافظون جدا. يرون أنّ اختلاف العقلية والحضارة سيكونان سببا في فشل علاقتي الزوجية مع سمر." ويضيف الشاب الوسيم يقول لنا ماسحا بيده على شعره الأشقر القصير وكأنه يشعر بالخجل من موقف أهله من اللاجئين السورين." إنهم ليسوا منفتحين عن الثقافات الأخرى فهم يعتقدون أن الوافدين الجدد يمثلون حملا ثقيلا على الدولة الألمانية." أما سمر فتتأسف لرفض أهل زوجها لها.

قصة سوسن الهاربة من أهلها!

سوسن (اسم مستعار) لشابة في مقتبل العمر تبلغ من العمر 20 ربعا تزوجت من صديقها سباستيان البالغ من العمر21 عاما لأنها حملت منه. تعرف الطرفان على بعضهما في مركز إيواء اللاجئين الذي كانت تقطنه الشابة الحلبية مع أهلها في الوقت الذي كان يعمل فيه سبستيان الشاب الأشقر متطوعا. نبأ الحمل لم يرق لأولياء سوسن التي إختارت الرحيل." قررت الرحيل عن أهلي لأنهم رفضوني لأني حامل ونعتوني بالعاهرة، لقد خفت من عقوبة والدي الذي علم بالنبأ فقررت الهروب." هذا ما قالته الشابة الحلبية في حديث حصري  مع DW عربية رافضة التقاط صور لها.

نينورتا باهنو (26 عاما) هي أول لاجئة تتوج بلقب "ملكة النبيذ" في ألمانيا، بعد أن حصلت على اللقب في مدينة ترير التاريخية القديمة. وذكرت باهنو السورية المسيحية الآرامية أن "منصبها الملكي" لا يتعلق فقط بالكرم والنبيذ، وقالت: "أريد أن أصبح سفيرة للاندماج والتعايش المشترك في بلدي الجديد". وفرت باهنو مع شقيقتها من سوريا إلى ألمانيا نهاية 2012.

يتم نقل احتفال وتتويج "ملكة النبيذ" على الهواء في محطات التلفزة المحلية. الملكة الحالية للنبيذ في ألمانيا لعام2015/ 2016 يوزيفينه شلومبيرغر (22 عاما) منحدرة من منطقة بادن وتنتمي لعائلة تنتج النبيذ.

وكانت روت باخروت أول "ملكة للنبيذ" محلية في ألمانيا. واختيرت روت في سنة 1931 "ملكة نبيذ" منطقة فالتس وكانت أول شخص يحصل على هذا اللقب الفخري المرتبط بمنتج في ألمانيا. أما في الوقت الحاضر فهنالك "ملكة الجعة" و"ملكة التفاح" و"ملكة النقانق" والكثير من "الملكات" الفخريات الأخريات.

بعد مجيء النازي إلى الحكم في ألمانيا حاول النظام استغلال المنصب الفخري في منطقة فالتس لصالح الدعاية النازية. وكان مصور محلي قريب من النظام يختار بنفسه المرأة المناسبة لحمل هذا اللقب، والتي تحمل مواصفات "المرأة النازية المثالية". (في الصورة غوستل هاوبتمان ملكة النبيذ لعام 1937)

يُجرى انتخاب "ملكة النبيذ" على مستوى ألمانيا ككل منذ سنة 1949. وهنالك حاليا 13 "ملكة نبيذ" محلية من المناطق الشهيرة بإنتاج النبيذ. وكان على "الملكة" سابقا أن تكون غير متزوجة وان تنتمي لعائلة تعمل بإنتاج النبيذ. لكن هذه الشروط ألغيت في سنة 2000 وأصبحت "العلاقة الواضحة والوثيقة مع النبيذ الألماني" هي الحاسمة في اختيار "الملكة".

في سنة 1950 بدأت مناطق أخرى في ألمانيا مشهورة بإنتاج النبيذ بتتويج "ملكة النبيذ" ولم يقتصر ذلك على منطقة فالتس، ففي منطقة فورتيمبيرغ حصلت مارتا كنوبلوخ ( يسار الصورة) على هذا اللقب، وتجلس بجوار مارتا الفائزة باللقب لسنة 2013 تيريسا أولكوس.

يتطلب من "ملكة النبيذ" القيام بالكثير من الأعمال الترويجية للنبيذ. وكان عليها أن ترتدي الملابس التقليدية الألمانية ولغاية عام 1981. في الصورة المايسترو الأمريكي الشهير ليونارد بيرنشتاين في سنة 1968 في مطار مدينة كولونيا وكانت في استقباله ملكة النبيذ في ألمانيا لذلك العام بقدح من النبيذ.

بعد اختيار "ملكات النبيذ" المحليات يُرسلن في نهاية شهر أيلول /سبتمبر إلى مدينة ماينتس ويتهيأن هناك للمنافسة على لقب "ملكة النبيذ" في ألمانيا. ويدخلن "الملكات" المحليات هناك دورات سريعة لمعرفة شروط وآداب وعمل "ملكة النبيذ" وتتضمن الدورات أيضا تعلم اللغة الانكليزية ومعرفة أسلوب التعامل والترويج "كملكة نبيذ" خارج ألمانيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل