المحتوى الرئيسى

واشنطن والتشدد في طهران يشكلان عائقا أمام إصلاحات روحاني

05/21 20:01

طهران – (أ ف ب):

بعد نشوة الانتصار، يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني عددا من التحديات وعلى رأسها عداء الولايات المتحدة ومعارضة المحافظين المتشددين لسياسة الإصلاح والانفتاح التي ينتهجها.

ولا تزال المؤسسة الإيرانية من التيار المحافظ الراسخ في البلاد- لا سيما في القضاء والحرس الثوري - تشكك بعمق في كلام روحاني عن الحريات المدنية وبناء علاقات مع الغرب.

ويقول الخبير في الشؤون الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمان ثيرم إن "المؤسسات غير المنتخبة ستحاول منع روحاني من تطبيق برنامجه الإصلاحي".

وأضاف "بالتالي، فإنه سيركز على الجانب الاقتصادي. وإذا تحسنت معيشة السكان فسيكون في وضع أقوى للدفع قدما بإصلاحات هيكلية للحقوق المدنية".

ولن تكون عملية تحسين الاقتصاد أمرا سهلا. ورغم الاتفاق النووي مع القوى العالمية، لا تزال واشنطن تفرض مجموعة من العقوبات التي تمنع البنوك العالمية والمستثمرين الأجانب من الاستثمار في ايران.

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي، وإن كان لم يعد يأتي على ذكر ذلك، لكنه لا يوفر فرصة لانتقاد ايران، وهو حاليا يقوم بزيارة الى السعودية، الخصم الإقليمي لايران. وقد وقع فيها صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار وصفت بأنها تستهدف "التأثير الإيراني السيء" في المنطقة.

ومع ذلك، فإن الحكومات الأوروبية والآسيوية عازمة على التمسك بالاتفاق النووي والاستفادة الكاملة من فرص الاستثمار المربحة في إيران.

وتشيد هذه الحكومات بفوز روحاني على المتشدد إبراهيم رئيسي الذي كان هدد بنهج أكثر صرامة في العلاقات مع الخارج.

وقال المستشار الدولي لهيئة الخصخصة الايرانية فريد دهديلاني بعد إعلان نتائج السبت ان "الكثير من المستثمرين الذين لم أسمع منهم منذ ثلاثة اشهر اتصلوا بي فجأة صباح السبت وبعضهم حجز تذاكره".

وأضاف أن "روحاني سيواصل بشكل أكثر فاعلية جدول أعماله الاقتصادي، الاستثمار في المصانع والإنتاج وامتصاص رأس المال الأجنبي. أعتقد أن حكومته ستكون أكثر شبابا ومرونة".

وسيكون من الصعب تحدي قوات الأمن التي تسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد.

وفشل روحاني خصوصا في الإفراج عن زعماء المعارضة المسجونين أو في منع اعتقال العديد من المواطنين الذين يحملون جنسية مزدوجة من أجهزة الاستخبارات التي تبقى خارج سيطرته.

ويخشى كثيرون من أن تكون فترة ولايته الثانية مشابهة للولاية الثانية للرئيس الأسبق محمد خاتمي في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما أحبطت المؤسسة المتشددة كل محاولة للإصلاح.

لكن روحاني، وهو من داخل النظام، قد يكون في وضع أفضل من سابقيه، كما يقول أستاذ السياسة فواد إيزادي من جامعة طهران.

ويضيف إيزادي "لقد برز روحاني كسياسي أكثر ذكاء من خاتمي".

ويتابع "كان جزءا من النظام لفترة كافية لمعرفة كيفية التحرك داخله. لكن خاتمي كان أكثر أيديولوجية، الأمر الذي قلص قدرته على إنجاز الأمور".

والأهم من ذلك أن نهج روحاني التكنوقراطي سمح له باختيار شخصيات محافظة مهمة مثل رئيس البرلمان علي لاريجاني.

ويقول ايزادي ان "التحالف مع لاريجاني كان مفيدا جدا لروحاني في الحصول على الوزراء والسياسات المعتمدة. وسيظل ذلك حاسما في ولايته الثانية".

ويبقى السؤال الكبير على المدى الطويل ما إذا سيكون لروحاني تأثير في صعود المرشد الأعلى المقبل بعد وفاة المرشد الحالي آية الله علي خامنئي.

ويقول إيزادي إن رئيسي الذي وصف بأنه خليفة محتمل، بات الآن خارج الدائرة.

ويضيف "ربما سيعود بعد أربعة اعوام. ولكن مع هذا النوع من الأداء يمكننا أن نطمئن إلى أن رئيسي لن يكون المرشد الأعلى المقبل. يجب أن يكون هناك تأييد شعبي للمرشد".

ولكن مع سيطرة المتشددين بقوة على مجلس الخبراء الذي سيختار المرشد المقبل، لن يكون لروحاني وحلفائه تأثير يذكر في مسالة الخلافة.

ومع ذلك، فقد أظهرت نتائج انتخابات نهاية الأسبوع دليلا واضحا على أن سكان إيران الشباب يدعمون رؤيته بالنسبة لمستقبل البلاد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل