المحتوى الرئيسى

رئيس حركة العدل والمساواة: مصر بلدنا الثاني ونريد حلا لمشكلة السودان

05/19 08:21

التقت "التحرير" بأحد أهم العناصر التي لعبت دورًا محوريًا في إيصال صوت وقضية دارفور، لتكون الرقم الأول في الإعلام العالمي والعربي، حيث بدأ بحركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد النور، قبل أن يغادره ويكون الرجل الثاني لخليل إبراهيم، مؤسس حركة العدل والمساواة، اختلف مؤخرًا مع إبراهيم وكون حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة مع رفاقه، وشارك في حوار الوثبة الذي دعا له الرئيس البشير، ثم قاطعه منتقدًا تزوير مخرجات حوار الوثبة، زار القاهرة مؤخرًا وعملت زيارته صيتًا واسعًا وسط الإعلام السوداني والمصري، قلبنا معه أوراق السياسة السودانية ومآلات قضية دارفور، إنه منصور أرباب، وكان لنا معه الحوار التالي:

كيف ترون علاقتكم مع مصر؟

نحن نتواصل مع الجميع في قضايا مختلفة لخدمة قضيتنا العادلة، نحن لن ولم ننقطع عن مصر وهو بلدنا الثاني، ومصر يهمها جدًا ما يجري بالسودان، وهي أيضًا معنية بلعب دور أساسي لإيجاد حل سياسي شامل وعادل ودائم، وهذا بالطبع يأتي من خلال التواصل والاستماع إلى أطراف المشكلة السودانية، وجئت إلى مصر العديد من المرات أحدها كانت مع الراحل الخليل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة في 2010، وكنا قد أتينا للقاهرة بعد أن إنسد الأفق في الدوحة للوصول إلى سلام حقيقي وبالفعل وصل الخليل إبراهيم، بعد انتهاء المفاوضات في مصر من ليبيا إلي دارفور، ولكن تم منعه، باستخدام الحدود التشادية من الدخول للإقليم، وعاد إلى ليبيا، والتواصل ظل موجودًا والثانية كانت منذ  شهور لإعادة فتح قنوات الاتصال بين مصر والحركات السودانية، في عهد الرئيس السيسي.

تعتبر من أهم أطراف درافور قربا للنظام المصري.. ما سر ذلك؟

تواصلت مع المصريين في معظم اللقاءات والتفاوضات بين الحركات الدارفورية والقاهرة، بدءًا من المفاوضات بين التجمع الوطني الديمقراطي وبين البشير في القاهرة، في 2005، وكنت جزءًا من الحركات بهذا التجمع الوطني الديمقراطي، كرئيسًا وممثلاً لها، وصولاً إلى المفاوضات بين الخليل إبراهيم ومبارك، ولم تتغير رؤية مصر في حل القضية السودانية بشكل سلمي، وكانت الحركة تقدر ذلك، ووقتها كانت المعارضة السودانية دورها فعال بالقاهرة.

ما هي طبيعة علاقاتكم مع المجتمع الدولي والإقليمي ومع دول الجوار السوداني؟

نحن نتعامل مع العالم في إطار القضية السودانية وإيجاد الحلول النهائية لها بشكل مفتوح، وندير علاقاتنا بحرفية عالية، مستفيدين من تواصلنا الإيجابي مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي ونسخر هذه العلاقات لصالح الشعب السوداني الذي عانى كثيرًا من النظام الحاكم، كما عانى جيران السودان من هذا النظام، والجميع ينتظر تأسيس نظام ديمقراطي مستقر، وأكيد ستؤتي ثمار علاقاتنا هذه لمصلحة الشعب السوداني في القريب العاجل وفي المستقبل البعيد أيضًا.

وهل تمارس عليكم بعض الضغوط للتوقيع على إتفاق سلام؟

بالطبع نحن نتواصل مع محيطنا الإقليمي والدولي ونلتقي بكثيرين يشجعوننا ويذكروننا بحاجة السودان إلى استقرار وسلام ونحن نتفق معهم نحن الأكثر حوجة للاستقرار، وأن تمارس جماهيرنا حياتها الطبيعية بعيدًا عن الإرهاب والقتل والتشريد والاغتصاب، ولكن لا يوجد أي سلام حقيقي.

ما أسباب الانقسامات المتتالية لحركات دارفور.. وهل هنالك وحدة متوقعة في ظل المعطيات الحالية؟

نحن لسنا حركات دارفور، بل نحن حركات سودانية بأسماءنا المختلفة هذا جانب، ومن جانب آخر الانقسام في صفوف المعارضة أسبابها كثيرة، منها أسباب داخلية لهذه التنظيمات نتيجة لقمع داخلي، استبداد، فساد، قبلية وعشائرية، غياب رؤية سياسية واضحة، انكفائية قيادة، عدم تأهيل كافي.. إلخ.. وهناك عوامل أخرى مثل الرغبة من بعض القادة في عمل تسوية أو صفقة سياسية، وأحيانًا في إطار الصفقات يجبر بعض القادة لمغادرة تنظيماتهم وعوامل أخرى أيضًا تتمثل في التنافس في الحصول على الوظائف، أنا أستطيع أن أقول لا مناص ولا مفر ولا خيار آخر سوى الوحدة التي توصلنا إلى الهدف الذي ننشده، مهما يدعي الآخرون، ومهما ندعي نحن ونتفاخر بقوة منظوماتنا، نحن ضعفاء في حال تفرقنا، ومهما تترائى منظوماتنا ضعيفة، فنحن أقوياء في حال توحدنا. 

ولكن ألا تعتقد أنَّ إنقسام الحركات في دارفور أضعف موقف المعارضة السودانية وخاصة في دارفور؟

بالتأكيد أنَّ أي تفكك في صفوف المعارضة هو في مصلحة نظام البشير، ويضعف المعارضة ومشروع التغييرعمومًا، ونحن في العدل والمساواة الجديدة لدينا رؤية مكتملة لعمل موحد، ومارسنا النقد والنقد الذاتي، والآن نقود عملية إصلاح شامل، وعلى اتصال بكثيرين من أجل عمل هذه الوحدة للمعارضة السودانية والتقدم نحو الهدف.

ما دوافع مشاركتكم في عملية الحوار الوطني المعروف بحوار الوثبة؟

فلسفتنا كانت ترتكز على أنّ السودان عانى كثيرًا من الحروب وبحاجة الى سلام عادل وشامل ودائم واستقرار، وهذا لن يتحقق الّا أن تُخاطَب جذور المشكلة السودانية ومن كافة القوى الثورية والسياسية التي تمثل الشعب السوداني، وإيجاد الحلول الناجعة لهذه المشاكل التي أقعدت السودان منذ الاستقلال وحتى الآن، وكذلك كنا نمثل الصوت الحقيقي والقوي والجاد للهامش السوداني الذي تم تغييبه منذ الاستقلال إلى الآن، ولم يشارك الهامش في صناعة القرار ولا رسم السياسات الاستراتيجية كل هذه الفترة، كما أنّ الحركة كانت بحاجة إلى منبر تطرح فيه رؤيتها في كثير من القضايا، منها ما طرح في عملية الحوار الوطني، كما أنَّ الحركة كانت بحاجة للاستماع إلى آراء القوى السياسية الأخرى، فلسفتنا أيضاً كانت لتعضيد مبدأ إيجاد حلول لمشاكل السودان بالطرق السلمية ومنها كانت الحوار، وفوق كل ذلك كنا وما زلنا نبحث عن استقرار للسودان، ونبحث عن دولة المواطنة المتساوية، نبحث عن دولة القانون، نبحث عن دولة لا تفرِّق بين مواطنيها، ونبحث عن استقرار وأمان وسلام للسودان والسودانيين، وصحيح أننا اكتشفنا بعد مشاركتنا في عملية الحوار، بأنّ هذا الحوار تم تزييفه والاعتداء على مخرجاتها الحقيقية ولم نتفاجأ أبدًا من ذلك، لما عهدناه من نظام البشير من براعة في عمليات التزوير ونقض العهود والمواثيق، فالحوار كان أكبر أُكذوبة وتمت فيه أكبر عمليات التزوير والفساد السياسي، وكسب نظام البشير الوقت وأفرغ من خلاله حماس القوى السياسية المعارضة وجعلهم يعيشوا في أحلام والانتظار الطويل لتطبيق مخرجات الحوار المعتدى عليها والتي تم تزويرها بواسطة نظام البشير، كما جرت تسويات وتفاهمات على مخرجات الحوار بين نظام البشير وبعض من القوى السياسية بكل أسف وضاعت فرصة أخرى على السودانيين.

وما هي الفوائد التي جنتها الحركة من مشاركتها في الحوار؟

الفائدة التي جنتها الحركة من مشاركتها في عملية الحوار، أنها حققت الكثير من أهدافها التي من أجلها شاركت في عملية الحوار، خاطبت الحركة جماهيرها بصورة مباشرة وملَّكت الحركة رؤيتها السياسية لجماهيرها وخاطبت المتحاورين من القوى السياسية، والتقت وفد الحركة بعدد من قادة القوى السياسية والشباب والطلاب والإدارات الأهلية وقادة الرأي ومنظمات المجتمع المدني، كما وقعت الحركة عدد من مذكرات التفاهم مع عدد من الأحزاب، كما استقت الحركة وعن قرب موقف النظام من قضايا كثيرة خاصة قضايا التحول الديمقراطي وإحلال السلام العادل والشامل، وهذا ساعدنا جدًا من اتخاذ القرارات الاستراتيجية ورسم ملامح مستقبل الحركة، وأثبتت الحركة جديتها وقوتها في طرحها، وأكدت أنها أمينة على حقوق المهمشين، وتحدّث الكثيرون عن الحركة وقوة منطقها وحجتها فيما طرحتها من قضايا.

هل ندمتم على مشاركتكم بالحوار الوطني؟.. وهل مثل خسارة للحركة؟

العمل السياسي وخاصة الثوري منه يغلب عليه روح المغامرة، وأخذنا دروسًا مهمة من عملية الحوار، المبدأ لدينا أن نجد حلول ناجحة ودائمة لمشاكل السودان، أما ما فقدته الحركة من مشاركتها في عملية الحوار، لا أعتقد فقدنا شيئاً يذكر إذا استثنينا بعض الانتقادات التي وصلت حد الاتهامات الجوفاء ذات الغرض تجاه الحركة، من المشاركة في عملية الحوار، وحاولوا أن يضعوا مصداقية الحركة في محك ولكن مع الوقت الجميع الآن على قناعة بصحة تجربتنا في عملية الحوار الوطني، وهي بالطبع تجربة بشرية وكانت فيها الكثير جدًا من النجاح.

كيف ترى تعيين بكري حسن صالح رئيسا للوزراء في السودان؟ وكأحد مخرجات الحوار الوطني؟  

موضوع رئيس مجلس وزراء يتولاه شخص من نظام البشير أمر مضحك مبكي طبعًا، وكأننا "لا رحنا ولا جينا"، وهذا ضحك على الذين تحاوروا ولا يزالوا متمسكين بما يسمى بالحوار الوطني ومخرجاته المضروبة، الشعب السوداني ليس بحاجة لمنصب جديد يتم تصميمه للمؤتمر الوطني ويتولاه من منتسبي نظام البشير، الشعب السوداني ينتظر حلولًا جذرية لمشاكل السودان، وحلولًا تخاطب حياته اليومية، يحس بالأمن والأمان والاستقرار، يعيش في دولة مواطنية متساوية ليس فيها تمييز، يمارس حياته السياسية بحرية وفي بيئة ديمقراطية، يتمتع بتنمية متساوية، حلولًا تنهي حالة الحرب التي يختلقها ويمولها نظام البشير، حلولًا تنهي ظاهرة اللجوء والنزوح، ويسترد الدولة السودانية التي سرقتها العصبة الحاكمة الآن وليس خلق المزيد من المناصب لنظام البشير. 

ما هو السيناريو القادم حال عدم استجابة الحكومة السودانية للحل السلمي؟

ليس من السهل أن تصل المعارضة إلى سلام حقيقي مع النظام الحالي في السودان، الشعب السوداني كله معني بالمساهمة في إيجاد حل دائم للمشكلة السودانية التي أقعدت السودان كل هذه الفترة، ولم تكن هناك أي سلام حقيقي ولا استقرار، والمعنيين بصناعة السلام هم السودانيين بكافة انتماءاتهم الثورية والسياسية والحزبية، وأن يجلسوا وهم في قمة إحساسهم بالانتماء إلى هذا الوطن العملاق الغني بثرواته البشرية والمعدنية والزراعية والأراضي الخصبة، إذا لم يهتم الجميع بإيجاد حل دائم في السودان، علينا جميعًا أن نستعد لمرحلة تفكك السودان إلى دويلات، خلاصة القول: إن نظام البشير وضع السودانيين أمام أمرين أحلاهما مُر، إما أن يكونوا تحت عباءة نظامهم البائد، أو أن يأخذ كل من يستطيع مساحة جغرافية ويعلن عن دولته، وهذا لا يضير النظام في السودان بكل أسف، في حال غياب الحلول السياسية الشاملة التي تخاطب جذور المشكلة السودانية لفترة أطول من هذا، ستكون النهاية ربما كارثية على السودانيين،  لذلك المطلوب من الأطراف السودانية ودول الجوار السوداني والمحيط الإقليمي والدولي ببذل المزيد من الجهد لإيجاد حل شامل ودائم وعادل في السودان لننعم جميعًا بالاستقرار.

كيف ترى إطلاق البشير سراح أسرى الحركات المعارضة؟

في البداية، التحية لهؤلاء الأسرى وأنا أقصد هنا الأسرى الثوار الذين تم أسرهم بواسطة نظام البشير، التحية لهم لصبرهم على بقاءهم في زنازين النظام لمدد متفاوتة، ولصمودهم أمام استفزازات وتهديدات النظام، وممارسة التهديد والإرهاب ضدهم بإصدار أحكام الإعدام الجائرة التي لا تمت لأي قانون ولا شرع في هذا الكون، وكذلك أحييهم لتحملهم صعاب حياة الأّسر والبعد عن الأهل والانقطاع عن العالم، حقيقة مهما أقول قد لا أوفي بالوصف ما لاقوه من معاناة وتعذيب جسدي ونفسي ومعنوي في سجون النظام المختلفة، أهنئهم على انتزاع حريتهم وأتمنى لهم حياة كريمة  مع أسرهم، قراءتي للخطوة، طبعًا حسب متابعتنا لعملية إطلاق سراح أسرى عملية الذراع الطويل، هذه العملية أخذت فترة طويلة جدًا وتم في مراحل مختلفة وبأطراف متعددة، منها بعض من الأسرى تولوا عملية التفاوض مع نظام البشير بأنفسهم من داخل غرف سجانيهم، وهذا التفاوض كلَّف الحركة وأصاب وحدتها في مقتل، وتعرضت الحركة من العام 2013 إلى العام 2015 لهزات عنيفة جراء هذا التفاوض الداخلي بين بعض الأسرى الذين يمسكون بمفاتيح التواصل مع القيادة السابقة للحركة وبين النظام.

هل خطوة إطلاق الأسرى يمكن البناء عليها في مستقبل المفاوضات مع النظام؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل