المحتوى الرئيسى

«منطقة شيعية تمتد من إيران حتى البحر المتوسط».. ما وراء حلم «البدر الشيعي» - ساسة بوست

05/18 22:41

منذ 1 دقيقة، 18 مايو,2017

«البدر الشيعي بديلًا للهلال الشيعي» ، هذا هو آخر ما أدلى به قيس الخزعلي زعيم أبرز مليشيا منضوية تحت لواء الحشد الشعبي، وهي مليشيا عصائب أهل الحق في كلمة أمام تجمع من أنصاره في التاسع من يونيو (حزيران) الجاري.

ووفقا لزعيم مليشيا «عصائب أهل الحق» في العراق، فإن منظمته ماضية في مشروع تكوين ما سماه البدر الشيعي وليس الهلال الشيعي.

وقال الخزعلي إنه مع ظهور من سماه «صاحب الزمان»، وهو الإمام الثاني عشر الغائب عند الشيعة وهو الإمام المهدي، فإن قواتهم عندئذ ستكون قد التحمت بالحرس الثوري في إيران وحزب الله في لبنان وأنصار الله (جماعة الحوثي) في اليمن وعصائب أهل الحق وإخوانهم في سوريا والعراق على حد قوله، ليشكلوا منطقة شيعية واسعة تمتد من إيران حتى البحر الأبيض المتوسط.

ولدت حركة عصائب أهل الحق من رحم التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، فجميع مؤسسيها وقادتها كانوا كوادر في التيار الصدري لكنهم انشقوا عنه وأسسوا منظمة خاصة بهم كان هدفها «مقاومة الاحتلال الأمريكي» وأعلنوا مسؤوليتهم عن ستة آلاف هجوم على القوات الأمريكية والعراقية على حد زعمهم.

انشق الخزعلي عن جيش المهدي التابع للتيار الصدري عام 2004 أي بعد عام من الغزو الأمريكي لينشئ حركة خاصة به، وعند توقف القتال بعد توقيع جيش المهدي اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة العراقية والجيش الأمريكي، استمر الخزعلي بإعطاء أوامره بالاستمرار في القتال دون الرجوع للصدر فكانت هذه الحالة بداية الانشقاق الفعلي عن جيش المهدي.

يقدر عدد مقاتلي مليشيا العصائب التي أسسها عدد من طلاب الحوزة الدينية بينهم الأمين العام قيس الخزعلي ونائبه أكرم الكعبي بنحو عشرة آلاف مقاتل، بعدما كان عددهم لا يتجاوز ثلاثة آلاف عام 2007 على أكثر تقدير.

عصائب أهل الحق والحشد الشعبي

بعد سقوط الموصل -ثانية كبريات المدن العراقية- وسيطرة «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» على مدن بأكملها خلال أيام قليلة في يونيو (حزيران) 2014، أصدر المرجع الديني الشيعي آية الله علي السيستاني في 16 يونيو (حزيران) 2014 فتوى تدعو كل من يستطيع حمل السلاح إلى التطوع في القوات الأمنية لقتال مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية»، وتجيز التعبئة الشعبية لدرء خطر هذا التنظيم، وهو ما وصف فقهيا حينها بـ«الجهاد الكفائي» وأسست إثر ذلك لجنة أطلق عليها «وحدات الحشد الشعبي» انبثقت عن مكتب رئيس الوزراء.

يقول كريم النوري المتحدث باسم الحشد الشعبي إن الحشد يضم في تشكيلاته فصائل متعددة كمنظمة بدر التي تشارك بنحو 24 ألف مقاتل، وقوات كتائب حزب الله العراقي تشارك بأكثر من ثمانية آلاف مقاتل، ويبلغ عدد جنود «سرايا السلام» نحو ستة آلاف مقاتل، بينما تساهم «عصائب أهل الحق» بعشرة آلاف مقاتل.

تقنين وضع المليشيات ومن بينها العصائب

في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2016، أصدر البرلمان العراقي قانونًا جديدًا يقنن بموجبه وضع قوات الحشد الشعبي، والتي تعد عصائب أهل الحق إحدى أبرز مكوناتها وهو ما أثار جدلًا واسعًا بشأن وضع هذه القوات تحديدًا ضمن القوات المسلحة في العراق، خاصًة أنها اتهمت في غير مرة بارتكاب انتهاكات طائفية وعمليات خطف.

وبموجب القانون الجديد، تعد فصائل الحشد الشعبي كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات باعتبارها قوة رديفة وساندة للقوات الأمنية ولها الحق في الحفاظ على هويتها ما دام ذلك لا يشكل تهديدًا للأمن الوطني العراقي، ولم يتطرق القانون إلى ماهية الحشد الشعبي ووجوده في حال اكتمال تحرير الأراضي العراقية.

عصائب أهل الحق وانتهاك حقوق الإنسان في العراق

في تقريرين منفصلين لها، أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى الانتهاكات الممنهجة التي تضطلع بها المليشيات العراقية ومنها عصائب أهل الحق، ففي عام 2015 نشرت هيومن رايتس ووتش دلائل تشير فيها إلى الأعمال التخريبية التي انتهجتها المليشيات ومنها العصائب في تدمير البنى التحتية والمنازل في مدينة تكريت العراقية بعيد استعادتها من تنظيم الدولة «داعش».

وفي تقرير آخر قالت لمى فقيه، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: «في غياب أي هدف عسكري مشروع، لا يوجد مبرر لتدمير منازل المدنيين. كلّ ما يتسبب فيه هذا التدمير هو منع المدنيين من العودة إلى ديارهم».

ووثقت هيومن رايتس ووتش أعمال نهب وهدم واسعة للبنايات باستخدام متفجرات ومعدات ثقيلة والحرق العمد في ثلاث قرى، حيث تحققت المنظمة من شهادات الشهود حول أعمال الهدم التي حصلت بين أواخر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2016 ومطلع فبراير (شباط) من عام 2017  بصور للقمر الصناعي أظهرت تدمير ما لا يقل عن 350 بناية، من بينها المسجد الرئيسي في قرية أشوا فضلًا عن أبنية أخرى في قرية مشيريفة الجسر وقرية خويتيله وكل هذه القرى تقع في جنوب غرب الموصل.

صور  من الأقمار الصناعية تظهر قرية مشيريفة الجسر، العراق، بعد هدم المباني  (نقلا عن موقع هيومن رايتس ووتش)

وسبق أن أصدر الخزعلي تصريحات أثارت جدلًا واسعًا خصوصًا فيما يتعلق منها بمعركة تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، والتي قال الخزعلي عنها «ستكون انتقاما وثأرًا من قتلة الحسين، لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد».

وتشارك قوات الحشد الشعبي حاليًا في معركة الموصل، وكانت قد شاركت في عمليات القوات العراقية السابقة لاستعادة مناطق أخرى في غربي العراق ووسطه من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل