المحتوى الرئيسى

أصحاب مشروعات التخرج يعلنون التحدى: لن نفرط فى أحلامنا

05/18 10:30

فى السنوات الأخيرة من الدراسة يبدو مشروع التخرج أحد أمرين، إما «كابوس» يتمنى الطالب أن ينتهى منه، ويحصل على الدرجة المأمولة ويتخرج، ويبدأ حياة عملية، غالباً ما تكون منقطعة الصلة بالمشروع، أو أن يكون مشروع التخرج بادرة أمل، وبداية مميزة مع الحياة العملية التى سيدشنها بعد سنوات الدراسة، وبادرة أمل لتحويل المشروع إلى لبنة لابتكار أو اختراع يستحق أن يكون مشروعاً قومياً جديراً بالتطبيق والاهتمام.

«الوطن» استضافت مجموعة متميزة من شباب الجامعات الحكومية فى سنوات الدراسة الأخيرة، ممن يسيطر عليهم «شبح» مشروع التخرج، الذى يظل يطارد الطلاب لحين الحصول على شهادة التخرج، ونعرض هنا نماذج لمشروعات تخرج لطلاب يتمنون ألا ينتهى مشوار معاناتهم فى تحمل التكاليف المادية لتنفيذ المشروع، والتوصل لفكرة مبتكرة إلى مجرد نموذج لبحث حبيس مخازن الجامعة.

وحضر اللقاء: محمد عادل، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة القاهرة.

رضوى إبراهيم، طالبة بالفرقة الرابعة كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

توفيق محمود بالفرقة الرابعة كلية الهندسة قسم كهرباء بجامعة القاهرة.

عبدالله محمد اليمانى رئيس فريق مشروع تخرج بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة.

أشرف محمد هشام كلية الحاسبات قسم علوم حاسب جامعة المنصورة.

«الوطن» تستضيف «علماء المستقبل»: الموازنة بين الدراسة ومتابعة «المشروع» أبرز التحديات

«عبدالله»: صممنا نظام أمان للسيارات من خلال ربطها بالهواتف الذكية وهدفنا تقليل حوادث السرقة.. والشركات يمكنها بيعه للزبائن بـ1800 جنيه

■ «الوطن»: بداية نريد التعرف على أفكار مشروعات التخرج؟

- محمد: أعمل ضمن فريق من طلاب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة القاهرة فى مشروع التخرج وتوصلنا لتصميم جهاز حماية كهربية، مسئول عن حماية الأجهزة الكهربية بالمصانع والمنازل ومحطات الكهرباء، من خلال عمل حلقة وصل بين المستشعرات التى ترصد زيادة الأحمال الكهربية أو انخفاض الجهد الكهربى وإعطاء إنذار لفصل التيار الكهربى آلياً دون تدخل بشرى للحفاظ على الأجهزة أو المحولات من الاحتراق، ولحماية الشبكة القومية للكهرباء، وتتضمن خصائص الجهاز الحماية من ارتفاع وانخفاض الفولت الكهربى، ارتفاع وانخفاض التيار، فى حال تأثر أبراج النقل الكهربى بالسقوط أو غيره، ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها، وتصبح الحاجة ضرورية لهذا الجهاز فى أوقات ارتفاع الاستهلاك خلال فصل الصيف، واستطاع مشروع التخرج أن يتوصل لتصنيع هذا الجهاز بمكونات محلية بتكلفة لا تزيد على 80 دولاراً، فى حين أن الجهاز نستورده حالياً بـ800 دولار من ألمانيا وأمريكا وكوريا واليابان والهند والصين، واستطعنا تصميم نموذج أولى للجهاز خلال 6 أشهر، بمساعدة معامل كلية الهندسة جامعة القاهرة، ويؤدى الجهاز المحلى نفس الوظائف للجهاز المستورد وأكثر منها بقليل، ويمكن لمصانع مثل بنها للإلكترونيات أو الهيئة العربية للتصنيع أن تساعد فى التجميع المحلى لهذا الجهاز دون الاستعانة باستيراده، وفى حال إنتاجه بكميات أكبر ستقل تكلفته عن 80 دولاراً بكثير، ويمكننا أيضاً تصديره فى حال الاكتفاء المحلى من التصنيع، ومشروع التخرج جاهز للتقييم من المنظمات العالمية، مثل منظمة «IEC»، ليستطيع الحصول على رخصة بالبيع محلياً ودولياً، فمثلاً محطات الكهرباء تستعين بأجهزة الوقاية داخل غرف التحكم أو المحطات بشرائها من شركات عالمية بتكلفة تصل إلى 5 ملايين جنيه، فى حين يمكننا تصنيعه محلياً من خلال مشروع التخرج بنحو 10 آلاف جنيه.

- رضوى: بدأت الفكرة بتكليف من الدكتورة أمانى الحسينى رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان للبحث عن فكرة لمشروع التخرج بهدف توعية المجتمع وتغيير السلوكيات، وبعد التفكير فى أكثر من فكرة اقترح زميل لنا تصميم حملة تساعد الأفراد على إنجاز بعض المهام المنزلية أو الشخصية دون الاستعانة بأشخاص آخرين، أى تطبيق خدمة «اخدم نفسك بنفسك»، خاصة فى ظل انتشار استغلال البعض من الشركات للمواطنين بزيادة أسعار تقديم خدمات إصلاح بعض مهام المنزل أو السيارات، وبدأ الفريق فى تصميم صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» اسمها «صلحها»، تهدف لتشجيع وتعليم الأفراد الاعتماد على النفس لتصليح بعض الأعطال فى المنزل أو السيارات بنشر مقاطع مصورة تساهم فى شرح كيفية التصليح بخطوات بسيطة، عقب تدشين الصفحة بفترة قليلة فوجئنا بعدد كبير من الإعجاب للصفحة وصل إلى أكثر من 35 ألفاً، ومشاركة للفيديوهات وصلت للملايين، والتعليقات معظمها إيجابية، ما يوضح مدى تأثير الحملة فى الأفراد، وتحقيق جزء من هدفها بنشر التوعية بالاعتماد على النفس وتصليح بعض المهام دون الاعتماد على الغير، تحت شعار «أنا مش عايز صنايعى هعمل ده بنفسى»، ونتمنى أن تهتم وزارة التربية والتعليم بمناهج تعليم الاعتماد على النفس فى تصليح الأعطال، وهى مناهج تدرس عالمياً للأطفال، ولم يعد التعليم المصرى يهتم بذلك.

طالب «هندسة»: سنلجأ لـ«الشباك الأخضر» لتفعيل المشروع وأتمنى أن أجد التسهيلات اللازمة لتطبيقه

- توفيق: مشروعنا عبارة عن تحويل أى سيارة للعمل بالكهرباء والخلايا الشمسية بديلاً عن استخدام السولار لتشغيل السيارة، بخاصة مع زيادة أسعار الوقود ونضوبه مستقبلاً، وبدأنا فى الاستعانة بسيارة صغيرة وفرتها لنا جامعة القاهرة، بعد مجهودات المشرفين على المشروع، الدكتور مهاب هلودة، والدكتور هيثم ياسين بقسم القوى الكهربية بالتواصل مع الجامعة والحصول على موافقة الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة لتخصيص سيارة صغيرة لإجراء التجارب عليها، ولولا هذه المجهودات التى تعكس اهتمام الكلية بمشروعات تخرج طلابها لما استطعنا بالفعل إجراء التجربة على السيارة واستطاعت العمل دون وقود من خلال الكهرباء، وخلايا شمسية موجودة على سطح السيارة الصغيرة، واستطاع فريق مشروع التخرج، المكون من 10 أفراد، شحن السيارة من مقبس الكهرباء العادى، أى إنه يمكن شحن السيارة فى الجراج العادى بمجرد وجود مفتاح كهرباء بقدرة 220 فولت، وليس مقبس كهرباء مخصصاً، كما أن الخلايا الشمسية تساعد على توفير الطاقة للسيارة خلال ساعات النهار بمجرد مرور السيارة تحت أشعة الشمس، ما يوفر الطاقة للسير بالسيارة لعدد ساعات أطول، كما أن تفريغ السيارة من أماكن مخازن الوقود والموتور التقليدى، والبطارية يمكن أن يقلل وزن السيارة، ويستطيع مشروع التخرج أن يساهم فى سير السيارة لمسافة 100 كيلو فى الشحنة الواحدة دون الاعتماد على وقود تقليدى، بسرعة 30 كيلومتراً فى الساعة، ويمكن تطبيق مشروع التخرج على سيارات أكبر إلا أن التكلفة ستكون أعلى، فتكلفة تحويل السيارة الصغيرة وصلت إلى 20 ألف جنيه، إلا أن هذه التكلفة اقتصادية مقارنة بتكلفة توفير الوقود، وتحسين البيئة المحيطة، ومعظم التكلفة تتركز فى شراء البطاريات والخلايا الشمسية ذات كفاءة عالية، لو بدأنا فى تطبيق وتعميم هذا المشروع يمكننا تقليل تكلفة الاعتماد على الوقود التقليدى، ويزيد العمر الافتراضى للسيارة، فى ظل ارتفاع أسعار السيارات، لتجنب اعتمادنا على الأجزاء الميكانيكية للسيارة فى حال تحويلها لنظام العمل بالكهرباء أو بالطاقة الشمسية.

طالب «علوم حاسب»: بدأت فعلياً إنشاء شركة صغيرة لتسويق مشروعى.. وتواصلت مع منظمة أهلية مصرية لدعمه

- عبدالله محمد اليمانى: يتكون فريق مشروع التخرج من 9 طلاب، وهو عبارة عن نظام أمان للسيارات من خلال ربط الهواتف الذكية بالسيارات، فى محاولة لتقليل حوادث سرقة السيارات، فى مصر، ويعتمد المشروع على تصميم نظام ذكى من خلال مستشعرات على باب السيارة بنظام «أر إف أى دى»، وهو موجات راديو تستطيع قراءة كروت تعريفية موجودة بالهاتف الذكى لصاحب السيارة، لن يسمح بفتح السيارة إلا للشخص المعرف بنظام الأمان، الذى يمتلك كود تعريف «أى دى»، وفى حال اقتحام شخص ما للسيارة واختراقه لكود التعريف يوجد داخل السيارة نظام يسمى «الترا سونيك» يرسل إشارة للكاميرا الموجودة داخل السيارة لتستطيع تحديد وجه الشخص المقتحم للسيارة، فى حال اختلافه عن وجه قائد السيارة الأصلى المعرف بالبرنامج يقوم النظام آلياً بإرسال صورة فورية له على الهاتف الشخصى لصاحب السيارة، وهو نظام مبتكر من قبل مشروع التخرج وغير موجود حتى الآن فى أى نظام أمان حالى فى مصر، وفى حال نجاح مقتحم السيارة فى الهروب بها، يحدد نظام الأمان من خلال «جى بى إس»، برنامج تحديد المواقع، موقع السيارة فورياً وإرساله لهاتف صاحب السيارة. واستطاع المشروع إضافة ميزة أخرى لنظام الأمان بالتحكم عن بعد فى السيارة فى حال سرقتها بإيقاف عملها نهائياً عن بعد، من خلال تحكم صاحب السيارة وإعطائه أمراً بإيقاف تشغيل السيارة بمجرد الضغط على زر بالهاتف الذكى، فتبدأ آلياً فى تحديد موقعها على الطريق، ففى حال سيرها فى طريق سريع تبدأ السيارة فى إظهار إشارات الإنذار للتوقف ببطء حتى تتوقف نهائياً عن التشغيل دون تحكم من قائد السيارة المقتحم، وهذه الميزة يمكن تشغيلها فى السيارات الحديثة المزودة بالكهرباء، ويحوى نظام الأمان ما يسمى بـ«جى إس إم» الذى يستطيع إرسال واستقبال البيانات إلكترونياً مع الهاتف الذكى لصاحب السيارة حتى وإن كان الهاتف خارج نطاق تغطية شبكة الإنترنت، وذلك بتزويد الهاتف الذكى بشريحة صغيرة، تشبه شريحة اتصال الهاتف، تسهل عملية التواصل عن بعد، حتى ولو بمسافات بعيدة بين السيارة وصاحبها، وفى حال فقدان صاحب السيارة الهاتف الذكى يوفر نظام الأمان التواصل مع هاتف بديل يختاره صاحب السيارة، وصممنا تطبيقاً للهواتف الذكية خصيصاً لمشروع التخرج باسم «Car Security»، كما يمكن لصاحب السيارة متابعة السيارة من خلال موقع إلكترونى، ويمكن لشركات السيارات الاستفادة من هذا المشروع وبيعه للمستهلكين بسعر يصل إلى 1800 جنيه، وهو سعر أقل بكثير من أنظمة الأمان التى تباع حالياً.

«محمد» طالب بـ«هندسة القاهرة»: فريقى صمم جهازاً لحماية الأجهزة الكهربية بالمصانع والمنازل والشبكات.. وتكلفته بلغت 80 دولاراً فقط

- أشرف محمد هشام: يرتكز مشروع التخرج على التعرف على الحركات والأداء للأنشطة المختلفة باستخدام جهاز متخصص، يجمع بين المشاركة بين المتعلمين والتعلم الذاتى لعدد من المهارات والرياضات بالمنزل دون الاعتماد على مدرب، كما يمكنه أداء مهام الحكم الرياضى فى المسابقات الدولية، ويوجد للمنتج تطبيق طبى من خلال فحص سلامة الأشخاص نفسياً وعصبياً، وتنظيم نظام علاج طبيعى متكامل من المنزل لتوفير الوقت والجهد الذى يمكن إنفاقه باستخدام الوسائل الأخرى، فمثلاً الأجهزة الطبية التى تعتمد على نظام الخبير الذى يساعد فى تحديد الأمراض بمجرد إدخال بيانات المريض بالأعراض تصل تكلفتها إلى 50 مليون جنيه، فى حين يقدمها المنتج بمشروع التخرج مجاناً، لاعتماده على مجهود ذهنى للطلبة المشاركين بالمشروع فى تصميم هذا المنتج الذى يعتمد على التزود الآلى للمعلومات التى يمكن جمعها من الطبيب وباستخدام الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا حديثة غير منتشرة فى مصر، يمكن تحقيق نفس دور الأجهزة الطبية. وكل ما احتاجه الفريق عبارة عن جهاز حاسب آلى متصل بالإنترنت، وشجعنا الدكتور محمد الدسوقى، المشرف على مشروع التخرج، على التقدم لتسجيل مشروع التخرج ليكون براءة اختراع بأكاديمية البحث العلمى، ونعمد لنشر نتائج المشروع فى ورقة بحثية بإحدى المجلات العلمية.

■ «الوطن»: ما أهم التحديات التى واجهتكم لتنفيذ مشروع التخرج المتميز؟

- محمد: من أبرز التحديات هو الموازنة بين الدراسة التى تحتاج للتركيز والاستذكار الدائم، وبين إنجاز مشروع تخرج متميز، بجانب توفير المكونات المتعلقة بالمشروع، رغم أن هناك بعض المواد المستخدمة فى المشروع توفرها لنا الكلية إلا أن هناك مواد أخرى يصعب توفيرها حتى باللجوء للاستيراد لحظر دخولها البلاد من المطار أو الميناء، ويحتاج الطالب بمشروع التخرج للمتابعة الدورية من المشرف، وتوفير الدعم الفنى اللازم، بخاصة أننا لجأنا لتعلم بعض الدورات التدريبية من الصفر ليمكننا التعامل والتطبيق داخل مشروع التخرج، لذا يفضل أن يكون هناك تقييم من الطلاب لأداء أستاذ الجامعة للمساعدة على رقابة وتحسين الأداء داخل الكلية.

- رضوى: واجهتنا بعض المشاكل فى التعامل مع الجمهور الرافض لملء استمارات الاستطلاع للتعرف من خلالها على موضوع يمكن اختياره لمشروع التخرج، فالبعض رفض التعامل نهائياً معنا، ومن بين التحديات الأخرى تصميم المشرف على المشروع فى تطبيقه داخل نطاق محدد وهو التعامل المنزلى، رغم رغبة الفريق فى توسيع الاستفادة من المشروع وإشراك وزارة التربية والتعليم وعقد لقاءات مع المسئولين بالوزارة إلا أن الكلية رفضت ذلك.

«أشرف»: مشروعنا عبارة عن جهاز للمشاركة بين المتعلمين والتعلم الذاتى لعدد من المهارات والرياضات بالمنزل دون الاعتماد على مدرب

- توفيق: كانت أولى المشكلات هى الدعم المادى، الذى دفعنا لتغيير خطة مشروع التخرج، مثلاً من الاعتماد على التطبيق فى سيارة كبيرة وتحول فى النهاية بالتطبيق على سيارة صغيرة، التى وفرتها الجامعة ولولا هذه المساعدة لتوقف المشروع، ونحتاج لدعم أكاديمى لمشروع التخرج، بخاصة فى الجانب العملى الذى يعتمد عليه المشروع بشكل رئيسى، ما يجعلنا نحتاج للتواصل مع شركات تعمل مثلاً فى مجال السيارات، التى كان يمكن أن تساعد بشكل كبير فى توفير المعلومات والوسائل اللازمة لتسهيل تطبيق المشروع، ما يجعلنا نناشد ضرورة توفير وسيلة تواصل بين الجامعة والشركات لتوفير مهندس يساعد الطلاب فى توفير الجانب العملى وتطبيقاته بالمشروع، ويساعد على تطويره بشكل كبير، ونتمنى أن يخصص داخل الجامعة مركز لتسويق أبحاث مشروعات الطلبة، وأعتقد جامعة القاهرة تسير فى هذا الاتجاه، بخاصة المشروعات التى تحتاج لدعم شركات قطاع خاص لتوسيع تطبيق المشروع، ولا يجد الطالب الوقت اللازم لمخاطبة الشركات وعرض فكرة المشروع وتسويقها، نظراً لضغوط الدراسة وإنجاز مشروع التخرج، لذا يمكن أن يساعد مركز التسويق الطالب فى هذا الأمر.

- عبدالله: بدأت تحديات المشروع بالبحث عن مشرف للمشروع، فمثلاً قبل بدء الدراسة بشهرين بدأ السباق بين الطلاب، نحو 200 طالب، على تحديد المشرف من أساتذة الجامعة، لدرجة أننى تحدثت مع أحد المشرفين فاعتذر نظراً لاكتمال عدد الطلاب لديه قبل بدء الدراسة، بخاصة المشرفون الأكثر دراية بالجانب العملى الذى ينعكس بشكل جيد على مشروع التخرج، ونتمنى أن يتوفر لدى أساتذة الجامعة المعلومات الملائمة لتخصص مشروع التخرج ليساهم فى تطوير المشروع، وتوفير المعلومات الفنية اللازمة للطالب، ومن أهم التحديات مشكلة تمويل مشروع التخرج، فمثلاً مشروع تخرجنا يتكلف 9 آلاف جنيه، لم نستطع توفير سوى ثلاثة آلاف جنيه من أموال الطلبة، ونأمل فى الحصول على تمويل من أى جهة حكومية داعمة، مثل وزارة الاتصالات لاستكمال المشروع وتطويره، وللأسف فشلنا فى الحصول على تمويل من أكاديمية البحث العلمى، المسئولة عن برنامج دعم مشروعات التخرج، لذا نأمل أن تتبنى جهة حكومية المساهمة فى تمويل الجزء المتبقى للمشروع لاستكمال الفكرة، وتحقيقها، فمثلاً إحدى الفرق الطلابية بكلية حاسبات المنصورة تعمد لمشروع عن الذكاء الاصطناعى لكنه يحتاج لتعليم دورات تدريبية تصل تكلفتها على شبكة الإنترنت إلى 10 آلاف جنيه، يفضل أن توفر الجامعة هذه الدورات التدريبية مجاناً للطلاب، للمساعدة فعلياً فى إبداع الطالب.

رئيس فريق مشروع «حاسبات ومعلومات»: زملائى فقدوا الحماس بعد فشل الحصول على تمويل من جهات حكومية.. وما زال لدينا أمل .. «توفيق»: نجحنا فى تحويل السيارات للعمل بالكهرباء والخلايا الشمسية بديلاً عن الوقود للحفاظ على البيئة.. وجامعة القاهرة وفرت لنا سيارة تجارب

- أشرف: أبرز التحديات تتمثل فى توفير الإمكانيات اللازمة لتنفيذ المشروع، فمثلاً لم نستطع إيجاد مكان مخصص يوفر اتصالاً جيداً بشبكة الإنترنت فى كلية حاسبات ومعلومات، ما جعلنا نتجه للجلوس فى أماكن خارج الجامعة توفر شبكة إنترنت جيدة على نفقتنا الشخصية، فلماذا لا تتوفر هذه الأماكن داخل الجامعة لتوفر الوقت والجهد والأموال على الطلاب لتنفيذ مشروعات تخرجهم؟ إذا وفرت الجامعة مجرد إنترنت ومكان جيد يمكن للطلاب المصريين أن يبدعوا بأفكار تساعد فى جلب ملايين للبلاد، فلدينا الكثير من الأفكار والمجالات التى يمكن لمصر أن تنافس فيها فى تكنولوجيا المعلومات وكيفية تسويقها، ولكن ينقصنا الاهتمام والإمكانيات، وإذا كان ضعف الاهتمام يعنى أو يدفع إلى أن نترك البلاد ونسافر أو نهاجر لبلاد أخرى «خلاص سيبونا نسافر بس مش هنرجع تانى»، واضطر فريق المشروع، المكون من سبعة طلاب، لتجميع مبلغ ألفى جنيه لشراء جهاز محاكاة عن بعد لتطبيق البرنامج عليه، ورغم أننا بحثنا لمدة ستة أشهر كاملة بمجهودات شخصية عن هذا الجهاز فى جميع الأماكن سواء على الإنترنت أو غيرها إلا أننا استطعنا الحصول على الجهاز فى حالة مستعملة بمبلغ لا يتعدى ألفى جنيه، وتكلفته فى حالة جديدة بنحو تسعة آلاف جنيه، وإلا لم يكن باستطاعتنا تنفيذ المشروع، ويوجد تحدٍ آخر هو تطوير المناهج الجامعية بما يساعد فى الجانب العملى بمشروع التخرج، فمعظم المواد تحتاج للتحديث لتواكب أحدث ما توصل له العلم فى هذا الشأن، وهو من المتطلبات الرئيسية لعمل طلاب الجامعة، فمثلاً مشروع التخرج عن الذكاء الاصطناعى لم نستطع أن نجد له تطبيقاً عملياً خلال الدراسة، ما جعلنا نبحث بأنفسنا عن معلومات وأبحاث عالمية لتساعدنا على إنجاز المشروع، وتوفير المعلومات اللازمة عن كيفية حماية الابتكار من خلال تسجيل براءات الاختراع، أو التواصل مع باحثين دوليين لنشر أوراق بحثية علمية عنه، وهى ميزة مهمة وفرها لنا الدكتور المشرف، ولولا مساعدة المشرف على مشروع تخرجنا، الدكتور محمد دسوقى، لما استطعنا إنجاز المشروع، بخاصة اهتمامه الدائم بأن يخصص وقتاً أضعاف الساعات المكتبية، هذا الاهتمام هو الدفعة الحقيقية لإنجاز مشروع تخرج يقدم فكرة مختلفة ومتميزة.

■ ماذا بعد مشروع التخرج.. هل يتحول إلى ذكرى جامعية أم سيكون بداية مشروع حقيقى فى حياتك العملية؟

- أشرف: لن أتوقف بعد مشروع التخرج، بل سيكون تخصصى ما بعد الجامعة، وبدأت فعلياً فى إنشاء شركة صغيرة لتسويق المشروع، وقدمت بالفعل فى منظمة مصرية لدعم هذا المشروع، ولكننى فى انتظار الرد منهم، وأطمح للمنافسة فى مصر والوطن العربى، بخاصة أن المنتج فريد داخل هذه المناطق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل