المحتوى الرئيسى

«المصرى اليوم» تروى قصة القمامة فى مصر: «مملكة الزبالة ».. عالم تحكمه الفوضى | المصري اليوم

05/17 23:33

ينتشر «الزبالون» فى سبعة تجمعات مختلفة فى القاهرة الكبرى، بينما يتركز الجزء الأكبر منهم فى المقطم فى حى «الزرائب» الأشهر، الذى يقع عند سفح المقطم فى منشية ناصر.

المنطقة شبه معزولة، اسمها يستدعى كثيراً من الصورة الذهنية النمطية التى ترتسم أمامك، لعل أبرزها «العشوائية الشديدة، الفوضى العارمة، انتشار أكداس القمامة»، وما يصاحبها من قاذورات وحشرات وحيوانات ضالة ووجوه منحوتة بتجاعيد الشقاء والكد والتعب فى سبيل تحصيل لقمة العيش، فضلاً عن تصنيفها كواحدة من المناطق الخطرة المحاطة بالمسجلين والخارجين على القانون.. لكن الحقيقة خلاف ذلك، فالحى من الداخل آمن وينعم سكانه بالأمان نظراً لانحدارهم من الأصول ذاتها وهم يعرفون بعضهم البعض تمام المعرفة. يقوم الزبالون بإعادة تدوير 80% من القمامة التى يتم تجميعها، ويستخدمون عربات النقل والكارو لنقل القمامة إلى منازلهم فى المقطم، ثم يقومون بعملية الفرز هناك، وتحديدا فى الأدوار الأرضية من المنازل المخصصة لهذا الغرض.

طابع الحياة البائسة يبدو واضحاً على المستوى المعيشى للزبالين، خاصة أنهم يعيشون بين النفايات التى يفرزونها، إلى جانب تربية عدد من الخنازير التى تضاءلت أعدادها كثيراً بعد إعدام الحكومة لها، والتى كانت تساعد فى استهلاك المواد العضوية والتخلص منها، وعلى الرغم من ذلك نجحوا فى تكوين مجتمع مترابط ومتماسك، فى حين أنهم تضرروا كثيرا عندما قامت المحليات فى 2003 بمنح عقود سنوية تقدر بخمسين مليون دولار لثلاث شركات دولية فى مجال النظافة.

ويطالب الزبالون بضرورة تنظيم المهنة تحت منظومة السقف الواحد، مؤكدين أن الزبالة فى مصر «ثروة» إذا تم استغلالها على النحو الأمثل، فى حين قدمت نقابة الزبالين مشروعاً متكاملاً لتنظيم عملهم للحكومة، ومازالوا فى انتظار الرد بعد الإعلان عن تعليق الإضراب عن العمل بسبب أزمة الأكشاك الجديدة.

عمل دؤوب يستمر على مدار الساعة، الورش تنتشر هنا وهناك، وسيارات النقل بجميع الأحجام تدخل المنطقة محملة وتخرج محملة أيضا، وما بين دخول السيارات وخروجها تمر الحمولة بعدة مراحل، تبدأ بالتجميع والفرز والمعالجة ومرورا بإعادة التدوير وانتهاءً بالتشوين، ثم التحميل.المزيد

تبدأ قصة الزبالين من واحة الداخلة وبالتحديد فى العقد الأول من القرن الماضى، حيث جاءت الموجة الأولى منهم إلى القاهرة وأقامت فى منطقة باب البحر التى تقع بين العتبة وميدان رمسيس، ويعرف هؤلاء الناس بـ«الواحية» والذين تحملوا بمفردهم مسؤولية جمع القمامة، وجاءت الموجة الثانية فى الثلاثينيات والأربعينيات، وهم من البدارى محافظة أسيوط، ومن ثم تعاون الواحية معهم حيث توجد تجمعات الزبالين الرئيسية فى منطقة القاهرة الكبرى وتتركز فى عين الصيرة والمعتمدية والبراجيل وطرة وعزبة النخل وحلوان والمقطم، ولكن نظرا للتوسع العمرانى، قامت السلطات بنقل عديد من تلك التجمعات إلى مناطق نائية.المزيد

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل