المحتوى الرئيسى

حنفية ترامب

05/17 16:58

القصة التي فجرتها صحيفة واشنطن بوست وتابعتها وكالات الأنباء ودخلت فيها قنوات وصحف كبرى أخرى تؤشر بأن مرحلة ترامب في البيت الأبيض لن تطول، وأن العرب وفي المقدمة منهم مصر والسعودية يخطئون كثيرا عندما يضعون كل بيضهم في سلته.

إضافة إلى فضيحة التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الأميركية لصالح ترامب، فإن حنفية الأسرار التي فتحها في اجتماعه مؤخرا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، صدمت الرأي العام في الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب. وفي تعبير غير مباشر ربطت اللجنة الوطنية الديمقراطية الأميركية ذلك بأعمال الجاسوسية، والجاسوس ليس شخصا عاديا بل رئيسا لأكبر وأعظم دولة في العالم.

في بيان للجنة نشرته الجارديان البريطانية أن "روسيا لم تعد بحاجة للتجسس علينا بغية الحصول على معلومات. بإمكانهم الآن سؤال الرئيس ترامب فقط، وهو سيسكب على مسامعهم معلومات شديدة السرية تهدد أمننا القومي وتؤثر سلبا على علاقاتنا بحلفائنا، ولو لم يكن ترامب رئيسا، لكان هذا الكشف الخطير للجانب الروسي كفيلا بوضعه في السجن".

البيان يضعه في موضع الجاسوس أو الحنفية التي تسكب بخفة نادرة المعلومات التي تدخل تحت بند سري للغاية.

تقول صاحبة القصة الأصلية واشنطن بوست، وهي صحيفة اعتادت على اسقاط الرؤساء الأميركيين بانفراداتها الموثقة، إن ترامب خلال لقاء عقده في المكتب البيضاوي مع لافروف والسفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلياك، تطرق إلى معلومات استخبارية تتعلق بعملية ضد تنظيم داعش يجري إعدادها، وهذه المعلومات تتسم بواحدة من أعلى درجات السرية التي تستخدمها وكالات الاستخبارات الأميركية.

ونقلت واشنطن بوست عن مسئول أميركي أن الرئيس كشف عن معلومات أكثر من تلك التي نتقاسمها مع حلفائنا، وبدأ بوصف تفاصيل تهديد إرهابي يمثله تنظيم داعش مرتبط باستخدام أجهزة كمبيوتر محمولة داخل طائرات.

ترامب الذي لم يستوعب بعد أنه يحمل في جيبه مفتاح أكبر قوة نووية في العالم، تباهى خلال لقائه مع لافروف بأنه مطلع على معلومات محددة جدا حول هذا التهديد وقال "لدي معلومات ممتازة. لدي أشخاص يقدمون لي يوميا معلومات ممتازة". 

الفضيحة الجديدة تأتي بعد أيام من إقالة ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي أثناء تحقيق أجهزته في تواطؤ محتمل لروسيا مع فريق حملته في الانتخابات، وهو القرار الذي اتخذه بطريقة رؤساء العالم الثالث الذين لا يسئلون عما يفعلون. بعدها قال الرجل إن الرئيس كان قد طلب منه إغلاق التحقيق مع مستشار الأمن القومي السابق إتصالاته مع الروس ببحجة أنه رجل "طيب". هذا "الطيب" حضر احتفالا لقناة روسيا اليوم الحكومية وجلس بجانب الرئيس بوتين مقابل أكثر من 23 ألف دولار. 

بعد أيام سيكون ترامب في الرياض على رأس قمة إسلامية أميركية وقمة خليجية أميركية بحضور زعماء دول تم دعوتهم إليها، وقد كتب أحد كتاب الرأي ساخرا أن الدعوة تمت بأسلوب الاستدعاء الذي ترسله مراكز الشرطة. ونسبت رويترز لمسئول أميركي أن البيت الأبيض سبق الزيارة بصفقة أسلحة قيمتها 100 مليار دولار مع السعودية، قد تصل إلى 300 مليار خلال السنوات القادمة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل