المحتوى الرئيسى

هل يعاقب ترامب إسرائيل بعدم زيارته لحائط البراق؟

05/17 15:22

على الرغم من تمسك إسرائيل بيهودية "حائط البراق" الواقع في القدس المحتلة، وفرض سيادتها عليه باعتباره الأثر المتبقي من هيكل سليمان، إلا أن العالم الإسلامي رفض الاعتراف بتلك الخطوة باعتبار أن الحائط مرتبط بقصة «الإسراء والمعراج».

الأمر الذي تسبب في حروب عديدة بين المسلمين واليهود، ودفع الأردن لمواجة الاحتلال إبان حرب 1967، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي، نجحت في السيطرة عليه مرة أخرى وتوسيع المساحة المجاورة للحائط لبسط سيطرتها.

لكن الزيارات المتعاقبة لكبار الشخصيات العالمية والمسؤولين لحائط البراق، أثارت العديد من علامات الاستفهام حول طبيعتها وما تمثله من أهمية، فهل هي طريقة لاسترضاء الحكومات الصهيونية المتعاقبة لنيل الدعم وتوطيد العلاقات، واعتراف من الزائرين بسيادة تل أبيب على المناطق المحتلة.

كان صهر ترامب جاريد كوشنر، تجاهل خلال تواجده في إسرائيل زيارة حائط المبكى، ليس هذا فحسب، بل تميزت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته برفض مزاعم تل أبيب بـ"يهودية الحائط"، وهو ما تجلى في تصريحات جاءت قبل أيام من وصول ترامب لإسرائيل"، حيث نقلت القناة الثانية العبرية عن مسؤول أمريكي في إدارة ترامب قوله: إن "حائط البراق يقع في أراض ليست إسرائيلية وهو للفلسطينيين و لا شأن لتل أبيب به".

مايثير تساؤلًا حول اتجاه ترامب لمعاقبة نتنياهو بعدم زيارة حائط "المبكي".

وأضافت القناة أن مكتب نتيناهو تلقى عبارة (حائط البراق في الضفة الغربية) بذهول.

وأوضحت أنه أثناء اجتماع تحضيري بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، تم إبلاغ الإسرائيليين بأن زيارة ترامب لحائط البراق زيارة خاصة، وأن إسرائيل ليست لها ولاية في المنطقة، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير مرحّب به لمرافقة ترامب هناك.

الأمر الذي دفع نتنياهو للإعلان عن أن قرار المسئولين الأمريكيين يخالف موقف ترامب، وأن الحائط تحت السيادة الإسرائيلية، حيث تعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها غير القابلة للتقسيم.

لتعود بعد ذلك وسائل الإعلام العبرية، وتزعم أن ترامب سيزور الحائط المبكي قريبًا، ليكون أول رئيس أمريكي يزور هذا المكان بالبلدة القديمة في القدس"، لافتة إلى أن هذه الخطوة لو حدثت سيُنظر إليها بمثابة اعتراف أمريكي بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية".

يُذكر أن العلاقات بين إسرائيل وأمريكا تدهورت أواخر عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، إثر تصريحاته المناهضة للاستيطان على الأراضي الفلسطينية، ووصل الأمر إلى امتناع واشنطن عن التصويت بمجلس الأمن ضد قرار يدين الاستيطان. 

وعلقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكيةفي ذلك الوقت عن القرار قائلة: إن "الخطوة الأمريكية تمثل واحدة من اللحظات الأبرز التي تميز إدارة أوباما، وتعبر عن مدى عدائه ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنه تمكن في النهاية من معاقبة إسرائيل بطريقة لم يسبقه إليها أي رئيس أمريكي".

فيما لفتت صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن امتناع واشنطن عن التصويت وعدم استخدامها حق الفيتو لوقف تمرير القرار هو صفعة من جانب أوباما لعلاقات مستمرة منذ عقود مع إسرائيل التي تعتبر الحليفة الأكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من رفض المجتمع الدولي بالاعتراف بيهودية حائط المبكي، إلا أن نجوم العالم سعوا جاهدين لزيارته والتأكيد على يهوديته.

في أغسطس 2013 نشرت وسائل الإعلام العبرية صورة للاعب كرة القدم العالمي ليونيل ميسي، معتمرًا القلنسوة اليهودية وخاشعًا في أداء الشعائر اليهودية على حائط البراق، وذلك في إطار جولة أجراها فريق "البلاوجرانا" في فلسطين المحتلة، وقوبلت الخطوة بعاصفة من ردود الأفعال العربية الساخطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق شبان غاضبون حملةً عبّروا فيها عن استيائهم الشديد من ميسي.

وسارعت جماهير نادي ريال مدريد، الغريم الأزلي لبرشلونة، إلى التشفي من عشاق البلاوجرانا، إذ أعاد أنصار الفريق الملكي نشر صور أرشيفية لمدافع الفريق جيرارد بيكيه عند حائط البراق، وذلك حينما سافر برفقة صديقته المطربة الكولومبية شاكيرا إلى إسرائيل، بعد تلقي صديقته ذات الأصول اللبنانية دعوة لحضور محاضرة تحت عنوان "حماية وتعليم الأطفال حول العالم".

كما نشر آخرون صورًا للمدير الفني السابق لفريق برشلونة المدير الفني لنادي بايرن ميونخ الألماني، الإسباني بيب جوارديولا، لدى زيارته لإسرائيل لحضور حفل غنائي تحييه صديقته المطربة الإسرائيلية "نيني" على مسرح يحمل اسم "القدس"، وهو ما اعتبره الفلسطينيون مسيئًا للمدينة المقدسة، وصورًا أخرى لرئيس الفريق الكاتالوني، خوان لابورتا، الذي سبق له زيارة إسرائيل أربع مرات.

وقبل سنوات طالبت الخارجية الإسرائيلية بإلزام رؤساء الدول ووزراء الخارجية الأجانب الذين يصلون تل أبيب ضمن زيارات رسمية، بالمرور على حائط البراق بمرافقة ممثلين عن الوزارة، وقالت وقتها تسيبي حوطوبلي -نائب وزير الخارجية الإسرائيلي: "دهشت عندما توليت منصبي من حقيقة عدم طلب الخارجية الإسرائيلية من الوفود الأجنبية زيارة حائط المبكى كجزء من البروتوكول الدبلوماسي، رغم أن هذا الموقع يقع في قلب المجتمع الإسرائيلي، وزيارة حائط المبكى يجب أن تكون جزءًا من الزيارة الرسمية لكل شخصية رفيعة تصل إسرائيل، باعتبارها إعلان نوايا يعزز مكانة القدس كعاصمة إسرائيل الأبدية".

وفي يونيو 2012 أثارت الزيارة التي قام بها بوتين إلى حائط البراق وتصريحاته حول "يهوديته" استياءً وغضبًا لدى أوساط فلسطينية متعددة منها (الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث، بالإضافة إلى حركة حماس.)

وخلال الزيارة قدّم له المرافقون الصهاينة كتابا عن نفق الجدار الغربي باللغة الروسية، وعندها طالب بوتين التجول في الموقع، وقال: "هنا نشاهد كيف أن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل