المحتوى الرئيسى

«الوفد» ترصد رحلة الـ 14 ساعة داخل قطارات النوم

05/17 11:00

المكان :محطة سكة حديد مصر.. الموقع :رصيف 8.. الحدث: قطار النوم رقم 86 المتجه من القاهرة إلى أسوان.

فى الثامنة والنصف مساءً انطلق القطار الذى يضم 15 عربة، فى رحلة مسافتها ألف كيلو متر، وتستغرق 14 ساعة.

فيما مضى كان قطار النوم قبلة المسافرين من السائحين، ورجال الأعمال، والتجار، والمرضى، وصفوة المجتمع، نظرا لأنه يوفر جميع سبل الراحة لركابه داخل كبائن النوم، ولكن خلال  السنوات الماضية، تحول بفعل الفوضى والإهمال إلى رحلة عذاب لا يتحملها أحد.

«الوفد» شاركت ركاب القطار هذه الرحلة الطويلة، واستمعت إلى شكواهم، وتعرفت على معاناتهم.

فى البداية قال حسين عزت، أحد ركاب القطار، إن قطار 84 الذى كان رحمة لأهل الصعيد من رحلة عذاب ألف كيلو، تحول إلى سجن متحرك بالرغم من أن هذا القطار كان واجهة مشرفة لسكك حديد مصر، لأنه يستقله كثير من الأجانب، ولكن حاليا هرب الركاب من هذه الرحلة الشاقة، والتى تطول فيها الساعات، والغريب فى الأمر أنه فى ظل هذا الإهمال الجسيم تجاوز سعر التذكرة الـ 320 جنيهًا.

«بنشيل هم السفر بسبب قطار النوم».. هذا ما أكده محمد تهامة، أحد المسافرين، مضيفًا:« باستقل قطار النوم مرتين فى الأسبوع وبصراحة مفيش وسيلة الآن بديلة عن هذا القطار الذى تحول إلى قطعة من الجحيم للمسافرين بدايةً من الخدمة المتدنية المقدمة للمسافر حتى المظهر العام للنظافة داخل القطار ودورات المياه».

وتساءل «تهامة»: «لماذا لا تنظر وزارة النقل لأهل الصعيد بعين الرحمة وتقوم بحل هذه المشكلات؟».

بعض الركاب فضلوا النوم داخل عربات القطار  للهروب من ملل الرحلة فى ظل تحول النادى الموجود داخل القطار إلى مكان مهمل، يفتقر لجميع وسائل الترفيه والتسلية.

كذلك فإن القائمين على السكة الحديد يصرون على تشغيل قطار قشاش يتوقف فى جميع المراكز والأقاليم قبل موعد قطار النوم بربع ساعة، وهو يجعل قطار النوم يسير ببطء شديد.

«الوفد» قامت بطرح معاناة الركاب على نبيل نصار، مدير إدارة تفتيش النوم، حيث أكد أن قطار النوم  يعتبر من اروع وسائل انتقال السياح من القاهرة إلى اسوان، مضيفاً أن السائح يقضى ليلة بالقطار ليصل صباح اليوم  التالى يقوم بالزيارات الأثرية.

وقال «نصار» إن سعر تذكره النوم للاجانب هو ٨٠ دولارًا فى كبينة مشتركة و١١٠ دولارات للكبينة المفردة، والتذكرة شاملة العشاء والمياه والافطار.

وأضاف أن القطار بهذه الأسعار فرصة عظيمة لشركات السياحة حيث يوفر ليلة فندقية بالإضافة إلى وجبة عشاء، وأيضا سهولة الوصول الى أماكن المزارات السياحية لوقوع محطات القطارات قريبة منها، وبهذه الأسعار يحقق مكاسب عالية لهيئة السكك الحديدية.

وأوضح: «من أهم مشاكل الشركة الوطنية لادارة عربات النوم مع هيئة السكة الحديد التحكم فى مواعيد القطار وإلزامها بمواعيد لا تتناسب مع تسويقها سياحيًّا، حيث إنه من المعروف ان اهم ما يهتم به السائح هو زيارة الأماكن الأثرية والتى جاء من أجلها، وجميع هذه الأماكن تفتح ابوابها بدءًا من الساعة ٨ صباحا حتى الساعة ٢ ظهرا تقريبا، لنجد مثلا قطار رقم ٨٦ يصل أسوان الساعة ١١ او  ١٢ ظهرا لتضيع بالتالى على السائح زيارة الأماكن الأثرية، ويكون السائح فى حالة احباط، هذا بالاضافة لضياع ثمن تذاكر زيارة الأماكن الأثرية والتى تدخل خزينة الدولة».

وأشار إلى أن قطار عربات النوم ينقسم الى عربات نوم صناعة شركة ألمانية متخصصة فى صناعة الطائرات MBB وعربات نوم يطلق عليها عربات اسبانية وهى صناعة مشتركة بين مصر وإسبانيا وعدد عربات القطار ١٣ عربة نوم بالاضافة الى عربة نادى وعربتي قوى لمد القطار بالكهرباء، موضحاً أن عربة النوم MBB تتكون من ١٢ ديوانًا وكل ديوان به عدد ٢ سریر وحوض میاه ساخنة وباردة بالاضافة الى وحدة التحكم فى درجة حرارة التكييف ووحدة الموسيقى، أما عربات النوم الاسبانى فتتكون من ١٠ كبائن فقط بكل ديوان أيضا عدد ٢ سریر وحوض مياه ووحدة تحكم للموسيقى والتكييف، وبكل عربة فى النظامين عدد 2 دورة مياه وأيضا أوفيس بآخر العربة وبها فرن لتسخين الوجبات وغلاية لعمل المشروبات الساخنة والقهوة الاكسبرسو وثلاجات لحفظ الأطعمة.

ولفت مدير إدارة تفتيش النوم بالسكة الحديد، إلى أن إهمال الصيانة والتى لا يحتاج بعضها سوى أشياء بسيطة، مثل اعطال التكييف المتكررة والتى تحتاج غالبا الى تنظيف الفلاتر الخاصة بها دوريا، وأحيانا يتم تنظيفها أثناء الرحلة وأمام الراكب، وكذلك اهمال صيانة فيش الكهرباء بالكبائن والحمامات واحكام غلق جوانات الشبابيك والتى يدخل من خلالها الأتربة أثناء السفر، فضلاً عن  صيانة الثلاجات وغلايات المياه بـ«أوفيس» العربات.

واقترح ترقية قطار النوم وتفعيل الاستفادة منه بشكل أكبر على النحو التالى: «عمل برنامج يحاكى الصوت والضوء بالهرم بوضع شاشة عرض داخل عربة النادى يعرض من خلالها برامج تسجيلية عن الأماكن التاريخية التى يمر بها القطار بدءًا من أهرامات الجيزة وغيرها وأثار المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر واسنا وادفو وكوم امبو وأسوان والتى يفضلها السائح الذى يصنف ضمن السياحة الثقافية، ولتكتمل الصورة يوضع أعلى خارج العربة كشافات لتضئ حول القطار من الخارج وقد تم عرض هذه الفكرة على مهندسى الصوت والضوء وأشادوا بها وعرضوا امكانية تزويد النادى بسماعات للترجمة للغات أخرى ،ولزيادة تفعيل الاستفادة من عربة النادى يمكن عمل بازار صغير لبيع بعض البرديات والتحف الصغيرة وغيرها».

وكشف عن بعض المشاكل مع هيئة السكة الحديد منها: «عدم المرونة فى تسعير التذاكر وخاصة بعد تعويم الجنيه وزيادة أسعار الخامات المستخدمة مثل جميع خامات المأكولات من أرز وسمن ودقيق وغيرها وأيضا ملايات وفوط وصابون وغيرها الكثير، وحيث إنها تمثل فندقًا متنقلًا فيجب أن ينطبق عليها مرونة تغير الأسعار فى المواسم كما هو بالفنادق».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل