المحتوى الرئيسى

هكذا فقط يمكنك التفاهم مع أردوغان ولهذا يجب أن تشكره.. صحيفةٌ تخاطب ترامب بمناسبة لقائه رئيس تركيا

05/17 02:11

قدمت مجلة فورين بوليسي ما يشبه خارطة طريق للرئيس الأميركي دونالد ترامب للتفاهم مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان تتضمن ما يشبه المبادرات لحل الأزمات بين الجانبين وحتى الأزمات بين أوروبا وتركيا.

وأشار كاتب المقال إلى أن أردوغان غير راضٍ عن قرار ترامب تسليح وحدات الشعب الكردية، مشيراً إلى أنه على مدارِ أكثر من عامين، دخلت الولايات المتحدة في شراكةٍ مع وحدات حماية الشعب الكردي ضد داعش في سوريا.

رغم كون ذلك تكتيكاً عسكرياً فعَّالاً على المدى القصير، فإنه لم يكن مصحوباً باستراتيجيةٍ سياسيةٍ تضع في اعتبارها رغبة هذه الوحدات في تأسيس منطقة كردية مستقلة في شمال سوريا. ولم يعترف هذا التكتيك بعلاقة وحدات حماية الشعب بحزبِ العمال الكردستاني، وهو منظمة صنَّفتها الولايات المتحدة كجماعةٍ إرهابية، تقاتل الحكومة التركية منذ عقود.

وأضاف الكاتب "لقد سهَّلت رؤية المستنقع السوري من خلال عدسة مكافحة الإرهاب في تقليص الاعتراضات التركية، وتجاهل تداعيات ذلك على السياسة التركية.

أردوغان هو الذي بادر بإطلاق مفاوضات السلام

وأشار المقال إلى إن أردوغان جادل منذ زمنٍ طويل بأنَّ المقاتلين العرب السوريين يجب أن يقودوا الحملة بدلاً من الأكراد، بينما أعرب ترامب علناً عن أمله في أن "تنقلب خطتك في الاتجاه المعاكس في أقرب وقت ممكن". وعلى الأقل، فإنَّه سيسعى للحصول على تنازلاتٍ. وستجري هذه المحادثة الصعبة بصورةٍ أفضل إذا بدأت بنقاشٍ جادٍ حول قضية الأكراد.

وخاطب كاتب المقال ترامب قائلاً "تذكَّر أنَّ أردوغان كان له الفضل في بدء عملية سلامٍ مع حزب العمال الكردستاني. وقد انهار وقف إطلاق النار الذي استمر 36 شهراً في يوليو/تموز 2015، ويرجع هذا جزئياً إلى التوترات المتعلِّقة بسوريا".

واستؤنف العنف على كلا الجانبين. وكانت الولايات المتحدة تتعامل مع هذا الوضع الحرج لكنه انفجر بالفعل في 25 أبريل/نيسان 2017 سارعت القوات الأميركية لاحتواء القتال لتقف حائلاً بين تركيا ووحدات حماية الشعب، وقد آن الأوان لكي تُقدِّم الولايات المتحدة حلاً لهذا التوتر الذي طال أمده في سياستها على الصعيد السوري.

وقال الكاتب لترامب "فأنت يا سيادة الرئيس بحاجة إلى مناقشة بعض الحقائق الصعبة مع أردوغان".

أولاً، يجب أن تعترف بأنَّ تركيا حليفٌ مهمٌ في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقوةٌ إقليميةٌ سُنيَّة مُؤثِّرة، ولاعبٌ ضروريٌ في حلِّ الصراعِ في سوريا.

ثانياً، لابد أنَّ تُقر بعلاقات وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني. وينبغي أن تقبل تأثير فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا على السياسة الداخلية التركية.

ويجب أن تضغط على أردوغان لاستئناف محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني، وتُقدِّم الدعم الأميركي كما هو مطلوب. فالمصالحة في نهاية المطاف هي الطريقة الوحيدة التي يُمكن بها حل هذه المشكلة الشاملة. وكما قلت في يوليو/تموز الماضي عندما سُئِلتَ عن هذا المأزق: "سيكون من الأفضل إذا تمكنَّا من جمع الطرفين معاً".

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتعهَّد بإجراء محادثاتٍ صريحة مع وحدات حماية الشعب، مؤكداً الضرر الذي لحق بقضيتها بسبب هجمات حزب العمال الكردستاني واسعة النطاق، ومُشجِّعاً على استئناف محادثات السلام في تركيا.

وفي هذا السياق، قد يسعى أردوغان للحصول على دعمكم لعملٍ عسكريٍ مُعزَّزٍ ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. فتركيا تستهدف منذ فترة طويلة مقر حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل. لكنَّ أنقرة أصبحت قلقة بصورةٍ متزايدة من نمو حزب العمال الكردستاني جنباً إلى جنب مع اليزيدين والميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران في جبل سنجار، والذي قصفه سلاح الجو التركي أيضاً في 25 أبريل/نيسان 2017. وفي حين قد يُخفِّف التحوُّل في التركيز التركي من بعض الضغوط في سوريا، سيمثِّل مصدرَ إزعاجٍ جديداً في العراق.

ثالثاً، لابد أن تناقش أنتَ وأردوغان استراتيجيةً طويلةَ الأمد في سوريا، خاصةً في ظلِّ مشاركة تركيا وروسيا وإيران في محادثاتِ السلام ومناقشات "مناطق تخفيف حدة التصعيد".

ويجب أن تتطرَّق إلى حدودِ أي منطقةٍ يُسيطِر عليها الأكراد في سوريا. وسيُريد أردوغان ضمان أنَّ وحدات حماية الشعب لن تسعى إلى الاستقلال، والسماح للسنة المحليين بالعودة إلى ديارهم، وألا تُشَن هجماتٌ على تركيا. فيما ستسعى وحدات حماية الشعب إلى الاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي القائمة، وأن يكون لها صوتٌ في المستقبل السياسي في سوريا.

وينبغي أن تخبر وحدات حماية الشعب بحدود الدعم الأميركي لمشروعها السياسي، إذ لا ينبغي لأعضائها التضحية بحياتهم بذرائع واهية. وبعد ذلك، يجب عليك أنتَ وأردوغان مناقشة القوة التي تُسيطر على الرقة بعد القضاء على داعش، وكذلك الخطوات التالية في الحملة العسكرية.

وفي ھذا السياق، یُمكنك إجراء محادثةٍ أكثر إثماراً حول العمليات العسكرية القادمة، بما في ذلك التدابير الوقائية للتعامل مع المخاوف الأمنية لتركیا (مثل الدور التركي في القتال وتقنين الأسلحة الممنوحة لوحدات حماية الشعب).

لماذا عليك يا ترامب أن تشكر أردوغان؟

تطرق كاتب المقال للتوتر في علاقات أردوغان مع القادة الأوروبيين خلال حملة استفتاءٍ مريرة اتهم فيها ألمانيا وهولندا "بالنازية". فيما أعرب زعماء الاتحاد الأوروبي عن مخاوفهم بشأن المعايير الديمقراطية في تركيا، مطالبين أردوغان بتوضيح ما إذا كانت تركيا لا تزال تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وحذَّروا من أنَّ تهديده بإعادة تطبيق عقوبة الإعدام سيؤدي إلى إنهاء المحادثات.

ولفت المقال إلى أنه في احتفالات يوم أوروبا، وهو احتفال سنوي للسلام والوحدة في أوروبا في 9 مايو/أيار 2017، أصدر أردوغان بياناً تصالحياً أعرب فيه عن رغبته في مواصلة المفاوضات على أساس "تحقيق نتائج مرضية للجميع" والمشاركة في المصالح المتبادلة.

وأشار أردوغان، على وجه الخصوص، إلى التعاون في مجال الهجرة باعتباره "المثال الأحدث والأكثر ملموسية" للتطلَّعات الأوروبية لدى تركيا.

وكانت أنقره قد وافقت في مارس/آذار 2017، على أنَّه يُمكن لليونان إعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى جزرها من تركيا. وفي المقابل، سيعمل الاتحاد الأوروبي على زيادة توطين اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، وتسريع عمليات تحرير التأشيرات، وزيادة الدعم المالي للاجئين في تركيا.

وقد حقَّقَت هذه الصفقة، التي يُمكن القول بأنَّها قضية صاخبة لكلا الجانبين، نجاحاً متواضعاً.

وخاطب كاتب المقال ترامب قائلاً "إنه نظراً لنفورِكم من الترحيب باللاجئين السوريين في الولايات المتحدة، فمن المهم ضمان حصولهم على معاملةٍ عادلةٍ وإنسانيةٍ في أوروبا. ويجب أن تشكر أردوغان على استضافته أكثر من 3 ملايين سوري. وبينما ينبغي التعهُّد بتقديم مساعداتٍ أميركيةٍ مستمرة لهم، يجب أن تسأل لماذا ألغت حكومة أردوغان تسجيل منظمة "ميرسي كور"، وهي منظمة أميركية غير ربحية تساعد اللاجئين في تركيا وسوريا منذ أكثر من خمس سنوات. وينبغي عليك أيضاً أن تُقدِّم له المشورة ضد التهديدات غير المفيدة بتدفق اللاجئين إلى أوروبا وتشجيع استمرار التعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُبدي أردوغان نوايا حسنة في أوروبا عن طريق المساعدة على حل أحد أطول صراعاتها المُعلَّقة. وستكون إعادة توحيد قبرص فوزاً مهماً، فالقبارصة يستطيعون العيش جميعاً بسلام، ويمكن لتركيا أن تحصل على طريقةٍ أسهل للوصول إلى احتياطيات الطاقة الإقليمية، ويُمكن لحلف شمال الأطلنطي والاتحاد الأوروبي العمل معاً، كما يُمكن لك تحقيق فوزٍ مُبكِّرٍ في السياسة الخارجية.

فقد قلَّص الزعماء القبارصة اليونانيون والقبارصة الأتراك خلافاتهم بشكلٍ كبير خلال عامين من المفاوضات. وفي الوقت الذي تصل فيه المحادثات إلى نقطة حاسمة، يُعد أردوغان متغيراً رئيسياً في تحقيق النجاح. والآن وبعد أن انتهى الاستفتاء، يجب أن تضغط عليه للمساعدة في إتمام هذا الاتفاق. وعلى وجه الخصوص، فهو يحتاج إلى التوصل إلى اتفاقٍ بشأن مسائل أمنية شائكة - بما في ذلك سحب القوات التركية من الجزيرة.

تجدر الإشارة إلى أن غالبية القبارصة الأتراك وافقوا في استفتاء على تسوية توسطت الأمم المتحدة فيها بقبول تركيا لكن اليونانيين رفضوها. ونتيجة لذلك فقد دخلت قبرص اليونانية الاتحاد الأوروبي كجزيرة مقسمة بينما مازالت التركية مقاطعة رغم قبول سكانها لخطة الأمم المتحدة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل