المحتوى الرئيسى

19 دولة إفريقية تؤسس شبكة لمكافحة البطالة بالقارة السمراء

05/16 22:59

جانب من حضور الندوة الدولية

الاتحاد الافريقي: آلاف الارهابيين يهددون القارة السمراء

الدار البيضاء: أجمع خبراء ومسؤولون حكوميون وفاعلون اقتصاديون من بلدان إفريقية مختلفة على أن البطالة تمثل تحديا كبيرا بالنسبة لشعوب ومجتمعات بلدان القارة السمراء، مشددين على أهمية الشراكة والتعاون بين دول المنطقة لخلق فرص الشغل وإدماج الشباب.

وقال وزير الشباب وإنعاش التشغيل بساحل العاج، سيدي تيموكو توري، في افتتاح ندوة دولية حول موضوع "أي رأسمال بشري لمواكبة الشركات بإفريقيا؟"، التي نظمتها الشبكة الإفريقية لسياسات ومصالح التشغيل اليوم الثلاثاء، بالدار البيضاء، إن التوجه الإفريقي للمغرب بقيادة الملك محمد السادس سيتعزز من خلال التعاون جنوب/جنوب في مجال التكوين المهني والوساطة بين بلدان القارة، مؤكدا أن المغرب له تجربة متقدمة في هذا المجال ينبغي أن يضعها رهن إشارة أشقائه في إفريقيا.

وأضاف وزير الشباب وإنعاش التشغيل بساحل العاج، أن جوهر تأسيس الشبكة الإفريقية لسياسات ومصالح التشغيل هو "تحقيق الاندماج الاقتصادي وتوفير فرص الشغل لشباب القارة".

أنس الدكالي المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بالمغرب

وأكد توري أن إفريقيا تسجل أعلى معدل نمو بشري في العالم، معتبرا أن هذا الأمر يشكل دافعا مهما للشركات والمؤسسات الاقتصادية للاستثمار وتطوير مواردها البشرية والمادية.

وزاد موضحا أن الشباب يمثل 37 بالمائة من الموارد البشرية من السكان النشطين في القارة الافريقية، لافتا الى أن هذا المعدل يمثل "قوة اقتصادية يمكن للشركات أن يعولوا عليها لدعم النمو وتطوير الكفاءات والحرص على استفادة الشباب من الفرص التي يتيحها"، مشددا في الآن ذاته، على أن "تطوير الكفاءات يمثل تحديا بالنسبة لإفريقيا".

ودعا الوزير الإيفواري إلى الاستثمار في "التعليم والسعي المتواصل لتطوير اقتصاداتنا ودعم الشركات والمقاولات "، مبرزا أن بلدان القارة يحدوها الأمل في" تحسين مستوى التشغيل والإدماج المهني"، كما شدد في ذات الكلمة على أن النمو الاقتصادي يحتاج إلى "كل القدرات والجهود حتى نصل إلى الأهداف النوعية والمرجوة عبر تقديم التكوين والتدريب وتسخير السياسات المهمة في مواكبة الشباب للتشغيل".

محمد يتيم يتحدث في شريط فيديو عرض في افتتاح الندوة

من جهته، اعتبر كامي موتي، الرئيس الشرفي للجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل، أن منظمته مستعدة لدعم الوحدة الإفريقية ل"إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها في تشغيل وإدماج الشباب"، مشددا في كلمة بالمناسبة على أهمية التضامن بين الدول الإفريقية لتحقيق الإقلاع الاقتصادي المطلوب.

وأكد موتي أن الشباب يمثل "ثروة بالنسبة للقارة الإفريقية ويعطي أملا لقدرات هذه القارة من أجل تحقيق مستقبل أفضل وإيجاد كفاءات عالية بالنسبة للمقاولات"، مبرزا أن هذه الفئة ستساهم ب"شكل كبير في تحقيق المردودية المرجوة بالنسبة للمقاولات التي ستنعش فرص التشغيل لدى الشباب وتعمل على احتواء البطالة في القارة".

وفي تصريح لـ"إيلاف المغرب"، قال أنس الدكالي، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (حكومية)، إن تأسيس الشبكة الإفريقية لسياسات ومصالح التشغيل، التي أعلن عنها مساء الإثنين، يمثل "لبنة إضافية في البناء المؤسساتي الإفريقي الذي يلعب فيه المغرب دورا قويا"، وأضاف أن هذه الخطوة تشكل "فرصة حقيقية لتسهيل العلاقة بين المقاولات والشباب وتوفير فرص حقيقية للشغل والتي يمكن تسخيرها للشباب في إفريقيا".

وزاد الدكالي، موضحا أن الشبكة "تتوج رغبة التعاون في تقوية إطار التعاون جنوب/جنوب بين الدول الإفريقية في مجال التشغيل"، مسجلا أن هذه الرغبة "تحملها المصالح العمومية للتشغيل في البلدان الأعضاء والتي أكدت على ضرورة إحداث إطار مشترك بين هذه المصالح والحكومات".

وأوضح المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أن عمل وكالات التشغيل "لا يمكن أن يتم من دون استراتيجيات و دعم حكومي قوي ، أردنا أن نجعله إطارا منفتحا على الفاعلين الاقتصاديين في مجال التشغيل بإفريقيا"، كما سجل المسؤول المغربي بأن "تشغيل وإدماج الشباب مسألة أساسية بالنسبة للمجتمعات الإفريقية"، مبرزا أن وكالات معظم الدول "تواجه نفس الإكراهات على المستوى القاري".

كامي موتي الرئيس الشرفي للجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل يلقي كلمته

وأفاد الدكالي في التصريح ذاته "إذا أردنا أن نحل إشكال التشغيل والإدماج المهني على المستوى الإفريقي علينا أن نصاحب المقاولات لكي تحصل على أجود الكفاءات التي ستؤثر لا محال على إنتاجيتها وخلق الثروة وفرص الشغل".

وكشف المسؤول المغربي أن الشبكة الإفريقية لسياسات ومصالح التشغيل، ستعمل في أول المشاريع على إحداث "أرضية رقمية للمهن والكفاءات وتجميع المعطيات بخصوص سوق الشغل على المستوى الإفريقي ووضع مرجع إفريقي للمهن والحرف والكفاءات"، مشددا على أن الشبكة ستعمل على مواكبة المقاولات والاستثمار في إفريقيا والذي اعتبر أنه بالضرورة سيؤدي إلى "انفتاح سوق الشغل بين بلدان الشبكة"، مبينا "أن يشتغل المغربي اليوم في السنغال سيصبح مسألة عادية أو في تونس والعكس صحيح"، واستدرك قائلا: "صحيح هناك اتفاقيات ثنائية بين البلدان ولكن هذه الشبكة ستسهل الاندماج الاقتصادي وستفتح سوق الشغل بين هذه الدول".

وتروم الشبكة الإفريقية لسياسات ومصالح التشغيل، تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال التشغيل، من أجل تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في المجال، إذ تسعى المؤسسة إلى تنمية التعاون بين دول الجنوب لتحقيق التكامل والاندماج فيما بينها، وجرى انتخاب كوت ديفوار رئيسا للشبكة، وذلك بإجماع أعضاء الجمعية العامة، بعدما اقتُرح البلد للرئاسة من طرف مجلس التوجيه الاستراتيجي، الذي يضم وزراء الدول المؤسسة للشبكة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل