المحتوى الرئيسى

من أهالى «الرزاز» بمنشية ناصر إلى الحكومة: «مش هنسيب بيوتنا إلا على جثثنا»

05/16 20:10

شوارع أشبه بالثعابين، روائح كريهة تزكم الأنوف، تفوح من تلال الأجولة المليئة بالقمامة الموجودة أمام مداخل منازل أهالى «الرزاز» بمنشية ناصر، حيث يعملون فى جمع القمامة، وفرزها، ويواجهون مستقبلًا مظلمًا بعد قرار الحكومة هدم المنازل الموجودة أسفل تلال الجبل.

منشية ناصر، أحد الأحياء شديدة العشوائية فى القاهرة، يبلغ عدد سكانها 55 ألف نسمة، تعود أصول أغلبهم إلى مدن القناة، بعد أن هاجروا إليها عقب حرب 67، واستقروا على أرض المنشية بطريقة غير رسمية، بعد أن استولوا عليها بوضع اليد، وتعد الحرف الأكثر تداولًا بالمنطقة جمع المخلفات، ثم تصنيفها «الزجاج أو الأقمشة أو العلب الصاج أو الورق أو البلاستيك».

وفى مايو من العام الماضى، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاحه مشروع حى الأسمرات، عزمه القضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة خلال سنتين فقط، من جانبه أكد محافظ القاهرة عاطف عبدالحميد، أن مشروع الأسمرات سيستوعب نحو ثُلثى عشوائيات القاهرة، وبدأت أعمال الإزالة منذ شهر مايو 2016 بنقل نحو 36 أسرة إلى حى «الأسمرات» قبل افتتاحه فى الشهر نفسه، الذى أُسس بتمويل مشترك بين محافظة القاهرة وصندوقى تطوير العشوائيات وتحيا مصر.

«الوفد» تجولت داخل المنطقة لرصد حال الأهالى المنتظرين تنفيذ القرار بين اللحظة والأخرى، ليعبروا عن خوفهم الشديد على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.

ورصدت عدسة «الوفد» المنازل المنهارة، التى تحولت إلى تلال من الأتربة وبواقى أخشاب الأثاث ومستلزمات المنازل، بعد تنفذ قرار الحكومة بهدمها، وتحويل سكانها إلى منطقة «بدر»، والبعض منهم إلى «حى الأسمرات»، وبحسب ما أشار إليه الأهالى فإن قرار التهجير غير مدروس وعشوائى، وقالوا إن العشرات من الأسر الذين تم ترحيلهم تعرضوا لظلم شديد فى توزيع الشقق، وتجاهلت الحكومة عامل العدد داخل الأسرة لتعيش أسر كاملة لا يقل عددها عن الـ12 فرادًا داخل شقق صغيرة جدا.

«نسيب أكل عيشنا ونروح فين يا بيه».. بهذه الكلمات استهل راشد جلال، أحد الأهالى وعامل نظافة حديثه، وقال إن الأهالى رافضين بشكل تام فكرة نقلهم إلى منطقة «بدر» وحى الأسمرات لفقر الخدمات الأساسية بهما، مشيرا إلى أن الإشكالية الكبرى فى نقلهم ليس فقط الإمكانيات الضعيفة للمنطقة الجديدة، بل تهديد مستقبل المئات من الشباب بعد ترك نشاطهم بالمنطقة فى جمع القمامة وتساءل: «نروح بدر نعمل إيه هناك لا حياة ولا شغل».

وتابع: «البيت اللى معايا دلوقتى من 3 أدوار ومجوز عيالى فيه، وكل أسرة فيها 5 أفراد، نروح كلنا فين فى شقق صغيرة لا تكفى الأسرة الواحدة المكونة من 3 أفراد».

«مش هسيب بيتى إلا على جثتي».. بهذه الكلمات يستهل أحمد شريف، أحد سكان شارع الرزاز، حديثه، مشيرا إلى أنه من سكان المنطقة منذ 25 عامًا، وشاهد أزمات عديدة، وطالب أهالى المنطقة الحكومة مرارًا بتأمينهم، ولكن بشرط توفير مساكن مؤقتة لهم بالقرب من المنطقة المقيمين فيها، وليس تهجيرهم بهذا الشكل، والإطاحة بمستقبل العشرات من الشباب وأصحاب المنازل.

«مستعد أكتب على نفسى تعهد بأنى مسئول عن حياتي».. يؤكد «شريف» صاحب الخمسين عامًا أنه مستعد لأن يتعهد للحكومة بأنه مسئول عن نفسه وأسرته حال حدوث كارثة، مشيرا إلى أنه مثل الكثير من الأهالى يرفضون بشكل تام التهجير بهذا الشكل.

وبعيون غائرة، جلس على فواز، أمام منزله الصادر ضده قرار الإزالة، بصحبة جاره، وقال إن الحكومة تسعى لتأمين حياة أهالى شارع الرزاز، بهدم منازلهم ونقلهم لمناطق أخرى، ولكن الحقيقة قرار الإزالة يعد تدميرًا حقيقيًا لحياة الأسر التى طالبت بنقلها لمكان قريب من مسكانها لحين الانتهاء من أعمال التجديد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل