الأزهر يحافظ على المواطنة بقانون «الكراهية».. وخبراء: لن يحدث إلا بشرط!

استدعت العديد من الفتاوى المثيرة للجدل من شخصيات محسوبة على الأزهر، حملت في طياتها معاني النبذ للديانات الأخرى واتهام لها بالضلال، ردود فعل سريعة من الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي بادر بتشكيل لجنة لإعداد مشروع قانون يكافح الكراهية ويجرم الحض على العنف باسم الأديان، تمهيدًا لعرضه على مجلس النواب.

مشروع القانون جاء كرد فعل سريع ومباشر لفتوى الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، الذي طعن في العقيدة المسيحية واتهمها بالضلال في أحد لقاءاته التليفزيونية خلال الآونة الأخيرة، حيث أشعلت هذه الفتوى الرأي العام، على اعتبار أن حديث عبد الجليل محاولة لفك النسيج المصري وطعن في المواطنة.

ورغم محاولات شيخ الأزهر للضرب بيد من حديد على هؤلاء الذين يحملون لقب «أزهري» ويسيئوا استخدام فتاويهم بالتحريض سواء عن نية مبيتة أو خانتهم ألفاظهم، إلا أن ذلك لم يمنع شيخ الأزهر من أن يدفع ضريبة مماثلة من الهجوم الضاري عليه جراء هذه التصريحات، التي جاءت على غير لسانه.

صادق: قانون الأزهر كفيل بمحو الكراهية بشرط!

وفي هذا الإطار، قال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن قانون ازدراء الأديان يختلف عن القانون الذي يعده مؤسسة الأزهر،قائلًا: «الازدراء خاص بالأديان فقط، في حين إن قانون الكراهية أشمل»

وهاجم صادق الكيفية التي تتعامل بها الدولة ومؤسساتها الدينية مع أهل الديانات الأخرى، موضحًا: «هم لا يعترفوا سوى بالأديان السماوية الثلاثة فقط".

وتابع صادق لـ «اليوم الجديد»،: «الأزهريين والسلفيين يسبوا الشيعة والبهائيين ليل نهار، ويمنعوهم من ممارسة شعائرهم، ويتواطئ معهم القضاء والقانون الذي لا يعطي هذه الأقليات حقوقها في ممارسة عقيدتها».

وأكد صادق أن تصريحات سالم عبد الجليل كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، والذي سارع على إثره الأزهر في إعداد قانون يجّرم الحض على الكراهية.

وأكد صادق أن هناك الكثير من مظاهر العنف  وأن قانون الكراهية كفيل بمحو هذه المظاهر شريطة أن يتم تطبيقه، مُعقبًا: «المشكلة إن القانون مبيطبقش، فمثلًا قانون ازدراء الأديان لا يتم تفعيله إلا إذا كان الأمر يخص الدين الإسلامي فقط».

بدار: الرسول أمرنا أن نموت من أجل المسيحيين

من جانبه، أثنى محمد زكي بدّار، الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإفتاء بالأزهر، على قرار الدكتور أحمد الطيب بتشكيل لجنة لإعداد مشروع مكافحة الكراهية، مؤكدًا ان أية عمل يجافي الكراهية سنة طيبة لأن البشرية كلها من أب واحد وأم واحدة.