البشير” يرتمي في أحضان قطر وتركيا.. ويتطاول على مصر عبر إعلام الدوحة

البشير يرتمي في أحضان قطر وتركيا.. ويتطاول على مصر من الدوحة

"قطر وتركيا".. أفضل علاقة ممكنة بين بلدين في العالم".. هكذا جاء عنوان مقال نُشَر بموقع "ترك برس" في أغسطس من العام الماضي؛ ليعكس مدى التقارب القطري التركي، على جميع الأصعدة. وجاء السطر الأخير من المقال؛ ليُلخِص حال تلك العلاقة، قائلًا: "إسطنبول طُعنت؛ فالدوحة تعاطفت وسهرت وتضامنت، ثم تركيا انتصرت فقطر ابتهجت وفرحت"، في إشارة إلى فشل محاولة الإنقلاب على "أردوغان".

وبذلك فإن تزامن تحركات الدوحة وأنقرة تجاه السودان، والتقارب مع رئيسها، عمر البشير، ليس بالأمر الغريب؛ ففي مارس الماضي، تسلم الرئيس السوداني، رسالة خطية من "أردوغان" أشاد فيها بمواقف السودان، مؤكدًا على متانة العلاقات السودانية التركية، وسبل دعمها وتطويرها، وسط أنباء عن زيارة مرتقبة من قبل الرئيس التركي إلى السودان. كما التقى المبعوث الرئاسي الخاص للرئيس التركي، ونائب رئيس مؤسسة وقف المعارف التركية، حسن يافوز، بـ"البشير"، واعدًا بإنشاء عدد من المدارس والمؤسسات التعليمية.

في حين زارت الشيخة موزا بنت ناصر للخرطوم، وانتشرت صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، حيث موقعها بمنطقة أهرامات السودان، والتي يقوم بترميمها المشروع القطري السوداني. وفي الشهر التالي قام أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة السودان، ولقاء رئيسها، في إطار تفقد المشروع القطري بتمويل من منظمة "قطر الخيرية" بـ12 مليون دولار.

فيما وقعت تركيا والسودان في مايو الجاري، على مواد اتفاقية الشراكة التجارية بينهما، وأعلن نائب وزير الاقتصاد والتجارة التركي، فاتح متين، أن الجولة الثالثة من المفاوضات ستنطلق في يوليو المقبل، كما أكد الجانب السوداني على سعيه لإستكمال متطلبات الإتفاقية خلال يونيو المقبل، وقال وزير الدولة بوزارة التجارة السودانية، الصادق محمد علي: "الاتفاقية ستمكن الاقتصاد السوداني وقطاعاته المختلفة، من إنتاج سلعه وخدمات تحتاج إليها السوف التركية.

كما أعلنت السلطات السودانية، بحسب موقع "سودان تربيون" عن البدء في تسليمها لمدارس الداعية التركي، فتح الله جولن، إلى السلطات التركية، حيث اتهام أنقرة له بتدبير محاولة الإنقلاب على "أردوغان" في منتصف يوليو من العام الماضي.

وعن طريق توطيد أواصر العلاقات بإستخدام القوى الناعمة، توجه رجل الأعمال التركي، حسن حسين سجن، إلى السودان، للقيام بأعمال خيرية، منها ترميم مدرسة دينية، تدعى الشيخ يوسف أبوبكر، إلى جانب مساعدة المحتاجين، بحسب موقع قناة "TRT" التركية، اليوم الثلاثاء.

من جانبه توجه "البشير" إلى الدوحة الأحد الماضي، والتقى الأمير تميم، على هامش انعقاد منتدى "الدوحة" الـ17، والذي وجه خلال مشاركته به، الشكر العميق لقطر، ووقوفها بجانب بلاده، وخاصة فيما يخص قضية اللاجئين.

ويبدو أن "البشير" أبى أن يغادر الدوحة دون رد الجميل لها؛ حيث ظهر عبر منابرها الإعلامية، المرئية عبر "الجزيرة" مساء أمس الاثنين، والمقروءة عبر حوار له نشر اليوم الثلاثاء في جريدة "الشرق"، مهاجمًا مصر، زاعمًا أن مصر وجهت طعنة للخرطوم في منطقة حلايب وشلاتين، مُهددًا باللجوء إلى التحكيم الدولي، قائلًا: "أنا صابر على مصر".