المحتوى الرئيسى

بعد 69 عامًا على النكبة.. مدينة الأنبياء لا تزال صامدة أمام جلادها

05/15 16:29

69 عامًا مرت منذ احتلال إسرائيل لمدينة الأنبياء، كما يعرفها جميعنا، بـ"فلسطين"، لم تتوقف خلالها ماكينة الحرب والتدمير والتهويد والاغتصاب بحق الشعب الفلسطيني المُكبَّل، بل سعت حكومات تل أبيب المتعاقبة إلى انتهاك حقوق الشعب العربي الثائر، الذي يأخذ من الأمل سلاحًا لمواجهة العدوان.

اليوم خرج الآلاف من الفلسطينيين في مسيرات تجوب شوارع مدنهم بالضفة الغربية إحياءً للذكرى السنوية الـ69 للنكبة؛ وذلك بالتزامن مع فعاليات مشابهة في قطاع غزة ومناطق عرب 48 ودول عربية، حيث انطلق المشاركون حاملين المشاعل والأعلام الفلسطينية ورايات سوداء كتب عليها "حق العودة" ومجسمات مفاتيح، كما حملوا صور الأسرى لتأكيد الترابط.

وسرعان، ما تحولت تلك المظاهرات السلمية إلى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، حيث أصيب نحو 7 فلسطينيين برصاص "التوتو" الإسرائيلي المتفجر، بالقرب من حاجز مستعمرة "بيت إيل"، المقامة على أراضي المواطنين في مدينة البيرة.

وفي بيت لحم أصيب شاب بالرصاص المطاطي في القدم، خلال تفريق قوات الاحتلال لمسيرة، كانت قد انطلقت بمشاركة مدارس ومؤسسات بيت لحم من باب الزقاق إلى المدخل الشمالي للمدينة، ورفع المشاركون علم فلسطين ورايات سوداء ويافطات، مرددين الهتافات التي تدعو إلى تكثيف التضامن مع الأسرى.

لكن قوات الاحتلال رفضت المظاهرة، وبادرت بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى الى إصابة العشرات بالاختناق.

انطلقت في مدينة رام الله، مسيرة مركزية دعت لها اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة، من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وجابت عدة شوارع، وصولاً لخيمة التضامن مع المعتقلين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، المقامة على ميدان الشهيد ياسر عرفات.

وقال محمد عليان منسق اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، في كلمة له خلال المهرجان: "69 عامًا مضت على نكبة شعبنا، استطاع الاحتلال خلالها قتلنا واعتقالنا وهدم منازلنا، لكنه لن يكسر فينا الإرادة لتجسيد حلم الدولة والعودة"، مضيفًا "نؤكد على موقفنا الثابت الذي لن يتغير بالتمسك بحق العودة لقرانا وبلداتنا التي هجرنا منها".

ولم تخلُ المظاهرات والمسيرات الفلسطينية من قمع قوات الاحتلال؛ فقد أصيب أكثر من 10 فلسطينيين بالرصاص، فيما أصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات مع جنود الاحتلال، لاعتراضهم على المظاهرات والمسيرات الداعمة للأسرى المضربين عن الطعام منذ 29 يومًا.

شددت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اليوم، على تمسكها بالثوابت الوطنية وحق العودة، وذلك بمرور 69 عامًا على ذكرى النكبة الفلسطينية، حيث انطلقت المسيرة التي دعت لها الفصائل من أرض السرايا وسط مدينة غزة في اتجاه مقر الأمم المتحدة غرب المدينة، وسط شعارات وهتافات تؤكد تشبث الشعب الفلسطيني بحقوقه وأرضه ومقدساته.

وقال نافذ عزام القيادي بحركة الجهاد الإسلامي: "رغم مرور 69 عامًا على النكبة وتشتيت شعبنا، فإننا مصرون على التمسك بحقوقنا؛ فلا تراجع عنها ولا تنازل عن حقنا الكامل بأرضنا"؛ مؤكدًا أن "ما فعلته النكبة من آثار ومجازر التي لحقت بشعبنا؛ لن يثني الفلسطينيين عن مواصلة كفاحهم ونضالهم"، مشددًا على أن حق العودة هو جزء من عقيدة الشعب الفلسطيني".

ولفت إلى أن السياسة الأمريكية الجديدة لديها انحياز كامل لإسرائيل كالتي سبقتها، موضحًا أن ما عجزت عنه الإدارات السابقة لن تستطيع الإدارة الأمريكية الجديدة فرضه على شعبنا، مستغربًا الإجراءات السياسية التي يتخذها الرئيس محمود عباس تجاه غزة، قائلًا: "لا نفهم هذه الإجراءات التي تزيد الضغوط على شعبنا؛ فإنها لن تخدم قضيتنا، وهي الأكثر خطأً وتكريسًا للانقسام".

بدوره صرح أحمد بحر النائب الأول بالمجلس التشريعي الفلسطيني، أن العودة "حق فردي وجماعي"، ومقدس لا يمكن التنازل عنه، والمقاومة يجب أن تكون على رأس أولوياتنا، مؤكدًا على الثوابت الفلسطينية، وأن فلسطين كاملة من بحرها إلى نهرها، ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش للشعب الفلسطيني، ولا يمكن التنازل عن حبة تراب من أرضها.

وشدد "بحر" على أن المقاومة التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية والأمم بكل أشكالها هي مكفولة لشعبنا، ولا يمكن التخلي عن هذا الخيار؛ لافتًا إلى أن وحدة الشعب الفلسطيني هي من الثوابت الفلسطينية، ولا يمكن أن تكون هذه الوحدة على اتفاقيات أوسلو أو التنازلات التي نسمعها اليوم.

هذا وأكدت حركة "حماس" أن المقاومة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة هي الرادع الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، وأن ما أُخذ بالقوة لا يمكن أن يُسترد إلا بالقوة، مضيفة في بيان له اليوم أن "الحرب سجال، وسيظل شعبنا يقاوم جلاده حتى يقطع سوطه ويكسر أنفه ويجبره على الرحيل، لأن من يزرع الاحتلال لن يجني إلا المقاومة".

وشددت الحركة على أن الحقوق لا تسقط بالتقادم وما ضاع حق وراءه مطالب، وأن الأمة ولادة، وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن ذرة من تراب وطنه، ولن يتراجع عن حق العودة إلى دياره مهما تراكمت السنوات، وتبدلت الأجيال.

وذكرت أن "القضية الفلسطينية بعد تسعة وستين عاما تراوح مكانها، بل يضيق الخناق عليها، وعلى المدافعين عنها، ولكن عزاءنا أن وراء كل خطب إرادات ورجالا، ووراء كل صعب عزيمة، وأن الخير لا ينقطع ما دام فينا عرق ينبض بحب الوطن والمقدسات".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل