المحتوى الرئيسى

السوبر ماما

05/15 11:09

مَن يقرأ الـ"ماما السعيدة" سيرِد في ذهنه مباشرة هي تلك الأنثى السوبر ماما الخارقة المُسيطرة المُبهرة على كافة الأصعدة، مما لا شك فيه هنالك الكثير من النساء المُبهرات بالفعل المسيطرات على زمام الأمور فيما يتعلق بشؤون المنزل والأسرة والزوج والأولاد والالتزامات العائلية من زيارات وواجبات اجتماعية لا بد منها.

وفي المقابل، تجدهن ناجحات في عملهن ويشكلن عموداً مهماً في الحياة إلى جانب الزوج في ظل المتطلبات والضروريات التي باتت لا تنتهي بسبب الحياة المتسارعة التي نعيش فيها.

إذن مَن هي الـ"ماما السعيدة" التي أقصدها تحديداً؟

الـ"ماما السعيدة" يا أعزائي هي ليست الخارقة المُرهقة، إن صحَّ التعبير كما تعتقدون، بل هي تلك التي تربي جيلاً من الأبناء الخارقين وينشأ على يدها أطفال مبدعون ومميزون.

التربية هي السهل الممتنع أن تربي أبناءك وتحسن في تأديبهم وغرس القيم والأخلاق والعادات الحسنة فيهم إنه لأمر كبير.

هنالك فرق شاسع عندما تجسّد الأم دورها فقط كأم بالغريزة والمشاعر التي تفرض عليها وتحملها منذ أن قررت الزواج.. وعندما تعرف تماماً واجباتها وما لها وما عليها بالنسبة لزوجها أولاً ثم لأطفالها فيما بعد، إنها مسؤوليات وأولويات أخذتها على عاتقها، فالأطفال مسؤولية هذه الأرواح النقية ستكبر وتكبر حتى يصبح أمامك فرد يشكل جزءاً من المجتمع.

لهذا يجب الحرص على نوع البذور التي نغرسها في السنوات الأولى من عمر الطفل، فكل شيء ممكن أن يعوض إلا التنشئة الأولى هي التي ستحدد ما سيكون عليه أبناؤنا في المستقبل وما سنجنيه من ثمار نفخر بها ونشعر بالعطاء والسعادة مع كل خطوة يخطونها في الحياة.

الـ"ماما السعيدة" ليس شرطاً أن تنقض على كافة المهام والمسؤوليات ليس شرطاً أن تنغمس في الحياة بشكل مُتعب ومبالغ فيه.

عندما تعمل المرأة وتربّي أبناءها فهي بذلك مثال جيد للتوازن والذكاء والصبر، عندما تتنازل المرأة عن العمل في سبيل منح الأطفال كل الوقت فهي بذلك تمنح نفسها متسعاً من الوقت؛ لتمارس شغفها وتحيا الأيام كما يحلو لها بحرية دون قيود الوقت.

ومن الضروري هنا أن نعلم أن ممارسة العمل قرار تستطيع الأم أن تتخذه في الوقت والظرف المناسب لذلك.

لكن هناك مراحل في الحياة لا تنتظر قراراً هي تمضي من كان حاضراً بها حظي بذكرى جميلة ومن لم يكن حاضر الأوقات لا تنتظره، فالأطفال يكبرون وكل ما منحناه إياهم من حب واهتمام وأخلاق واحترام للآخرين وغرس فيهم عادات حسنة كمساعدة من حولهم ورعاية شغفهم ودفعهم نحو العِلم والتعلم وتنمية واكتشاف مواهبهم سيكبر هذا معهم.

الكثير من التفاصيل تزخر بها حياة الطفولة والعائلة لا يسعني ذكرها، وكذلك أجهل الكثير منها، فما كتبته بناء على مشاهدات وتجارب أمهات أخريات ربما سيتغير رأيي وتتحول فكرتي هذهِ حين أكون أُماً يوماً ما.

لكن ما أؤمن بهِ بأن إطار الأم العصرية في وقتنا الحالي قاسٍ جداً على الأم والأطفال معاً.

أمهاتنا في السابق فضلن الْبَيْت على الانخراط في سياق العمل ومع هذا هن سعيدات كل السعادة وفخورات بما استطعن تحقيقه في أبنائهن فكبرنا نساء ورجالاً رائعين.

يجب علينا ألا نهمّش الماضي وألا نستهين بأشكال وأساليب الحياة التي سبقتنا.

وكذلك لا نرفع من سقف طموحاتنا في الوقت الراهن ولا نراهن على أن نكون خارقين على كافة الأصعدة ومجالات الحياة بكل ما نحملهُ من قوة وصبر نحن نتوق لأن نعيشه ونشعر به بجانب عائلاتنا، وبكل الإصرار والإرادة التي نملكها لا نسابق ونصارع الوقت في سبيل أن نظفر بلحظات من الصفاء الذهني والهدوء العاطفي والفكري معاً.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل