المحتوى الرئيسى

بعد وصوله للإليزيه.. لماذا خلت الأحزاب المصرية من ماكرون؟

05/15 10:05

ما أن صعد الشاب الذي لم يتجاوز الـ 39 عامًا، على منصة حملته الانتخابية ليقول كلمته بعد إعلانه رسميا رئيسا لفرنسا حتى غزا اسمه منصات التواصل الاجتماعي المصرية، احتفاءًا بوصول إيمانويل ماكرون  لقصر الإليزيه، متسائلين عن  أسباب غياب الكوادر الشابة عن الأحزاب المصرية، وعدم وجود قرناء لماكرون في المؤسسات المصرية.

الإجابة كانت حاضرة لدى معنيون بالأمر وتلخصت في خمسة أسباب رئيسية بحسبهم، الأول غلق المجال العام، وعدم رعاية الدولة للكوادر الشابة، وعدم السماح ﻷصحاب الرؤى المعارضة للمنافسة، إضافة لغياب الديمقراطية الداخلية عن الأحزاب.

وفاز إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد أن صوت 66.10 بالمئة من الفرنسيين لصالحه بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية الاثنين.

يقول العالم المصري عصام حجي صاحب مبادرة الفريق الرئاسي التي أطلقت في أغسطس الماشي إن مصر بها كوادر أفضل من الرئيس الفرنسي الجديد ماركون.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن  المشكلة في الإعلام الذي يشوه كل صاحب فكر، فمن يملك من الشباب رؤية يتم الهجوم عليه ونعته بالخيانة والتبعية لأجندات خارجية، لمجرد تفكيره في الإصلاح، والدليل على كلامي هو خروج عشرات المبادرات الشبابية خلال السنوات السابقة.

وأوضح أن الفترة المقبلة تتطلب أن يعي الناس أن التغيير والإصلاح مسؤولية المجتمع كله وليس مجموعة من أفراده وحدهم.

 وأشار إلى أن الديمقراطية قائمة أساسا على مبدأ المشاركة، والدين الإسلامي يقول وأمرهم شوري بينهم، لذا فإن محاربة الفساد والظلم ليس مسؤولية جهة وحده.

وتابع: "من قراءتي للمشهد أستطيع القول إن مصر بها قيادات شابة قادرة على قيادتها وعلى طرح رؤى تطويرية للعبور بالبلاد لبر الأمان.

ويتفق معه محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية في أن مصر بها كوادر لاتقل أهمية عن الرئيس الفرنسي الجديد.

 ويضيف أن الدليل على ذلك هو وصل شباب الثورة للبرلمان في 2012 أمثلة زياد العليمي ومصطفي النجار.

وقال في تصريحات لـ"مصر العربية" عن السبب في غياب الكوادر حاليا هو أنه لا توجد سياسية في مصر منذ أحداث 3 يوليو 2013.

وأشار إلى أن لا توجد مساحة للعمل السياسي لتنشئة كوادر جديدة، سواء في الأحزاب التقليدية أو الجديدة، او حتى في الحركات السياسية.

وذهب أمين إسكندر  القيادي بحزب تيار الكرامة، إلى  أن السبب في عدم إفراز الأحزاب المصرية لكوادر شبيهة بماكرون، هو غلق المجال العام.

وأكد أن الأحزاب المصرية بها كوادر جيدة ربما يفوقون ماكرون الذي فاز بالرئاسة بدعم من الصهيونية العالمية، وجماعات المال في فرنسا بحسب وصفه، ومنضمون للأحزاب السياسية، لكنهم لا يجدون مناخا صحيا يستطيعون من خلاله الترقي في المناصب السياسية.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن البيئة الحاضنة للعمل الحزبي غير صحية، بسبب وجود رئيس يرى أن وسائل الإعلام يجب أن تصطف كلها خلفه، وكذلك الأحزاب.

وأوضح أن هذه التضيقات أو ما يسميه غلق المجال العام يظهر حاليا في البحث بين القوى السياسية عن مرشح يمكن أن ينافس الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات 2018، مشيرا إلى أنه رغم اقتراب موعد المنافسة إلا أنه لا يوجد مرشح يمكن أن يمثل أملا للقوى السياسية.

وتساءل: "هل لو قرر أحد الشباب الذين يمتلكون رؤية سياسية واقتصادية النزول للمنافسة، هل ستدعمه وسائل الإعلام، أو حتى ستتوقف عن تشويهه".

ويضيف محمد موسي عضو الهيئة العليا لحزب العدل، سببا آخر على ما قاله إسكندر، بأن الدولة الفرنسية هى من ترعى هذه الكوادر لكن للأسف لا تقوم مصر بدور مشابهة لذلك.

وقال لـ"مصر العربية" إن ماكرون تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة وهي مؤسسة دشنها شارل ديجول عام 1945، يتلقى من يدخلها علوم الإدارة والسياسية بشكل تفصيلي، وتخرج منها غالبية القيادات الفرنسية أبرزها الرئيس السابق فرانسوا أولاند.

وتابع أنه بمقارنة الأمر مع الوضع المصري سنجد أنه لا توجد أي كوادر مصرية، تخرجت على يد الدولة مشيرا إلى أن الأحزاب مهمتها تحويل النشطاء لسياسيين، والدولة هي من توفر ﻷبنائها أماكن لتحويلهم لرجال دولة.

وأوضح أن مثل هذه المؤسسات موجود في دول كتونس والجزائر على سبيل المثال لكنها غير موجودة لدينا، مشيرا إلى أن ثقافة اختيار الأصغر سنا ليس موجودة في مصر، فأصغر وزير تواجد في الحكومات المصرية كان الدكتور أحمد درويش قبل ثورة يناير 2011 ولم يأتى أحد أصغر منه بعدها

ولفت إلى وجود سببا آخر  لغياب وجود كوادر كماكرون في الأحزاب المصرية، وهي عدم سماح الدولة بنزول مرشح بعيدا عن رجالها، فلا يوجد في مصر رئيس يمكن أن يقرر أنه لن يخوض الانتخابات المقبلة ﻷنه يرى أن ترشحه ربما يضر الدولة ومؤسساتها.

وزاد الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سببا رابع لغياب الكوادر السياسية الشابة عن الأحزاب المصرية، متمثلا في غياب الديمقراطية الداخلية عنها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل