المحتوى الرئيسى

أسباب غياب العرب عن منتدى «الحزام والطريق»

05/14 21:43

الرئيس الصيني تشي جينبينغ وعلى يساره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى يمينه الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريس، هكذا ظهر أبرز الزعماء المشاركين في "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" على مدار يومي 14 و15 مايو الحالي، وسط غياب عربي ملفت للانتباه.

وعكس الحضور الذي تنوع بين رؤساء دول ومندوبين عنها مدى الاهتمام بهذا المنتدى الذي حضره مسؤولون كبار من أكثر من 100 دولة بينهم زعماء نحو 28 دولة، وكان علامة الاستفهام هو سبب غياب الزعماء العرب والتمثيل الباهت لهم في المنتدى رغم أهميته.

ومن أبرز الحضور رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي،  ورئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، والرئيس السويسرى، دوريس ليوثارد ، ورئيس الوزراء الباكستانى، نواز شريف، ، ورئيس الوزراء اليونانى، الكسيس تسيبراس، والرئيس الأوزبكى، شوكت ميرزييويف، ورئيس الوزراء الماليزى، نجيب عبد الرازق، ورئيس الوزراء الأسبانى، ماريانو راجوى، ورئيسة تشيلى ميشيل باشيليت.

كما يحضر المنتدى، رئيس صندوق النقد والبنك الدوليين، ونحو 250 وزيراً من 130 بلداً.

أهمية المنتدى أنه يجمع ممثلين عن دول تمثل 26% من مساحة سطح الكرة الأرضية، ومن خلاله تحاول الصين توسيع الروابط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، حيث تستعد الصين لإغراق العالم بمليارات الدولارات قد تصل الاستثمارات خارج الدولة لـ130 مليار دولار، و رفع حجم التجارة بينها وبين دول الحزام إلى 10 تريليونات دولار خلال أول خمس سنوات.

وتستهدف الصين استثمارات جمة في مجال البنية التحتية في الدول، تؤمن بكين أن  منتدى "الحزام والطريق " الذي يعتبر  أوسع اجتماع دولي سيداوي الاقتصاد العالمي والتجارة الحرة والاستثمار.

و أطلقت الصين المشروع العالمي في العام 2013، عبر دمج مشروع "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" مع آخر وهو "طريق الحرير البحري الذي ظهر في القرن الـ 21"، حيث يغطي "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" مناطق الصين وغرب آسيا وأوروبا، و"طريق الحرير البحري يمتد من الصين إلى منطقة الخليج مروراً بجنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي والبحر العربي.

ولن يقف المنتدى  الذي يدعمه صندوق طريق الحرير بـ 40 مليار دولار عند الاستثمارات في البنية التحتية ولكنه سيمتد لمجالات أخرى كالنقل والاقتصاد والتجارة والطاقة، كما يهدف إلى توسيع أنظمة المعايير الفنية وخطط البنية التحتية للبلدان التي تقع في طريق "الحزام والطريق".

ووقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والحكومة الصينية، خطة عمل لمبادرة الحزام والطريق"، في خطوة تهدف الى تعزيز علاقات التعاون في مجال التنمية المستدامة، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتهدف الخطة للتركيز على تبادل المعلومات والبيانات والاتصال والمعرفة والبحوث في عدد من بلدان الحزام والطريق، ومشاريع التعاون، وتنسيق السياسات من خلال تنظيم حوارات رفيعة المستوى وحلقات دراسية تتناول مواضيع محددة مع الاطراف المعنية ببلدان المبادرة.

الدكتور أسامة عبدالخالق الخبير الاقتصادي بجامعة الدول العربية رأى غياب العرب عن المشاركة الفاعلة في منتدى الحزام والطريق يعود لشعورهم بعدم القدرة على المنافسة لأن الفجوة بينهم وبين الصين والدول المتقدمة بات كبيرا جدا.

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن الظروف اللي بتمر بها الدول العربية تنقلها من تدهور لتدهور أكبر، فكان من الصعب أن تدخل في شراكات ومنافسات مع الدول المتقدمة خاصة أن الكفة مائلة بالكامل لصالحهم.

وأردف:" ما تقدمه كثير من الدول الأخرى لا مجال لمنافسته عموما، فهذا يجعل وضع العرب أصعب خاصة لما يعانونه من عجز وضعف في الوضع الاقتصادي والمالي،  بجانب حالة ضعف عامة في مجاراة الدول المتقدمة".

وانتقد عبدالخالق العرب على الغياب مؤكدا أن المشاركة كانت ضرورية حتى إن كانوا غير قادرين على المنافسة، فالمنتدى يفتح الباب للاستثمارات الأجنبية بدرجة واسعة جدا والدول العربية لو أنها تعي  ذلك ما كانت غابت، بحد تعبيره.

بينما أرجع الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية سبب غياب الدول العربية عن منتدى الحزام والطريق إلى التعليمات غير المباشرة من أمريكا والدول الأوروبية.

وأكمل في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن غياب العرب كان لمخطط مسبق أوروبي أمريكي بأن يقتصر هذا المنتدى عليهم دون العرب، بتهديدهم بسلاح الشراكة مع الغرب وحرمانهم منها إن توجهوا للمعسكر الشرقي الذي يخشى الغرب دوما أن ينخرط فيه العرب.

وبحسب عامر يؤمن الغرب أن العرب لا يجب مساندتهم اقتصاديا لتصفية ما تبقى لديهم من موارد، فمنذ 2011 حتى الآن جرى تصفية 25 % من موارد العرب الذاتية، وما زالت الصراعات الداخلية والخارجية تقضي على ما يتبقى، وكل ذلك يأتي على  حساب التنمية الشاملة والتشريد الشامل لسكان الدول العربية.

وأكد الخبير السياسي والاقتصادي أن مشاركة العرب في هذا المنتدى كانت مهمة جدا؛ لأنه يشهد توزيع التنمية على هذه الدول دون غيرها على كافة مراحل التنمية وحصة كل دولة فيها، مفيدا بأن الصين والدول الصناعية السبع سيكونون رأس الحرب في هذه الاستثمارات.

وعن غياب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال عامر إنه يؤمن بنظرية سياسية مختلفة عن الإدارات السابقة وهي السيطرة عن طريق الشركاء وليس ضروريا أن يكون هو واجهة كل شيء.

ونوه إلى أن غياب الهند عند المنتدى يعود لتورطها في القرصنة على إحدى أكبر الشركات الروسية مع وكالة المخابرات الأمريكية في إشارة إلى أن الحرب القادمة ستكون إلكترونية وهذه الحادثة أثرت سلبا على علاقة الهند بهذه الدول.

وانطلق اليوم الأحد، في العاصمة الصينية بكين، أعمال "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" الأكبر في تاريخ الصين منذ إنشائها، بمشاركة دولية واسعة، ويتضمن اليوم الأول، اجتماع الحوار رفيع المستوى، بينما يتضمن اليوم الثاني اجتماع مائدة مستديرة للقادة المشاركين.

"سبل التعاون في مجالات مختلفة بينها البنية التحتية والطاقة والنقل والثقافة والسياحة والتعليم" كلها أمور سيناقشها المشاركون في المنتدى، الذي يسعى إلى توسيع أنظمة المعايير الفنية وخطط البنية التحتية للبلدان التي تقع في طريق "الحزام والطريق"، وتعزيز النقل المتكامل، وممرات النقل البرية والبحرية والجوية على صعيد القارات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل