المحتوى الرئيسى

الحضارة الآثمة.. هل تنتهي في هذا القرن؟

05/14 20:32

خلف الأنوار البراقة والعمارات الشاهقة والأقمار الاصطناعية التي تطوف السماء ليلاً ونهاراً، تقبع حضارة زائفة سلبت الإنسانية من البشر وملأت الأرض بشرور لم تشهدها الدنيا من قبل.

فعلى مدار آلاف وربما ملايين السنين، سارت وتيرة التقدم الحضاري في الأرض بوتيرة بطيئة، إلى أن اندلعت فجأة الثورات الصناعية والتكنولوجية قبل بضعة قرون. ومع انتشار التطور الحضاري، بدأ تدريجياً التفسخ والانفصال عن الدين يعم وجه الأرض، بحيث اعتبر الكثيرون الدين معوقاً لعنان الفكر الإنساني. من هنا، بدأت البشرية تدخل في نفق لا نهاية له من الدمار والانحطاط الإنساني.

فحينما نزل الجندي من على حصانه وأغمد سيفه، حصدت التكنولوجيا الحربية الحديثة أرواح الملايين من البشر في سنوات معدودة وتركت الكثير من العَجَزَة والمعوقين كشهود على كبرى مذابح التاريخ. ولم تمض الأيام، حتى أفنت القنابل النووية الأميركية مدناً بأكملها في اليابان، تاركة وراءها الكثير من التشوه البشري والانحطاط الإنساني.

وقبل قرون قليلة، لم يكن المرء يسمع أن دابة قد اصطدمت بأخرى فخلَّفت عشرات القتلى والمصابين، لكن في عصور التطور الصناعي، يلقى الملايين من البشر حتفهم سنوياً من جراء حوداث السيارات ووسائل النقل بشكل عام.

من الطعام والشراب وحتى الهواء والماء والدواء، شوهت التكنولوجيا الآثمة حياة البشر وملأتها بالأمراض والخطايا والشرور ونشرت الفواحش والرذائل في شتى أنحاء العالم.

وبعد كل هذه الزخرفة في الأرض، توهم البشر أنهم قادرون عليها، لكنهم لم يدركوا أن رب السموات والأرض خالق هذا الكون قادر على إعادته إلى سيرته الأولى كأنه لم يغن بالأمس. فالكثير من النصوص الدينية التي دعمتها الأبحاث العلمية مؤخراً تؤكد أنه في وقت ليس بالبعيد ستزول هذه الحضارة الزائفة وتعود الأرض كما خلقها الله في أول مرة.

البداية لا بد أن تأتي من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل 1400 سنة. فهناك دلائل قرآنية ترجح احتمالية زوال الحضارة قبل قيام الساعة، ومنها قوله تعالى: "حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون".

هذه الآية تدل دلالة احتمالية إما على انهيار الحضارة عند قيام الساعة وإما بلوغ الحضارة البشرية مستوىً من التطور الحضاري الآثم ثم تنتهي بعد ذلك نتيجة انتشار الرذائل والآثام.

ومما يؤكد هذه الاحتمالية أحاديث النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- عن علامات وأشراط الساعة الكبرى؛ ومنها "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافُّوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية.

فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشأم خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف؛ إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته".

فالحديث يدل دلالة ظنية على احتمالية استخدام السيوف في الحروب المستقبلية، وهو ما يعني انهيار الحضارة والتكنولوجيا الحالية المستخدمة في الحروب.

قبل بضع سنوات، تنبأت دراسة مولها مركز غودارد لرحلات الفضاء، التابع لوكالة ناسا الأميركية، بانهيار الحضارة الصناعية خلال العقود القليلة المقبلة. وأرجعت الدراسة انهيار الحضارة إلى اثنين من الأسباب الرئيسية؛ وهما: الاستغلال غير المستدام للموارد، وعدم توزيع الثروة بشكل متساوٍ.

كما ذكرت الدراسة أن تضافر العوامل البشرية والطبيعية والبيئية كانت هي العوامل الرئيسية المؤدية إلى انهيار الكثير من الحضارات البشرية في الزمن الماضي.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل