المحتوى الرئيسى

ترامب يدرس إرسال المزيد من الجنود الأمريكيين إلى أفغانستان

05/14 15:17

علقت في ممر خارج المكتب الإعلامي في مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، صورة مكبرة لغلاف لمجلة "تايم" يظهر فيه جندي أمريكي منهك يدخن سيجارة أمام أسلاك شائكة في أفغانستان، تعكس المأزق الذي تواجهه إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وكتب على الغلاف الصادر الذي يحمل تاريخ 20 إبريل 2009 "كيف نتجنب الهزيمة في أفغانستان"، واليوم بعد ثماني سنوات يجد البنتاغون نفسه في المأزق ذاته مجددا.

ولكن هذه المرة الرئيس دونالد ترامب هو من يحاول أن يبحث عن أجوبة، تماما كما فعل باراك أوباما وجورج بوش قبله.

وهو كرئيس ذكر أفغانستان سابقا بشكل عابر، لكنه الآن مجبر على مواجهة القضية وسط الأنباء السيئة الواردة وتحذيرات جنرالاته.

ففي عام 2016 على سبيل المثال، أي بعد مرور 15 عاما على الغزو الأمريكي، أعلنت حصيلة للأمم المتحدة عن مقتل وجرح 11 ألفا و500 أفغاني تقريبا.

ويقول مسؤولون محليون إن طالبان وفصائل أخرى متمردة قتلت حوالى سبعة آلاف أفغاني من الشرطة والجيش، معظمهم تم تدريبهم على يد خبراء من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وأشار دان كوتس، مدير الأمن الوطني في إدارة ترامب، إلى هذه النقاط المحبطة هذا الاسبوع، محذرا من أن الوضعين السياسي والأمني سيزدادان سوءا "بشكل مؤكد"، قائلا: "تقديرنا في هذه الأثناء أنه من المرجح أن تستمر طالبان بتحقيق المكاسب، خاصة في المناطق الريفية".

وتعهد ترامب الذي خاض حملته الانتخابية تحت شعار "أميركا أولا"، بتقليص التدخل الأميركي في الخارج، عليه الآن أن يقرر ما إذا كان يوافق على الطلبات المتوقعة من المؤسسة العسكرية لإرسال المزيد من الجنود الأميركيين مجددا إلى أفغانستان.

ويحث المستشارون في إدارته، كما يقال، على إعطاء ضوء أخضر لإرسال من ثلاثة إلى خمسة آلاف جندي إضافي للإنضمام إلى 8400 جندي أميركي المتواجدين هناك.

ومن المتوقع أن يتخذ ترامب قراره هذا الشهر، أما وزير الدفاع جيم ماتيس أعلن أن توصيته بهذا الشأن ستأتي "في القريب العاجل".

ووصل عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان في عهد أوباما إلى مائة ألف، وبدأ بسحبهم بوتيرة ثابتة بهدف إنهاء الدور الأمريكي في القتال هناك بشكل كامل.

وسلمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية في بداية عام 2015، لكن النتيجة كانت قاسية، فالجنود تعرضوا للقتل بالآلاف والفساد استشرى، واستمرت طالبان بتحقيق المكاسب، فيما القادة الأمريكيين يعترفون بأن الوضع في حالة جمود في أحسن الأحوال.

وقال رئيس وكالة المخابرات العسكرية، الجنرال فينسنت ستيوارت، أمام النواب هذا الأسبوع "إذا لم نقم بتغيير شيء ما، سيستمر الوضع بالتدهور، وسنخسر كل المكاسب التي حققناها في السنوات الماضية".

ومع ذلك من المؤكد أن الالتزام بارسال جنود اميركيين إضافيين إلى أفغانستان سيسبب استياء في الولايات المتحدة، فمنذ 2001 قتل 2400 جندي أميركي هناك حتى الآن وجرح عشرون ألفا آخرين.

كما أن الحكومة الأمريكية أنفقت تريليون دولار في القتال وإعادة البناء، ومعظم الأموال تم تبديدها على مشاريع بدون فائدة.

ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن قراره خلال سفره لحضور اجتماع الحلف الأطلسي في بروكسل، وقمة مجموعة السبع في صقلية لاحقا هذا الشهر.

ويحتاج ترامب إلى تحديد سياسة متماسكة تجاه افغانستان، وأن يشرح كيف يمكن لعدة آلاف من الجنود الإضافيين أن يحدثوا فرقا وينتصروا أو على الأقل أن لا يهزموا، في معركة هناك لم يتمكن مائة ألف من تحقيق الانتصار فيها.

وقال مستشار الأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر، "ما سيتوفر لدينا في نهاية الأسابيع المقبلة هنا هو فرصة من أجل استراتيجية أكثر فعالية للمشاكل في أفغانستان وباكستان والمنطقة بشكل أوسع".

ويعترف مسؤولون رسميون بأن المكاسب العسكرية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تم إجراء إصلاحات في قلب حكومة كابول.

وتحدث ماتيس هذا الاسبوع بتفاؤل عن الرئيس أشرف غني، والرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله.

ويقول المسؤولون إن الحكومة تعمل على استئصال الفساد والحكم السيء اللذين ميّزا سنوات حميد كرزاي في الرئاسة.

وأضاف ماتيس "هما ملتزمان بالعمل بطريقة يستجيبان فيها للمواطنين، وهنا يكمن الطريق إلى الأمام"، متابعا: "عندما تحظى حكومة بالتعاطف والاحترام ودعم مواطنيها، عندها لا يمكن لأي عدو أن يقف بوجهها".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل