المحتوى الرئيسى

خبير استراتيجي: «الإس 400» عكرت صفو إسرائيل وروسيا .. وماكرون امتداد لكلينتون وبلير

05/14 11:22

في الجزء الثاني من حواره لـ"مصر العربية" تطرق أنس القصاص المحلل السياسي والاستراتيجي لما حققته روسيا في سوريا وسياستها المتوقعة الفترة المقبلة، وعلاقتها بإيران والخلافات بينهما، وكذلك الروابط المتناقضة بين روسيا وإسرائيل في سوريا.

وتحدث الخبير الاستراتيجي باستفاضة عن شكل فرنسا في عهد الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون خاصة أن فوزه كان مفاجأة لكثير من المتابعين، وكذلك الخلافات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة فيما يخص النفط، وأسباب خفض المملكة لإنتاجها من النفط وتداعيات ذلك.

هل حصلت  روسيا على ما تريد في سوريا؟

روسيا كان عندها هاجس كبير في الأربع خمس سنوات ليس تجاه  سوريا ولكن حيال وجودها في المياه الدافئة في البحر المتوسط فلم يكن يعنيها سوريا بشكل أساسي وإن كانت تهدف ألا يسقط بشار الأسد ولكن هذا لم يكن يتطلب منها هذا التدخل العسكري الكبير..

ولكن التدخل الموسع جاء تلبية لمطلب روسي أساسي بإيجاد قدم لهم في البحر المتوسط، وقد سبقه مخاطبة الجزائر لبناء قواعد عسكرية وقوبلت بالرفض وكذلك حدث مع مصر وكان الرفض المطلق النتيجة، فلم يكن أمامهم سوى دخول سوريا بشكل كبير وقوي ليحافظوا على وجودهم هناك بجانب أهداف أخرى.

وما هي الأهداف الأخرى؟ وما مصير الأسد الآن؟

الروس أرادوا اختبار بعض الأسلحة، بل نظموا معرض سلاح مباشر لإنعاش بيعهم للأسلحة، وهذا أتى بثماره، فمبيعات الروس للأسلحة زادت في السنتين الماضيتين 60 % عن ذي قبل، كما أن موسكو حققت أهدافها  الاستراتيجية فبعد أن كان لديها قاعدة واحدة كبرتها وأصبحت تملك قواعد بل أمسى الساحل السوري كله تحت إمرة روسيا.

وكان هدف موسكو تقوية  شوكة النظام ووجوده بشكل أساسي وهو ما حدث، فما يهم موسكو النظام وليس الأسد كشخص، فمصير بشار يحدده إن كانت أمريكا ستتدخل بقوة ضد وجوده وهو ما زال ليس واضحا في عهد دونالد ترامب.

في العموم يمكننا القول إن روسيا حققت  90% من الأهداف التي تدخلت في سوريا من أجلها وبات إخراجها منها مسألة صعبة للغاية.

ما حقيقة الخلاف بين روسيا وإيران بسوريا؟ وماذا ستفعل روسيا مع إيران بعدما ظهر جليا أنها عقبة أمام أي حل هناك؟

إيران أرادت أن تحفظ لنفسها منطقة بالساحل السوري حتى تؤمن خط إمداد النفط الجديد الممتد من إيران للعراق وسوريا، والآن أصبح هذا الطموح صعبا جدا في ظل وجود روسي عنيد، فالروس واجهوا الإيرانيين بشكل عنيف ووجهوا ضربات عبر سلاح الطيران لكتائب تابعة للحرس الثوري.

إيران تعرضت لدرس قاس من قبل الروس وكان الهدف من هذه الضربات الروسية توضيح معالم خريطة القوى الجديدة داخل سوريا، حتى تثبت أنها رقم واحد في الصراع والآمر والناهي وأعتقد إنها نجحت في ذلك.

إيران لها طموح في الإبقاء على الأسد شخصيا والروس تعدوا أمر الأسد لبقاء النظام والصراع بين الروس والإيرانيين ما زال قائما ولن يعرف من ينتصر إلا بمعرفة مصير الأسد فإن استمر يكون الإيرانيون من انتصروا، والأمر لا زال معلقا.

هناك علامة استفهام تتعلق بعزوف روسيا عن استخدام صواريخ إس 400 أثناء غارات إسرائيل بسوريا لتخرج بعدها تندد بذلك .. فما شكل العلاقة بين الجانبين؟

العلاقة بين الجانبين مرت بمرحلتين الأولى كانت الشعور بالامتنان من قبل الإسرائيليين لدخول روسيا في الصراع لأن الإسرائيليين يخشون من مسألة "ماذا بعد الأسد"  فكان أكبر سؤال يؤرق الأمن القومي الإسرائيلي، فشعروا براحة من هذا السؤال بعد تدخل الروس.

المرحلة الثانية وهي ظهور نقاط الخلاف والتحول بين الروس والإسرائيليين  كان حين نشرت موسكو صواريخ إس 400 وهي منظومة صواريخ قوية تحجم الطيران الإسرائيلي وتمنعه من التدخل في سوريا إلا بإذن روسيا، وهذا سبب تحول العلاقة من التعاون للريبة والشك.

ولكن لن تتطور الأمور عن ذلك ولن تتحول لمواجهات ستظل هناك ريبة وحذر بين الجانبين، قواعد الاشتباك الاسرائيلية تصعب  تطور الصراع السياسي لعسكري.

هل تتفق مع من يقول إن  السعودية  تسعى لإرضاء روسيا من خلال تقليل إنتاجها من النفط ليرتفع أسعاره ما يخفف من حدة الأزمة الاقتصادية الروسية؟

تقليل السعودية لإنتاج النفط هو نابع عن مشاكل اقتصادية لديها، وثقة ذاتية أنها قادرة على السيطرة على مجريات سوق النفط والزيت بشكل عام وتستطيع تغيير الأسعار أي وقت تريد.

وهناك مشاكل كبيرة بين السعودية وأمريكا حول الوقود الأحفوري الذي تستخدمه أمريكا الآن وتخرج منه 5 مليون برميل يوميا، فلدينا مواجهات عنيفة بين الرياض وواشنطن في هذا الإطار ولا أعتقد أن هناك شكل للإرضاء لقوة أخرى بتقليل السعودية إنتاج النفط ولكن اقتصاد المملكة تضرر من الأسعار المنخفضة فتحاول تحسينه.

كيف رأيت فوز إيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية؟

فوز ماكرون مؤشر مهم لأكثر من نقطة الأولى أنه أتى من خارج دوائر الحكم التقليدية المعروفة في فرنسا وهذا عامل مهم على تغير المزاج الفرنسي في السياسة ونجاحه مكسب أوروبي ودولي لأن السياسة الفرنسية أصابها عطب كبير وتقليدية.

المؤشر الثاني هو السن الصغير والخبرة الاقتصادية التي جاء بها ماكرون فهما مؤشر على مدى تغلغل العولمة والأفكار العولمية داخل مؤسسات الحكم الغربية وهذا ليس حديثا فقد أثمر ذلك من قبل عن فوز بل كلنتون في أمريكا وكان في سن صغير وليس سياسيا معروفا وأتت أكلها أيضًا مع توني ببلير في بريطانيا وكان شابا صغيرا وقت قدومه.

وكان كلنتون صاحب توجهات جديدة وأضاف للعولمة أبعادا مهمة وفي فترة حكمه حتى 2000 سار بشكل قوي في تحرير التجارة وتقوية الاقتصاد الدولي، ماكرون جاء دعما لهذه الموجة لدعم لهذه الموجة فهو ابن مؤسسات عولمية  خبير مصرفي.

كيف يصبح شكل فرنسا في عهد ماكرون؟

رؤية ماكرون للعالم تشكلت خارج المؤسسات الرسمية ففكره يميل لتوسيع التجارة وإزالة الحواجز وعقد اتفاقيات تجارية كبرى وفتح الآفاق أمام المجتمع للإبداع، وهناك جزء مهم في خطاباته يتعلق بالجانب الخاص بالناحية الأمنية فكان متحفظا في سياساته الأمنية ودعا لزيادة ميزانية الجيش 2 في المائة من الناتج المحلي الفرنسي وهذا رقم كبير حوالي 40 إلى 50 مليار يورو.

سيعزز أيضًا ماكرون حرس الحدود بشكل قوي داخل فرنسا ليحمي الحدود من دخول الإرهابيين بجانب تقوية قوات الأمن الداخلي الفرنسية، وسيزيد من موازنة وقدرات أجهزة المعلومات وفكرة المواجهة عن طريق أجهزة المعلومات أقرها جوردن براون رئيس وزراء بريطانيا السابق وبعده أقر ديفيد كاميرون مجلس الأمن القومي 2010 وكانت الفكرة من وراء المجلس أن يوكل لأجهزة المعلومات مهمة مواجهة العنف والإرهاب وماكرون سيسير على نفس النهج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل