المحتوى الرئيسى

الباحث بجامعة «سيدنى»: توصلنا لاكتشاف البروتين المسبب لـ«تليف الكبد» المسئول عن وفاة «خمس» رجال مصر

05/14 10:28

قال الدكتور محمد إسلام عبدالحفيظ، الباحث المصرى بجامعة «سيدنى» الأسترالية، إنه توصل بمعاونة فريق من باحثى الجامعة إلى اكتشاف البروتين المسبب لمرض تليف الكبد، ما يفتح المجال للوصول إلى علاجات لمواجهة هذا المرض الذى لا علاج له حالياً سوى عمليات زراعة الكبد فقط. وأضاف «عبدالحفيظ»، فى حوار لـ«الوطن»، أن تليف الكبد هو المسئول عن خُمس حالات الوفيات بين الرجال المصريين فى أعمار ما بين ٤٥ و٥٤ عاماً أى 20٪ من الوفيات الرجال، مشيراً إلى أن مصر بها مجموعة من أكفأ الأطباء والعلماء، ولكن المشكلة هى عدم وجود نظام يحوّل هذه الكفاءات الشخصية إلى «منظومة ناجحة».. وإلى نص الحوار:

«د. عبدالحفيظ»: البيئة الأكاديمية المصرية تحتاج إلى تغييرات جذرية لوقف ظاهرة هجرة العقول للخارج

■ بداية.. كيف بدأت خطواتك الأولى فى مجال الطب؟

- حصلت على بكالوريوس وماجستير فى الطب والجراحة من جامعة المنيا، ثم على درجة الدكتوراه فى أمراض الكبد من جامعة «سيدنى» الأسترالية، وحالياً أترأس مجموعة أبحاث الجينات فى «مركز ويستاميد للأبحاث الطبية» التابع للجامعة، والذى يهدف عمله بالأساس إلى اكتشاف الشفرة الجينية المحدِّدة لمعدلات سرعه تليُّف الكبد، ومن ثم تحويل هذا الاكتشاف إلى وسائل تشخيصية وعلاجية، لمكافحة هذا المرض الذى لا علاج له حتى الآن سوى زراعة الكبد. علماً أن تليف الكبد، بالإضافة إلى تليف أعضاء الجسم الأخرى، مسئول عن نصف حالات الوفيات فى العالم.

■ ماذا عن أبحاثك العلمية المنشورة؟

- خلال مشوارى قمت بنشر ٦٥ بحثاً كاملاً وملخصاً فى كبرى المجلات العلمية العالمية، وتم الاستشهاد بأبحاثى هذه فى نحو 1000 بحث أنجزها باحثون آخرون، كما أصدرت 3 كتب عن أمراض الكبد، ولدىّ براءتا اختراع متعلقتان بتليف الكبد أيضاً، وأنا محكّم لأكثر من ٣٠ مجلة علمية وجهة مانحة لدعم الأبحاث حول العالم، وقد حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة «الطبيب المثالى» و«أحسن بحث» عدة مرات، فضلاً عن أننى تلقيت كورسات علمية فى عدد كبير من الدول الأوروبية، ومنها إسبانيا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وغيرها، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وأستراليا.

نعكف على تطوير «الاكتشاف» إلى «علاج» ويمكن بعدها لشركات الأدوية تصنيعه

■ لماذا اخترت هذا التخصص بالذات؟

- من المعلوم أن أمراض الكبد تمثل مشكلة كبرى فى مصر، ولهذا أحببت أن أساهم -ولو بالنزر اليسير- فى تخفيف آلام مرضى الكبد، ليس فى مصر فقط، بل فى العالم كله.

■ ما أهمية بحثك الجديد بالنسبة لمرضى تليف الكبد حول العالم؟

- الحقيقة أن هذا البحث هو نتاج عمل تراكمى على مدار الخمسة أعوام الماضية، وقد سبقه بحثان تمهيديان. وتتمثل أهمية هذا البحث فى شقين، الشق الأول هو تحسين قدرتنا كأطباء فى تشخيص مرض التليف دون استخدام عيّنة من الكبد، والتنبؤ باحتمالية معدلات تطور التليف، بمعنى هل ستكون هذه العملية سريعة أم بطيئة. ولهذا الغرض قمت بتصميم أداة حسابية بسيطة يمكن لأى طبيب استخدامها مجاناً من خلال شبكة الإنترنت. وهذه الأداة تم اعتمادها ضمن الخطوط الاسترشادية الأسترالية لعلاج «فيروس سى»، وتم اعتبار البحث الممهد لها أفضل بحث خلال العام الماضى ٢٠١٦. أما بالنسبة للشق الثانى من أهمية البحث فهو أننا استطعنا، وبدقة، تحديد بروتين داخل الخلية البشرية يسمى «الإنترفيرون لمادا ٣» كمسبب رئيسى لالتهاب الكبد، وبالتالى حدوث التليف. وتكمن الأهمية الخاصة لهذا الكشف فى أنه يفتح مجالاً واسعاً لتطوير علاجات جديدة للتليف الكبدى عن طريق تحوير تأثير هذا البروتين دون منعه تماماً، حيث إنه جزء من المناعة الطبيعية للجسم ضد أى فيروس.

■ هل تواصلتم مع مراكز أبحاث وشركات لإنتاج علاج للبروتين المسبب للتليف الكبدى؟

- نعكف حالياً على تطوير هذا الاكتشاف إلى طرق علاجية، ويمكن بعدها لشركات الأدوية تصنيع هذا العلاج، ولكن هذا قد يستغرق أعواماً من البحث على خلايا حيوانات التجارب، وتحديداً على الفئران، ومن ثم إجراء دراسات على المتطوعين من البشر، فالمشوار ما زال طويلاً، ونحن على الطريق.

مصر بها أكفأ الأطباء والعلماء.. والمشكلة هى وجود نظام يحوّل الكفاءات الشخصية إلى «منظومة ناجحة»

■ ماذا عن الفريق العلمى الذى تعمل معه؟

- أعمل فى «وحدة ستور لأمراض الكبد» إحدى وحدات مركز «ويستاميد للأبحاث الطبية»، وأترأس حالياً مجموعة الجينات فى الوحدة، ويعمل معى فريق من شباب الأطباء والباحثين بعضهم من مصر.

■ كم عدد مرضى التليف فى العالم عامة وفى مصر على وجه الخصوص؟

- من الصعب معرفة العدد بشكل دقيق، ولكن المعلوم أن ما يقرب من نصف حالات الوفيات فى العالم، وتحديداً نسبة 45٪ منها، هى نتيجة لأحد أمراض التليف التى تشمل تليف الكبد. وطبقاً لتقديرات حديثة، فإن تليف الكبد يُعد المسئول عن خُمس حالات الوفيات بين الرجال المصريين فى أعمار من ٤٥ إلى ٥٤ عاماً. وبالإضافة للفيروسات الكبدية المشهورة فى مصر، فإن دهون الكبد توصف بـ«القاتل الصامت» لكونها السبب الرئيسى للتليف الكبدى.

■ هل ستستمر فى عملك بالخارج.. أم ستعود إلى مصر؟

- على المدى القصير، سأستمر فى الخارج، وأتمنى أن أعود إلى مصر فى القريب العاجل، ولكن البيئة الأكاديمية فى مصر تحتاج إلى تغييرات جذرية لوقف «نزيف العقول» وتسربها إلى الخارج، والحقيقة أن التنافس والصراع بين الدول العظمى الآن هو على محاولة اجتذاب أفضل العقول، بتقديم كثير من الإغراءات والمميزات، فالعلم ليس ترفاً، بل هو صناعة كبيرة تقف كمحرك رئيسى خلف كل الصناعات الأخرى، وبالتالى تدعم اقتصاديات هذه الدول.

■ كيف ترى الوضع الطبى فى مصر الآن؟

- أعتقد أن مصر بها مجموعة من أكفأ الأطباء والعلماء، وهذه حقيقة وليست مجرد كلام مرسل، غير أن المشكلة تتمثل فى عدم وجود نظام يحوّل الكفاءات الشخصية إلى «منظومة ناجحة».

■ من هو مثلك الأعلى؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل