المحتوى الرئيسى

ميادة ودموع عبدالوهاب!! | المصري اليوم

05/14 01:01

عندما استمع الموسيقار محمد عبدالوهاب إلى صوت ميادة الحناوى، فى دمشق، قبل أربعين عاما، وجه لها الدعوة مباشرة للقاهرة وبدأ فى إعداد لحن (فى يوم وليلة)، كانت الصحافة فى نهاية السبعينيات تمنح مساحات ضخمة لميادة بجوارها صورة محمد عبدالوهاب، على اعتبار أنها فى طريقها لتحتل العرش بعد رحيل «أم كلثوم»، اعتراف «عبدالوهاب» بالمطرب دائماً ما يأتى متأخراً، فهو لا يُقدم أول لحن، يتركه فى البداية للآخرين، راجع كيف انتظر عبدالحليم، بعد نجاحه أولا مع الموجى والطويل وكرر الأمر أيضاً مع نجاة وفايزة ووردة، فهو يتفحص الصوت ليكتشف مواطن الجمال من خلال ألحان غيره، هذه المرة ومن أجل ميادة اخترق تلك القاعدة وقرر أن يتحمل مباشرة لأول وآخر مرة المسؤولية لتقديم صوتها، ميادة لم تكن تجاوزت العشرين، كان عبدالوهاب يقترب من الثمانين، موسيقار الأجيال له مقولة شهيرة (لا شىء يقف أمام الأجمل)، تستطيع أن تجد تفسيرا لتلك العبارة لو كنا نتحدث عن الأجمل فى الموسيقى وفى النساء أيضا، وهكذا كان عبدالوهاب يرى ميادة وميضا سحريا يرشق فى القلب، انفلتت بعض الكلمات من الأستاذ أثناء البروفات على العود، كان يمطر ميادة بكلمات يسكنها الهيام واللوعة، عبدالوهاب يحرص على أن يحتفظ بتسجيل يعود إليه ليستطيع أن يتلمس مواطن الجمال فى اللحن، ميادة معها نسخة أخرى، الشريط ينتشر فى الوسط الفنى، عبارات الغزل وصلت إلى مسامع زوجة الموسيقار الكبير التى رحلت قبل نحو عام «نهلة القدسى»، اعتبرت الزوجة المجروحة فى كرامتها أن ما حدث جريمة لا تغتفر، فكان لابد من العقاب القاسى، حيث مُنعت ميادة بقرار رسمى من دخول البلاد، بناء على أوامر من «نهلة» ذهب «عبدالوهاب» إلى مكتب وزير الداخلية الأسبق «النبوى إسماعيل» وأصدر الوزير أمراً بترحيلها فور وصولها إلى مطار القاهرة..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل