المحتوى الرئيسى

المحبة التلقائية | المصري اليوم

05/14 00:42

في ظل إحباطات متعددة المصادر وحزن لم يبرح القلب بعد بسبب الحوادث الإرهابية الأخيرة وما يحاول البعض إثارته بين الحين والآخر لشق الصف بالتركيز على مناقشة الموضوعات الخلافية تحت عناوين عريضة ومسميات في ظاهرها عدة ترتكز جميعها حول عرض الحقائق وتصحيح الخطب والاستنارة، والواقع أنها جميعها تؤدي في باطنها لتحقيق هدف محدد وهو إسقاط الدولة.

وعلى الرغم من كل ذلك، فمازلت أمتلك الامل الكبير والقوي والفخر بهذا الشعب الذي أكد التاريخ مرارا وتكرارا على أنه لا يغلب، وذلك بعيدا عن الأحضان الباردة والشعارات الرنانة.

لقد ضرب المسلمون والأقباط أروع الأمثلة في الوحدة ونبذ العنف في مواقف كثيرة كان أجملها وأكثرها تلقائية المبادرة الشعبية التي اتخذها المواطنون المسلمون بالتبرع فيما بينهم من أجل شراء بوابة إلكترونية لتأمين كنيسة الشهيد مارجرجس الروماني بمدينة شربين بمحافظة الدقهلية عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة التي ضربت كنيستي طنطا والإسكندرية، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين.

موقف رائع صادق بلا تكليف ولا تزييف ولا تجميل وبلا نفاق ولا استغلال لموسم انتخابات ولا غيره.

لقد أكد القمص ثاؤفيلس القمص شنودة كاهن كنيسة مار جرجس الروماني بمدينة شربين، أن الجميع يعيش في حياة أسرية لا فرق بين مسلم ومسيحي، مشيرا إلى أنهم يعيشون في ود وسلام ومحبة ما بين إخواتهم وأحبائهم وشركائهم في الوطن دون تزييف للمشاعر، وأضاف «من مظاهر المحبة الكبيرة التي ظهرت في شربين، أنه بعد الأحداث التي حدثت في طنطا والإسكندرية والإجراءات الأمنية التي اتخذتها الشرطة حفاظا على أمن البلد والكنائس وقرار الأمن بأنه يجب على كل كنيسة وضع بوابة إلكترونية لتأمين المكان، فوجئ أن المسلمين في شربين عندما سمعوا خبر أن الكنيسة تحتاج لبوابة إلكترونية بدأوا في التبرع فيما بينهم لشراء البوابة حبا في الكنيسة، لأنهم دائما يقولون دى كنيستنا مش بيقولوا كنيسة المسيحيين، مشيرا إلى أنه تزعم حملة التبرعات اثنان من المسلمين هما الدكتور أحمد عبيه والدكتور محمد الدنف»، وتابع: «الموضوع ليس موضوع بوابة أو شراء بوابة ولكن موضوع محبة متبادلة بيننا وبين أحبائنا المسلمين، وهذا ليس جديدا على أحبائنا المسلمين، أننا نعيش المحبة من زمان أجدادى وأجداد أجدادى واليوم عاشوها إحنا أتربينا عليها ومستمرين عليها وربنا يديم المحبة والسلام في مصر كلها، مش شربين بس وتكون شربين نموذج لكل محافظات الجمهورية فنحن نعيش المحبة والسلام عمليا وليس بالكلام، وبندعى من قلوبنا ربنا يبارك في مصر وتكون باستمرار منارة للعالم».

من جانبه، أضاف الدكتور أحمد سمير عبيه من مدينة شربين، أن فكرة التبرع لشراء البوابة جاءت وليدة اللحظة، مشيرا إلى أنهم يحمون بيت من بيوت الله فيه أخواتهم وأصدقاؤهم وجيرانهم، فلا يوجد عندهم فرق بين مسلم ومسيحى فمن يموت هو شهيد مصرى فالهدف في التفجيرات الأخيرة ليس الأقباط ولكن مصر والمصريين».

وأكمل «الموقف الخاص بالتبرع لشراء البوابة الإلكترونية جاء تعبيرا عن المحبة والسلام وليس ماديا، فهناك رجال أعمال أقباط ومسلمين ممكن أحدهم بمفرده يقوم بشراء البوابة ولكننا جعلنا الجميع يشارك والمساهمة للتبرع لشراء البوابة ليرى الجميع أنه لا يوجد فرق بين المسلم والمسيحي، وردًا على ما نراه كل فترة من أعمال صبيانية لا تزيدنا إلا قوه وتماسكا ووحدة».

وأضاف وديع كرم رزق قائلا «لما الدكتور أحمد عرض الفكرة على صفحات التواصل رأينا أن القصة مش قصة بوابة إحنا نقدر نجيب كذا بوابة ولكن إللى حصل دليل على المحبة هما حبوا يعرفوا الناس بشكل عملى ويجيبوا حاجه تدل على المحبة تفضل قدامنا على طول الوقت رمزا للمحبة والسلام والود علشان كده الكل شارك في شرائها».

أنشر هذه الواقعة بمفردات وألفاظ أصحابها كما قيلت في هذا الوقت بعد انقضاء ما يزيد على الشهر منذ وقوع التفجيرات الإرهابية التي ضربت كنيستي طنطا والإسكندرية حتى نتوقف أمام التساؤل الأبرز الآن لماذا تصر القنوات الفضائية ووسائل إعلام مختلفة على نشر الأفكار الهدامة وبث الفتن وزرع الكراهية بين المواطنين، لماذا الإصرار على إدارة ملف بالغ الحساسية والخطورة بمزيد من التقارير والآراء المتشددة، لماذا لا تقوم وسائل الإعلام المختلفة بعرض مثل هذه المبادرات الإنسانية التلقائية بدلا ممن يصدعون رؤوسنا بالمبادرات والتصريحات التي لا جدوى منها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل