المحتوى الرئيسى

لماذا الهجوم علي صلاح الدين تحديدا يا زيدان

05/13 22:27

لو لم يوجد «الناصر» لما تحررت القدس وظلت تحت إمرة الصليبين

ظل يحارب 12 عاماً بلا توقف ولم يرق نقطة دماء واحدة في بيت المقدس وأمَّن المسيحيين على أنفسهم وأخرجهم سالمين

مات ودُفِن في دمشق وعندما دخل اللورد اللنبي سوريا وقف على قبره وخاطبه قائلاً «ها قد عدنا يا صلاح الدين»

الهجوم عليه لبث روح الانهزامية وإحباط الأمة ورسالة للعرب فحواها «قائدكم حقير»

قالت الدكتورة زبيدة عطا، أستاذ التاريخ وعميد كلية آداب حلوان سابقاً: فوجئت بالهجوم الشديد على القائد العربي صلاح الدين الإيوبي خاصة وأن هذا الهجوم هو الأول من نوعه من الكاتب يوسف زيدان الذي استخدم مصطلحات لوصف تلك الشخصية غير موجودة علي الإطلاق فلم توجد في كتب التاريخ أو الكتب العلمية لفظ «أحقر» أو حقير وهي ألفاظ تدل على حقد دفين يعبر عن صاحبها في وقت غريب وتوقيت أغرب لا أجد له تفسيراً حتي هذه اللحظة سوي خدمة الصهيونية العالمية، فكيف نكيل الهجوم على رمز صلاح الدين الأيوبي الذي يذكر له التاريخ تحريره بيت المقدس وهي واقعة لم تحدث من قبل أي حاكم على الإطلاق إذ ظل «صلاح الدين» يحارب 12 سنة متتالية، وظل يحارب حتي انتصر نصراً مؤزراً على الصليبيين في موقعة «حطين» المعركة التي أوجعت الصليبيين والغرب وهي معركة فارقة في تاريخ الغرب على الإطلاق.

وتؤكد أستاذة التاريخ قائلة: الصليبيون يمجدون حروبهم ويرون في «صلاح الدين» عدواً كبيراً لهم ويكفي أن «صلاح الدين» مات مغترباً بعيداً عن مصر إذ دُفِن في دمشق وهو ما يؤكده لنا التاريخ أنه قائد فذ قلما يجود الزمان بمثله وعندما يزداد الهجوم عليه ربما يساهم في نشر سيرته من جديد رغم أن كل شخصية تاريخية أثرت في الواقع لها سلبيات ولها إيجابيات لكن «صلاح الدين» إيجابياته ومحاسنه تطغي على بعض السلبيات، فقد كان الأزهر جامعة وجامعة لتدريس المذهب الشيعي ومعروف توجهات هذا المذهب وتأثيره على وحدة المسلمين فما كان منه إلاّ أن ألغي تدريس المذهب وحل محله المذهب السُني الذي يعبر عن الإسلام الوسطي وسماحته، وما قيل عما فعله مع الفاطميين كان للحفاظ على المذهب السُني وليس كما قيل أراد إبادتهم، فالرجل أراد الحفاظ على مصر والحفاظ على أهلها ويعد «الضرب» في شخصية «صلاح الدين» هو بمثابة إشاعة روح الإحباط لدي الأمة ورسالة للغرب بأن لا مخلص قادم لبيت المقدس وأن الشخص المرتقب غير قادم على الإطلاق وحتي القائد الذي حرر القدس ليس سوياً ولا يستحق تلك الإشادة.

وتفجر الدكتورة زبيدة عطا مفاجأة من العيار الثقيل تفسر الهجوم واستهداف شخصية «صلاح الدين» عندما قالت إن اللورد اللنبي أحد القادة الصلبيين عندما دخل سوريا أول شيء فعل قبل أن يحط عصا الترحال ذهب إلي قبر «صلاح الدين» في دمشق وقال له مخاطباً في قبره «ها قد عدنا يا صلاح الدين» في رسالة تؤكد أن «صلاح الدين» كان حجر عثرة بالنسبة لتقدم الصليبيين في غزواتهم وفي رسالة مؤكدة أن الصليبيين وأتباعهم ظلوا على الدوام النيل من «صلاح الدين» حياً وميتاً، وفي رسالة ثالثة تؤكد أن الحروب الصليبية لم تتوقف بهزيمة «حطين» ولن تتوقف في المستقبل ولك أن تعلم أن ما قاله جورج بوش الابن، الرئيس الامريكي الاسبق، بعد غزو العراق وصفها بـ«الحرب الصليبية» قبل أن يعود ويعتذر عن اللفظ فهذه العقيدة هي التي تحرك الصليبيين وأشياعهم وأتباعهم، وما قاله أحد الكُتاب اللبنانيين سابقاً عن «صلاح الدين» كان مقصوداً لذاته وللنيل من شخصيته في محاولة صريحة لهدمه ونقض تلك الشخصية التي تزداد بريقاً ولمعاناً كلما زادت الهجوم عليه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل