المحتوى الرئيسى

علامات استفهام حول أسباب هدم الثوابت الدينية والتاريخية

05/13 22:27

مراقبون: إثارة الجدل هدفه إلهاء الرأي العام ودلالة على الجهل

خلال الأسبوع الماضي توالت التصريحات المثيرة للجدل، بداية بفتوى الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا التي كفر فيها الأقباط ثم تصريح الروائي والباحث التاريخي الدكتور يوسف زيدان الذي وصف فيه القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي بأحقر شخصية عرفها التاريخ.

وكلا التصريحين أثار جدلا حول ثوابت دينية وتاريخية؛ ما يفتح بابا للتساؤل حول أسباب إطلاقهما في هذا التوقيت الذي تعلو فيه الأصوات المطالبة بتجديد الخطاب الديني وتعاني البلاد من احتقان بسبب عمليات إرهابية استهدفت الكنائس خلال الأشهر الماضية.

واختلف مراقبون - تحدثوا للوفد -  حول أسباب إطلاق هذه التصريحات إذ رآها البعض محاولة لإلهاء الرأي العام عن المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تحيط بهم، بينما اعتبر آخرون أن المسالة لا تخرج عن الصدفة الناتجة عن جهل بالدين والتاريخ.

من جهته قال الدكتور مصطفى معوض، أستاذ الفكر الإسلامي المعاصر بجامعة عين شمس، إن إثارة تصريحات خاصة بتكفير المسيحيين والهجوم على رمز إسلامي كصلاح الدين الأيوبي، يدخل في إطار محاولة إلهاء الرأي العام عن المشكلات السياسية والاقتصادية التي تواجه المجتمع.

وأضاف معوض :«بشكل عام هناك اتجاه لإشغال الناس عن ارتفاع الأسعار وتبعات تعويم الجنيه واتفاقيات دولية تبرمها السلطة»، غير أنه في الوقت نفسه أكد عدم استطاعته الحكم على نية مطلقي التصريحات المثيرة للجدل.

أما الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فرأى الكثير من علامات الاستفهام حول توقيت إصدار مثل هذه التصريحات.

وتساءل مستنكرا :«هل الهدف من هذه التصريحات إثارة الفتنة والاقتتال الداخلي؟ ولماذا لا يفكر عبد الجليل وزيدان في تبعات ما يقولانه؟»، مشيرا إلى خطورة تكفير شركاء الوطن كما فعل عبد الجليل أو التشكيك في رموزنا الإسلامية التي حققت انتصارات للدين والوطن كصلاح الدين الأيوبي على غرار ما قاله زيدان.

وأوضح الجندي أن الإسلام لم يكفر اليهود والمسيحيين بل يعتبرهم من أهل الكتاب وأوصى بهم خيرا وسمح بالزواج منهم وأكل طعامهم، مشددا على ضرورة عدم اجتزاء آيات قرآنية لتمرير تفسيرات بعينها بهدف إثارة الفتن وتمزيق المجتمع.

ومن جانبه قال المستشار أحمد عبده ماهر المفكر الإسلامي، إن المشايخ يطلقون فتاوى دون حساب عواقبها السلبية، وتابع :« ضرر هؤلاء المشايخ أكبر من نفعهم».

وأضاف ماهر أن المشايخ الموجودين على الساحة الدينية غير مؤهلين للإفتاء، مرجحا سلامة نية عبد الجليل في تفسيره لتكفير المسيحيين، غير أنه أردف:« ولكن تكفير عبد الجليل للأقباط أغرى السفهاء للهجوم على شركاء الوطن وتعريض أمن الدولة للخطر دون أن يدري مخاطر ما قاله».

ونفس تصرف عبد الجليل سبقه فيه شيخ الأزهر أحمد الطيب بسلامة نيه حيث رفض تكفير تنظيم الدولة الإسلامية ما أغرى بعض الغوغاء للانضمام له باعتباره فصيلًا إسلاميًا جهاديًا، حسب قول المفكر الإسلامي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل