المحتوى الرئيسى

الأسرى الفلسطينيون يدفعون فاتورة ضعف الجامعة العربية

05/13 22:18

 مثل كرة الثلج تزداد حجماً واتساعاً كلما تدحرجت إلى الأمام، هكذا هو حال قضية الأسرى الفلسطينيين فى سجون النازية الصهيونية، ردود أفعال واسعة سببها الإضراب الذى يقترب من الثلاثين يوماً، ففى تونس دخل العديد من النشطاء إضراباً للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، وللتعبير عن احتجاجهم لما يتعرض له الأسرى من انتهاكات غير إنسانية فى سجون الاحتلال، كما عبر العديد من الشباب فى مختلف البلدان العربية عن تعاطفهم مع الأسرى فى معركتهم.

اللافت أن التعاطف الشعبى هو المسيطر على المشهد العربى فى التعامل مع قضية الإمعاء الخاوية، بينما اختفى أى تحرك رسمى للدول العربية لمناصرة المضربين عن الطعام فى الوقت الذى فاجأت البرتغال الدول العربية بإعلان برلمانها تضامنه مع الأسرى الفلسطينيين، ليؤكد أن معركة الأمعاء الخاوية معركة شريفة يساندها الشرفاء حتى لو لم يكونوا من بنى جنسهم أو يتكلموا نفس اللغة.

 على المستوى الدولى لم تتحرك الأمم المتحدة للتصدى للغطرسة الإسرائيلية بإصدار قرار دولى يجبر إسرائيل على الرضوخ لمطالب الأسرى المشروعة والعادلة وفقاً للمعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسرى فى سجون الاحتلال.. ورغم أن قضية الأسرى قضية إنسانية فى المقام الأول، فضلاً عن أن الأسرى هم فلسطينيون دولتهم عضو بالجامعة العربية لم تقم الجامعة العربية وأمينها العام بالدور المطلوب منه كما ينبغى ولم تشعر الجامعة بإضراب الأسرى إلا بعد وقوعه بأسبوعين، وجاء تعاطيها مع الأزمة بطيئاً وغير فعال وروتينياً، حيث اكتفى الأمين العام أحمد أبوالغيط ببعث خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة لسرعة التدخل للضغط على إسرائيل لتلبية مطالب الأسرى، وطالب «أبوالغيط» فى خطابه بأن يتحمل المجتمع الدولى مسئولياته لإجبار إسرائيل على الالتزام باتفاقية جنيف تجاه الأسرى ولم تتحرك الأمم المتحدة  لحماية الأسرى الفلسطينيين، ولم يجد «أبوالغيط» سوى أن يبعث رسالة استغاثة أخرى إلى الصليب الأحمر لوقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى، وجاء رد الصليب الأحمر على استغاثة «أبوالغيط»، حيث أكد أنه يتابع الإضراب عن كثب، وأنه يوثق شهادات الأسرى وأسرهم دون جدوى، وظل موقف «أبوالغيط» يتأرجح ما بين التعبير عن قلقه حيال الأسرى وإرسال رسائل وخطابات للمجتمع الدولى للتدخل، ناسياً أنه أمين عام الجامعة العربية يمتلك من الأدوات والآليات التى لو أراد استخدامها لمثلت ضغطاً حقيقياً يقوى موقف الأسرى فى معركة الأمعاء الخاوية، أهمها الدعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لمناقشة الأزمة والتوصل لحلول سريعة لإجبار إسرائيل على الرضوخ لمطالب الأسرى العادلة والمتمثلة فى إنهاء سياسية العزل الانفرادى، وسياسية الاعتقال الإدارى، وتحسين الأوضاع المعيشية للأسرى، وتركيب تليفون عمومى للأسرى للتواصل مع ذويهم، وإنهاء ملف الإهمال الطبى.

وأكد مصدر مطلع بالجامعة العربية، أن «أبوالغيط» يخشى عدم استجابة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ لبحث أزمة الأسرى فى حالة الدعوة لهذا الاجتماع.

وأشار مصدر دبلوماسى آخر إلى أن الجامعة العربية أصبحت أضعف من أن تمارس ضغطاً أو تهديداً لإسرائيل؛ بسبب تمزق الوطن العربى واختلاف المصالح والتوجهات للحكام والأنظمة العربية التى تتحرك وفق مصالحها دون أدنى اعتبار للقضايا العادلة والمشروعة للشعب الفلسطينى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل