المحتوى الرئيسى

الشاشات: هل هي حقاً العدو؟

05/13 16:12

دائماً ما وجد المجتمع وسيلة أو أخرى لتعنيف الآباء والأمهات. والذي يتنافس حالياً مع السكر المكرر ليكون أسوأ اختيار أبوي، السماح لأطفالك باستخدام الشاشات.

لكن هذا ما أدركته: رفض قبول واحتضان مكان أطفالك في العالم الرقمي قد يسبب لهم ضرراً أكثر بكثير من النفع.

65% من الأطفال الذين يبدأون الدراسة هذا العام سوف ينتهي بهم المطاف في وظائف لم توجد بعد، وهذا وفقاً لوزارة العمل الأميركية. الشاشات (وليس خبز الثوم، وبيتر كاي) هي المستقبل.

لم أشعر دائماً هكذا. عند مناقشة ماذا سنشتري لابننا البالغ من العمر 9 سنوات من أجل عيد ميلاده الماضي، رشح زوجي شراء جهاز كمبيوتر محمول بسيط. كان ردي: "مستحيل تماماً! سيكون لديه لُعب البناء المفيدة، والمواد الحرفية والكتب- الأشياء التي تجعله يفكر". فاز زوجي (حدث نادر)، وفي العام الماضي صرنا نعيش مع مبرمج صغير، ومصمم غرافيك ورسوم متحركة. لم يكن هناك أي نقص في التفكير.

حتى الأجهزة اللوحية (تابلت) الممنوحة للأطفال الصغار، والتي يبدو أنها السبب في معظم الإدانة الموجهة، لديها امتيازاتها التنموية. وجد استبيان أجراه عالم النفس د. تيم سميث، بجامعة لندن، أن الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و36 شهراً -العمر نفسه الذي أبلغ الآباء فيه عن تعلم أطفالهم تمرير أصابعهم بنشاط على شاشة تعمل باللمس لأول مرة- كان مرتبطاً بشكل إيجابي مع العمر الذي كانوا قادرين فيه على تجميع المكعبات، معيار لمدى تمكنهم من التحكم في المحركات الدقيقة.

في الكفة الأخرى للميزان، يتم استدعاء حالة المراهقين اليوم؛ لكونهم متجهمين، مهووسين بالشاشات يسيرون كالزومبي، ولكن البروفيسور روبرت وينستون (الطبيب، والعالم، والأسطورة في كل شيء)، يعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير إيجابي على حياتهم. ويقول: "من السهل جداً إصدار بيانات شاملة حول ما هو جيد أو سيئ، أو حول عدد الدقائق التي يجب أن تقضيها على الإنترنت، ولكن معظم تلك الأمور هراء".

نوقشت وسائل التواصل الاجتماعي في حلقة حديثة من مسلسل Winston's Child of Our Time، والتي أظهرت أطفالاً تبلغ أعمارهم 16 عاماً. واحدة من المراهقات، التي أعلنت مؤخراً أنها مثلية الجنس، وجدت الدعم لها على الإنترنت، بعد أن شعرت بأنها وحيدة ومعزولة في العالم الحقيقي.

هذا ما غطاه العلم، ولكن ليس عليك أن تكون عالماً لترى العدد الكبير للشاشات التي تستحوذ على انتباه الأطفال، وكيف يمكن استخدامها للقيام بعمل جيد. تستخدم المدارس اليوم أجهزة لكل شيء؛ بدايةً من إسماع الصوتيات للأطفال البالغين من العمر 4 سنوات، وحتى جعل المراهقين البالغين 14 عاماً يقومون بالتحقق من المعلومات الموجودة بالكتاب المدرسي حول الأزمة السورية، مع البيانات المحدثة دقيقة بدقيقة على الإنترنت. هناك تطبيقات تدعم الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد، عسر القراءة والاحتياجات الخاصة. بأكاديمية خان الواقع مقرها في سيليكون فالي، المعلم هو التطبيق.

الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي المستخدمة من قبل الجيل زد (generation Z) [مواليد منتصف التسعينات حتى منتصف الألفينات] على الأقل تفاعلية، عكس الوقت الذي قضيناه في متابعة الشاشات نحن جيل إكس (generation X) [مواليد منتصف الستينات وحتى أوائل الثمانينات] ونحن صغار. كان هذا يتألف من ساعات طويلة خاملة وكسولة من مشاهدة التلفاز، بما في ذلك -وياللمفارقة!- اسم العرض "لماذا لا تُطفئ تلفازك وتخرج وتقوم بفعل أقل مللاً بدلاً من ذلك؟" (Why Don't You Just Switch Off Your Television Set and Go Out and Do Something Less Boring Instead؟)

قلة من سعداء الحظ فقط من كان لديهم أجهزة كمبيوتر منزلية في وقت مبكر، والتي هي كمكافأة للاستماع لمدة 30 دقيقة من وقت التحميل الصاخب، كانت تسمح لك بصد ورد كرة منقطة من وإلى جدار. كان أحد أعظم إنجازاتي الوصول لمستوى 33 في لعبة Arkanoids. استغرق الأمر مني ساعتين وأصبت بتلوث بولي. لم تكن طفولة الأجيال السابقة مفيدة تماماً بعد كل شيء.

أخيراً، دعونا نكن صادقين وغير خجلين من المنفعة الكبيرة الناتجة من إعطاء جوني الصغير آيباد- يمنح هذا والدي جوني الصغير استراحة! نعم، هذا أمر مثير للجدل، ولكن كل شيء يكون صحيحاً باستخدام الحس السليم والاعتدال ومقاومة إغراء استخدامها بمثابة مربيات. بلا شك، يجب على الأطفال قضاء المزيد من الوقت في صنع الروائع، وفطائر الطين، والذكريات، ولكن في بعض الأحيان تمطر السماء، أو نكون على سفر أو في بعض الأحيان تكون ماما فقط متعبة جداً.

هل لا تزال تجلس على مقعد عالٍ حين يتعلق الأمر بقضاء الوقت أمام الشاشة؟ كيف تقرأ هذه المدونة؟ على الهاتف، أم الكمبيوتر أم الكمبيوتر اللوحي؟ هل هذه مصادفة؟ ربما حان الوقت للنزول من مقعدك العالي هذا.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل