المحتوى الرئيسى

طرق مخفية يغير بها السفر حياتك

05/13 16:12

السفر، أجل! إنك على الأغلب تقوم به بالفعل وتحبه.

السفر للتغيير؟ سواء قررت أن تحظى بعزلة تأملية، أو صحوة روحية عميقة، أو لم تفكر في السفر إلا كوسيلة لاكتشاف أماكن جديدة، إليك بعض الطرق الخفية التي يمكن للسفر تغيير حياتك بها.

بإمكان السفر أن يجعلك شخصاً أكثر اهتماماً، أوسع اطلاعاً، وأحسن عِشرة.

في اقتباس شهير يقول مارك توين: "السفر حل جذري للتعصب الأعمى، للتحيز، ولضيق الأفق، لا يمكن للانزواء في بقعة صغيرة من العالم أن يخلق وجهات نظر واسعة، صحية أو خيرة".

في ثقافة هذا العصر المبنية على الخوف والانقسام، يمكن للسفر إلى بلد جديد أن يوفر لك كل أنواع التجارب التي ستجعلك أكثر اهتماماً بشقيقك الإنسان، بإمكانه أيضاً أن يمدك بفهم أعمق لما يجري حقيقة في أماكن أخرى من العالم.

قمت على سبيل المثال، بعد الربيع العربي (الثورة المصرية تحديداً)، بزيارة القاهرة. في بلدي، كان الجميع خائفين من قيامنا بتلك الرحلة، بينما كانت الحقيقة بعيدة كل البعد عما يدعو للقلق، قمت بإخراج مقال مصور على "هاف بوست" وأنا أشرب الشاي في ميدان التحرير؛ لكي يرى الناس كم كان الوضع آمناً. علمتني تلك التجربة ألا أثق أبداً بنشرات الأخبار.

يخرجك السفر من محيطك المريح في بلدك.

عندما تسافر إلى بلد جديد، لا توجد طريقة تمكنك من التحكم في كل شيء، ابتداءً من حقيقة أنك لست أنت من تقود الطائرة إلى منطقة زمنية جديدة وآفاق ثقافية مختلفة، يمكن لذلك أن يسبب شعوراً بعدم الراحة في البداية (رأيت رفقائي في السفر يمرون بهذه الحالة ملايين المرات).

أولاً، عندما يحدث ذلك، تقبل الأمر كما هو: أنت خائف أو غير مرتاح، لذلك تحاول بقدر استطاعتك أن تتحكم فيما حولك، قد تصل حتى إلى الاهتمام بأصغر التفاصيل قبل رحلتك أو خلالها.

والحل؟ استرخِ. لا يمكنك التحكم في الأمور، فتوقف عن المحاولة، ما إن تفعل حتى تبدأ بالاستمتاع بوقتك أكثر وبالقيام بالعديد من التجارب الحياتية خارج نطاق ما هو مألوف لديك.

للعديد من الناس، ما إن يحدث هذا التحول بعيداً عن بلدهم، يشعرون بالحرية إلى درجة أنهم يحاولون بعد ذلك تكرار هذا السلوك الفريد المكتشف في حياتهم اليومية، ويصلون غالباً إلى نتائج جذرية، كأن يلاحظوا كم كانوا عالقين فيقومون بقرارات مصيرية في حياتهم الشخصية أو على المستوى المهني.

بتعبير آخر، لا تسافر إن لم ترغب في الخروج عما هو مألوف ومريح بالنسبة إليك.

قد يزيد السفر من ثقتك بنفسك وإحساسك بقوتك.

3 كلمات: كُل.. صلِّ.. نم!

كان كتاب إليزابيث غيلبرت بمثابة الدليل الشامل لكي تستعيد زمام حياتك وتنضج أكثر مما يمكنك أن تتخيل، خلال 10 سنوات من قيادتي لرحلات "كُل.. صلِّ.. نم"، منحت امتياز مشاهدة هذه العملية مراراً وتكراراً مع المشاركين في رحلاتي.

الابتعاد عن حياتك اليومية بإمكانه دفعك للتفكير بشأن ما تريده من حياتك، كما يمكن لمواجهة التحديات غير المتوقعة التي تظهر في أثناء الرحلة أن تزيد من قوة إيمانك بنفسك.

بإمكان السفر أن يعطيك نظرة أكثر شمولاً لحياتك، مساعدًا إياك على إدراك ما هو مهم بالنسبة لك حقاً.

أن ترى من منظور "عين الصقر " -وجهة النظر على بعد 65.000 قدم- مهمة لتتذكر من تكون فعلاً في داخلك، بعيدًا عن كل تلك المشتتات في حياتنا اليومية.

يعتبر السفر بمفردك، أو حتى في جولة مع الآخرين نقطة بداية جديدة للعديد من الأشخاص، فهي تمنحك الفرصة لملاحظة ما تفتقده ويشكل أهمية كبيرة بالنسبة إليك، وما لا تفتقده على الإطلاق.

بين مشاهدة المناظر الخلابة في إيطاليا أو الإبحار عبر نهر النيل، لديك من الوقت ما يكفي للتركيز على جوهرك. وعند عودتك إلى المنزل، يصبح من السهل عليك تسليط الضوء على ما يجعلك راكداً في حياتك، وأن تغتنم ما يشعرك بالسعادة والمرح فيها.

يوقظك السفر.. سواء أكنت مستعداً أم لا

كنت ملحدة طوال حياتي، عندما ذهبت إلى مصر لأول مرة، وعند عودتي بعد أسبوعين كنت قد تحولت إلى شخص روحاني بشدة حظي بالتعرف إن لم يكن على الله فعلى روحه للمرة الأولى.

هذا التحول العميق غيّر كل لحظة من تجربتي الحياتية من حينها (سيرة رحلتي الروحية، صعود الإلهة الحمراء، بهما كل التفاصيل الشائقة).

المفاجأة الأكبر في ذلك التحول، أنه على الرغم من أني كنت أنتظر وآمل حدوث ذلك التحول طيلة حياتي، لم تكن عندي أدنى فكرة أنه سيحدث في مصر ولم أتوقع ذلك على الإطلاق.

ببساطة، لا يمكنك على الإطلاق معرفة متى ستمر بأكثر لحظات حياتك عمقاً وتأثيراً، وكل ما باستطاعتي قوله هو أن السفر يهزك بالقدر الذي تتوقف عنده عن التمسك بشدة بمقاييسك وتوقعاتك، وعندها يتسلل السحر إلى حياتك.

من تبدل عقليتك إلى التغيرات الجذرية، يمكن للسفر أن يوفر لك مساحة جديدة للتغيرات الأكثر روعة في نفسيتك، في البيئة التي تكون أكثر استعداداً للسماح لذلك بالحدوث.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل