المحتوى الرئيسى

حرب الأيام المقبلة... كيف تستعد قبائل شمال سيناء للانتقام من مسلحي "داعش" بعد "الأربعاء الدامي"

05/13 01:38

تبدو المعارك بين الجانبين أقرب للحرب النظامية، فهناك غارات ومداهمات للبيوت والأسواق، وهجمات منظمة على الطرق السرية في الجبال الوعرة، ونصب كمائن خادعة. هناك أسرى من الجانبين، وعمليات تحرير للأسرى. ومعظمها عمليات تتم بحرفية عسكرية تصعب على المدنيين العاديين.

يغضب أبناء الترابين من وصف الإعلام القاهري لما يجري بأنه "حرب السجائر"، ويرون أنها "حرب ضد الإرهاب يقوم بها الجيش المصري وقواتنا المسلحة بالتعاون مع بدو سيناء كجنود في معركة وطن"، كما قال أحدهم في تصريحات مجهلة. لكن الصحفية منى الزملوط المقيمة بشمال سيناء نقلت أكثر من مرة عن شهود عيان في جنوب رفح "أن الحرب بين مسلحي ولاية سيناء ومجموعة من الترابين لن تنتهي إلا بوقف تهريب السجائر التي حرمتها ولاية سيناء على المنطقة".

ويقول شهود عيان محليون إن تجار الحدود يستخدمون طريقي "أبو حلوة" و"الطايرة" وسط وجنوب رفح، لتهريب البضائع للقطاع، "بتوافق كل الأطراف". لكن تنظيم ولاية سيناء كسر الاتفاق الضمني بالتغاضي عن مرور البضائع المهربة، وبدأ مسلحوه يضرمون النيران في شاحنات "السجائر" ويستولون على السيارات، وينفذون عقوبة الجلد بحق السائقين. ولا توجد معلومات دقيقة عن هذا "الاتفاق الضمني" ولا عن أسباب كسر المسلحين له.

الخطوة المقبلة: مزيد من التعاون بين الجيش والقبائل؟

"رحيل أهم شباب الترابين سالم أبو لافي سيزيد من إصرار قبائل سيناء الترابين والسواركة والرميلات والحويطات على مساعدة القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب". هكذا ترى الصحفية محاسن السنوسي المتخصصة في ملف شمال سيناء تأثير أحداث البواطي.

حرب السنوات الأربع في شمال سيناء ستشهد تطورات نوعية في الأيام القليلة المقبلة، في رأي محاسن السنوسي، في حوارها مع "هاف بوست عربي"، وأبرزها المزيد من التعاون بين الجيش والقبائل. "سينضم المزيد من شباب القبائل للقوات المسلحة، بالإضافة إلى 200 شاب تم تدريبهم بالفعل على أيدي قيادات من القوات المسلحة في الفترة السابقة، كما سيزداد التعاون بين الجيش والقبائل في رسم خريطة دقيقة لطبيعة الصحراء ودروب ووديان سيناء، وستنتهي مهمة البدو بتسليم الدواعش المقبوض عليهم للقوات المسلحة، حتى وإن كان من بينهم عناصر تكفيرية تنتمي لقبائل سيناء". تؤكد السنوسي أخيراً أن "بدو سيناء لا يحملون سلاحاً ولا يقاتلون بعيداً عن القوات المسلحة والشرطة".

قرية "البرث" جنوبي رفح، كانت مركز الأحداث في الأيام الأخيرة

أصوات الثأر فوق جبال سيناء

في الساعات الأخيرة ارتفعت أصوات أبناء الترابين على فيسبوك تتوعد مسلحي تنظيم ولاية سيناء بالثأر، "لأن الشهيد سالم أبو لافي الترباني بمئة رقبة من عدونا". وأنذر إبراهيم العرجاني من وصفهم بالتكفيريين "في بلعة والأحراش وجهاد أبو طبل والمسمي: سنكون فوق رؤوسكم قريباً جداً، أقرب مما تتوقعون، وقسماً ثمّ قسماً لنْ نترككم أينما كنتم، فقد أتى رجال يتلهّفون على ملاقاتكم كما تَتَلهّفون أنتم على الهروب".

في الشهر الماضي تأسس اتحاد قبائل سيناء "لمواجهة الإرهاب"، ومع ذلك دعا العرجاني قبائل سيناء للتوحد مجدداً، "حان الوقت للوقوف صفاً واحداً أمام هذا التنظيم الفاشي"، وأنذر "كل من يساعد داعش بالقول أو بالفعل أو بالرصد بأن عليه تسليم نفسه فوراً، فأنتم معروفون لدينا".

القبائل تستعد لمفاجآت الأيام المقبلة

إبراهيم العرجاني، الملقب بأسد سيناء ونهر الخير وغيرهما، هو أيضاً أبرز المنصات الدعائية لقبيلة الترابين في صراعها مع التنظيم المسلح، وله صورة شهيرة مع الرئيس السيسي، غير محددة التاريخ، يستغلها أنصاره في الدعاية.

العرجاني هو الآن رئيس مجلس إدارة شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار، التي تساهم فيها قبائل سيناء، وتشارك الجيش المصري في مشروعاته الصناعية الضخمة بسيناء.

على سبيل المثال فإن المجمع الضخم لاستخراج وتصنيع خام الرخام والغرانيت بمنطقة وسط سيناء مملوك للشركة الوطنية المصرية للرخام والغرانيت، وهي إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، وتم تأسيسها بالمشاركة مع شركة مصر سيناء، كما يقول العرجاني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل